لم تكتمل الفرحة في أوروبا فبعد طول انتظار لانتعاش الاسواق تصدر تصريحات تسرق هذه الفرحة حيث انتعشت الاسواق الأوروبية أمس بشكل ملحوظ و لكنها اليوم بدأت منخفضة بعد أن قامت موديز بتخفيض التصنيف للديون السيادية في اليونان إلى الفئة المعدمة لتذكر المستثمرين بأن أزمة الديون العامة لاتزال حاضرة.
بريطانيا
انخفضت اسعار المستهلكين في المملكة المتحدة خلال أيار لأول مرة منذ ثلاثة أشهر بعد ان تراجعت تكلفة البضائع من الاغذية حتى النقل و هذا ما سيقلص الضغوط التضخمية على الاقتصاد البريطاني وسط مسيرة الانتعاش الاقتصادي المحفوفة بالعديد العديد من المخاطر.
انخفض مؤشر اسعار المستهلكين السنوي ببريطانيا في شهر أيار مسجلا 3.4% ليأتي بذلك أدنى من التوقعات لنسبة 3.5% و أدنى من القراءة السابقة لنسبة 3.7%، و على المستوى الشهري انخفض إلى 0.2% من 0.6% للقراءة السابقة فيما كانت التوقعات بنسبة 0.4%.
انخفاض أسعار الغداء , النقل, التبغ, الكحول واجه الارتفاع في أسعار الطاقة , حيث ارتفع سعر وقود المحركات خلال الشهر الماضي لأعلى مستوى منذ 1996 ليصل مستويات 120.5 بنس لكل لتر ,على الرغم من انخفاض المستويات العامة للأسعار في بريطانيا و لكنها لا تزال فوق الحد المسموح الذي وضعة البنك المركزي عند 2%, و فوق الحد الأعلى للحكومة عند 3% خلال الثلاثة أشهر الماضية و يعد أرتفاع الأسعار في بريطانيا مدعوما بعدد من العوامل : ارتفاع أسعار النفط الخام, ضعف قيمة العملة البريطانية, ارتفاع ضريبة المبيعات بواقع 2.5%.
ان ارتفاع الأسعار أيضا نتيجة لاحقة لما قدمه البنك من خطط لدفع عجلة الاقتصاد بعد طول معاناة من الركود الاقتصادي, فلقد أقر البنك المركزي سياسة لشراء السندات الحكومية وصلت قيمتها النهائية عند 200 بليون جنيه, و قام بتخفيض سعر الفائدة لمستويات 0.50% الادنى منذ تأسيس البنك المركزي , كافة هذه الإجراءات كانت تهدف لضخ السيولة للأسواق لدعم الأسعار بعد ان انهارات بتأثير من الأزمة الائتمانية الماضية.
يرى البنك المركزي البريطاني بان ارتفاع الاسعار في الوقت الراهن هو حالة مؤقتة و ستعاود الأسعار الانخفاض للمستوى الآمان خلال السنة الحالية و ذلك بتاثير من مستويات النمو المنخفضة في البلاد و تداعيات أزمة الديون السيادية بمنطقة اليورو , و ارتفاع العجز في البلاد لمستويات 11.1%من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الماضي.
منطقة اليورو
تراجعت مستويات الثقة في ألمانيا صاحبة الاقتصاد الأوروبي العملاق خلال حزيران متأثرة بتداعيات ازمة الديون السيادية التي أشعلت فتيلها اليونان , فالمخاوف تسيطر على المستمرين من أن تشكل أزمة الديون خطرا على الصادرات الألمانية و مستويات النمو للاقتصاد الأوروبي العملاق.
اليونان اصبحت قريبة جدا من الوقوع بخطر عدم القدرة على سداد الديون خاصة بعد ان اتفقت المؤسسات المسؤلة عن التصنيف الائتماني لتخفيض تصنيف ديون اليونان إلى الفئة المنعدمة , حيث قامت مؤسسة موديز بتخفيض التصنيف الائتماني اليونان إلى الفئة المعدومة.
تم تخفيض التصنيف بواقع أربعة درجات لتصل Ba1 من A3 لتصبح بذلك دون الحد المسموح عند B3 اي بمسمى أخر ديون معدمة, نقل عن وكالة موديز أن مخاطر التي تهدد النمو الاقتصادي كبيرة من تدابير التقشف المرتبطة بحزمة مساعدات من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي 110 مليار يورو, و صرحت أن تخفيض التصنيف الائتماني يضم مخاطر افتراضية اكبر لمخاطر عدم القدرة على سداد الديون موديز وأضافت في بيان امس ان التوقعات المستقبلية مستقرة.
ان تجدد المخاوف بشأن ازمة الديون العامة بمنطقة اليورو سيكون له الأثر السلبي على مسيرة الانتعاش الاقتصادي في المنطقة خاصة بعد أن كافحت كثيرا لتحقيق النمو بنسبة 0.2% خلال الربع الأول من العام الحالي مدعوما بارتفاع الصادرات الأوروببة بعد انخفاض اليورو مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 15% خلال العام الحالي.
اظهر الاقتصاد الألماني العديد من الإشارات لبداية الانتعاش الاقتصادي , فلقد انخفض معدل البطالة في البلاد لمستويات 7.7% خلال الشهر الماضي بعد أن قامت المؤسسات بإعادة التوظيف لمواكبة ارتفاع الطلب على الصادرات الألمانية المدعومة بضعف اليورو.
يتداول اليورو حاليا حول مستويات 1.2206 و يتوقع ان يواصل انتعاشه بعد الانخفاض الحاد الذي شهده خلال الشهر الماضي لأدنى مستوى منذ أربعة أعوام, من الناحية التقنية نعتقد بأن الاتجاه المتوقع لهذا اليوم صاعد على الأنظمة الزمنية اللحظية بدعم من تركيبة نموذج فني صاعد قيد التشكل حالياً مستوى خط الرقبة المفترض لديه عند 1.2295. الأهداف نحو مستويات 1.2430.