واشنطن، 11 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اليوم ان المواجهات البحرية بين الكوريتين لن تؤثر على زيارة مبعوث واشنطن الخاص ستيفن بوسوورث الى كوريا الشمالية.
وقالت لدى مشاركتها في الاجتماع الوزاري لمنتدي التعاون الاقتصادي بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (ابيك) "نراها خطوة هامة يجب ان تظل منفصلة"، في الوقت الذي أعربت فيه عن ثقتها في رواية الاحداث التي أعلنت عنها السلطات الكورية الجنوبية.
وكانت حدة التوتر قد ازدادت في شبه الجزيرة الكورية بالامس إثر حدوث مناوشات وتبادل لإطلاق النار بين القوات البحرية للكوريتين في المياه المتنازع عليها بالبحر الغربي (البحر الاصفر)، في أول اشتباك بحري بين البلدين منذ حوالي سبع سنوات.
وكانت الحكومة الأمريكية قد أكدت أمس الثلاثاء سفر المبعوث الخاص لكوريا الشمالية ستيفن بوسوورث قبل نهاية العام الجاري الى بيونج يانج لاجراء محادثات مباشرة مع النظام الشيوعي بشأن برنامجه النووي.
وأشار المتحدث باسم الخارجية الامريكية فيليب كراولي في مؤتمر صحفي ان الرئيس الامريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية اتخذا هذا القرار بعد تقييم دقيق ومشاورات مستفيضة مع حلفائهم وشركائهم في الحوار السداسي (روسيا واليابان والصين وكوريا الجنوبية) حول سبل إستئناف المحادثات النووية مع بيونج يانج.
وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج ايل قد اشترط في السادس من أكتوبر/تشرين أول الماضي عودة بلاده الى طاولة المفاوضات السداسية، بنتائج المحادثات الثنائية مع الولايات المتحدة.
وأبرز كراولي ان الحكومة الأمريكية أطلعت السلطات الكورية الشمالية بسفر بوسوورث الى بيونج يانج برفقة وفد حكومي دولي مصغر "في وقت مناسب لم يتحدد بعد"، مشيرا في الوقت ذاته الى ان زيارة المبعوث الخاص ستحدث "قبل نهاية العام"، وان الولايات المتحدة تبحث مع البلد الاسيوي ترتيبات الزيارة.
وشدد المتحدث الرسمي على ان مباحثات بوسوورث مع الحكومة الكورية الشمالية، ستكون "داخل سياق الحوار السداسي"، مشيرا الى ان واشنطن تسعي الى إستئناف المفاوضات متعددة الاطراف في أقرب وقت ممكن، بعد توقفه في ديسمبر/كانون أول من عام 2008، بالاضافة الى الحصول على التزام بيونج يانج بالاعلان المشترك لعام 2005 بشأن عملية نزع السلاح النووي.
وقال "نعتقد ان عودة كوريا الشمالية الى المحادثات السداسية هو الطريق الوحيد أمامها، وعندما تفعل ذلك، سيكون هدفنا بالتأكيد، تنفيذ الخطوات الايجابية التي تم الاتفاق عليها عام 2005 لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية بطريقة سلمية".
وأكد ان الولايات المتحدة لا ترغب في "مكافأة" بيونج يانج لمجرد عودتها لطاولة المفاوضات متعددة الأطراف، موضحا ان "كوريا الشمالية لديها تاريخ طويل في عمليات استئناف المفاوضات وتنتظر مكافأتها لمجرد العودة الى الحوار"، وشدد "لسنا هنا للحديث من أجل الحديث، ولكن لرؤية نتائج ملموسة".
وأبرز ان الولايات المتحدة ستبدأ المحادثات المباشرة مع بيونج يانج بموقف "واقعي جدا" حول ما تنتظره منها، منوها "لقد أوضحنا موقفنا لكوريا الشمالية، ونعتقد انها تفهم ما هي أهدافنا من هذا الاجتماع".
وأوضح "سنبحث في بداية المحادثات العودة الى المفاوضات السداسية، ومن ثم سنعمل على إعادة تأكيد التزامها بالاعلان المشترك لعام 2005، الذي يؤكد على إتخاذ خطوات إيجابية"، مشددا على "ان العملية ليست بدء للحوار الثنائي المنفصل عن المفاوضات السداسية".
وتعتبر زيارة بوسوورث الى كوريا الشمالية لبدء حوار مباشر مع النظام الشيوعي، هي الاولى لمسئول بحكومة الرئيس أوباما، والاولى لمسئول في الإدارة الامريكية منذ أكثر من عام.
وكان كريستوفر هيل، نائب وزيرة الخارجية السابق لشئون شرق آسيا والمحيط الهادئ، والمفاوض الرئيسي في الحوار النووي مع بيونج يانج خلال حكومة جورج بوش، قد أجرى الزيارة الرسمية الأخيرة الى كوريا الشمالية في سبتمبر/أيلول من عام 2008.
يشار الى ان الولايات المتحدة حاولت في الأشهر الأخيرة حشد التأييد الدولي من أجل التطبيق الصارم لقرار مجلس الأمن الدولي المصدق عليه في يونيو/حزيران الماضي، ردا على التجربة النووية الثانية التي أجرتها بيونج يانج في 25 مايو/آيار الماضي. (إفي)