كوالالمبور، 10 يناير/كانون ثان (إفي): تجددت الهجمات التي تستهدف الكنائس المسيحية في ماليزيا اليوم الأحد، في إطار الخلاف القائم في البلاد حول السماح للمسيحيين باستخدام لفظ الجلالة "الله".
وتعرضت كنيستان جديدتان في ماليزيا اليوم لهجوم باستخدام القنابل الحارقة، استهدف الأول كنيسة (كل القديسين) بمدينة تايبينج الواقع بإقليم براق (غربي البلاد).
وقام المحتجون بإلقاء زجاجة مولوتوف على جدار الكنيسة، دون أن يسفر الهجوم عن وقوع خسائر مادية جسيمة ولم يترك سوى بقعة سوداء على جدارها.
وفي نفس المنطقة، تم العثور على زجاجة كيروسين مكسورة بجوار كنيسة (سان لويس) الكاثوليكية واعتقدت السلطات أنه هجوم فاشل لم يسفر عن وقوع أية أضرار.
وبذلك يرتفع عدد الكنائس التي تعرضت لهجمات مماثلة في تلك الدولة منذ يوم الجمعة الماضي إلى ست كنائس.
ومن جانبه استبعد مفوض إقليم براق ذو الكفل عبد الله في تصريحات لصحيفة (ذا ستار) الماليزية، قيام المتطرفين بارتكاب الهجومين اللذين وقعا اليوم ونسبهما إلى جماعات "انتهازية".
كما أكد وزير الداخلية الماليزي هشام الدين حسين أن "جميع الأمور تحت السيطرة" واتهم وسائل الإعلام الأجنبية بالمبالغة في نقل الأحداث.
يشار إلى أن أربع كنائس ماليزية قد تعرضت لهجوم خلال اليومين الماضيين، احتجاجا على الحكم الصادر من إحدى المحاكم الماليزية يسمح للمسيحيين باستخدام لفظ الجلالة "الله" كمرادف لكلمة "الرب".
وكانت السلطات الماليزية قد أمرت منذ عامين بمنع غير المسلمين من مساواة لفظ "الله" مع كلمة "الرب"، بعد استخدام صحيفة (هيرالد)، الموجهة للكاثوليك، لاسم "الله" في أحد مقالاتها.
ولجأت الصحيفة إلى المحكمة للبت في هذا النزاع الذي حسم لصالحها في الأسبوع الماضي.
وتسبب هذا الحكم في احتشاد آلاف المصلين يوم الجمعة الماضي أمام أكبر مسجد في كوالالمبور للمطالبة بمنع غير المسلمين من استخدام لفظ "الله".
ومن جانبه دعا رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبد الرزاق إلى الهدوء في البلاد، ووقف الهجمات ضد الكنائس، التي يصل عددها إلى نحو 500 كنيسة.
كما طالب الأحزاب السياسية بالتصرف مع الأزمة بطريقة عقلانية، كما أعلن عن رصد مساعدات قدرها 500 ألف رينجيت (نحو 150 ألف دولار)، لإعادة بناء كنيسة (مترو تابيرناكل) البروتستانتية التي تعرضت لهجوم أدى إلى تدمير الطابق الأول بشكل كلي.
الجدير بالذكر أن سكان ماليزيا يبلغ عددهم قرابة 27 مليون نسمة، بينهم 2.5 مليون مسيحي منهم 850 ألف كاثوليكي، فيما تبلغ نسبة المسلمين نحو 60% من السكان.(إفي)