كابول، 8 ديسمبر/كانون أول (إفي): وعود بتشكيل حكومة قادرة على مكافحة الفساد وطلبات بالمزيد من المساعدات الدولية كانت المحصلة النهائية للمحادثات التي أجراها وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس في أفغانستان مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي.
وكان جيتس قد وصل كابول في زيارة مفاجئة تفقد خلالها قوات بلاده المنتشرة هناك، تعد الأولى لمسئول أمريكي منذ أعلن الرئيس باراك أوباما الأسبوع الماضي عن استراتيجيته الجديدة في البلد الأسيوي.
وفي المؤتمر الصحفي الذي جمع المسئولين عقب المحادثات التي جرت بينهما، تعهد كرزاي بتشكل حكومة تكون قادرة على مكافحة الفساد، في ضوء الانتقادات والاتهامات المتزايدة التي يوجهها المجتمع الدولي لحكومته السابقة بتفشي الفساد.
وفي المقابل، طالب الرئيس الأفغاني المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة بالمزيد من المساعدات، مشيرا إلى أن التأخر في هذا الأمر يعيق امكانية حصول بلاده على قوات أمنية تكون مؤهلة للاضطلاع بمسئوليات حفظ الأمن في البلاد.
واعترف كرزاي بأن أفغانستان ستتأخر 15 أو 20 عاما حتى يصبح لديها قوات أمنية تتمتع بالاكتفاء الذاتي، معربا عن ثقته في استمرار الولايات المتحدة في تقديم مساعدتها لتحقيق ذلك الهدف.
وقال كرزاي "نأمل أن يقوم المجتمع الدولي والولايات المتحدة بشكل خاص بوصفها حليفنا الرئيسي بمساعدتنا في امتلاك الموارد الاقتصادية للتزود بقوة مناسبة تحمي البلاد".
وأضاف الرئيس أن أفغانستان "لن تستطيع امتلاك قوة بتلك الطبيعة بمواردها الخاصة خلال 15 أو 20 عاما مقبلين".
من جانبه، أوضح جيتس أنه من المتوقع أن تحتاج أفغانستان "فترة من الوقت لتتمكن من امتلاك قوات أمنية بمواردها الخاصة ودون الاستعانة بالأخرين".
وأضاف أنه يأمل أن تشهد أفغانستان خلال الفترة المذكورة تنمية اقتصادية سريعة الإيقاع، مشيرا إلى أن واشنطن أوضحت لشركائها أنها تنتظر مسئولية مشتركة من جانبهم.
ويعتبر جيتس أول مسئول أمريكي يقوم بزيارة أفغانستان عقب إعلان أوباما عن استراتيجيته الجديدة، التي تضمنت إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى البلد الآسيوي، وبعد أقل من شهر على تولي كرزاي فترة ولايته الثانية في انتخابات أثارت الجدل.
كما حدد أوباما في الاستراتيجية ذاتها يوليو/تموز عام 2011 موعدا لبدء انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، على الرغم من أن مسئولين أمريكيين أفادوا باحتمالية تغير هذا الموعد بحسب الظروف.
وينتشر حاليا نحو 100 ألف جندي أجنبي في أفغانستان، بينهم 68 ألف أمريكي، وينتظر أن يرسل حلف الناتو سبعة آلاف جندي آخرين.
ويذكر أن كرزاي كان قد تعهد فور توليه ولايته الثانية بأن تتولى قوات بلاده مسئولية القيادة في العمليات التي تقوم بها القوات الدولية ضد متمردي طالبان. (إفي)