بروكسل، 23 يوليو/تموز (إفي): لازال الاتحاد الأوروبي يتساءل عن الأسباب التي جعلت الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يشر من قريب أو بعيد إلى أوروبا في ثلاث خطابات هامة ألقاها في كل من القاهرة وموسكو وأكرا.
كان هذا الاستفسار، محور نقاش لجنة "التفكير حول مستقبل الاتحاد الأوروبي، برئاسة رئيس الوزراء الإسباني السابق فيليبي جونثاليث، أثناء الاجتماع الذي عقد على مدار يومين واختتم اليوم لبحث مدى تراجع دور الاتحاد الأوروبي بوصفه "لاعب رئيسي" على الصعيد الدولي.
تأسست اللجنة في ديسمبر/كانون أول الماضي، وتجتمع شهريا بهدف تقديم الدعم والمشورة لحكام ومؤسسات الاتحاد الأوروبي، في مواجهة التحديات القادمة التي تعترض مستقبل الدول الـ27 خلال العقد (2020-2030).
وجاء التساؤل من جانب وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا فيشر، الذي أكد "ربما لاتزال أوروبا أكبر قوة اقتصادية في العالم، كما أنها صاحبة أعلى معدلات ناتج محلي مالم تتصدر الترتيب العالمي، وربما تكون صاحبة أعلى ميداليات ذهبية في أوليمبياد بكين، ولكن دورها السياسي على الصعيد الدولي تراجع بشكل ملحوظ".
وانتقد فيشر أن الأجندة الطموحة التي أقرت في لشبونة عام 2000 حول أهداف الاتحاد الاقتصادية، تمثل عائقا أمام التقارب مع الولايات المتحدة أو غيرها من دول الاقتصاديات الصاعدة.
من ناحية أخرى أعزى جونثاليث تراجع الدور الأوروبي سياسيا إلى الممارسات الحمائية التي يتبعها الاتحاد بالإضافة إلى النزعة التضامنية الداخلية على مستوى كافة مؤسسات الاتحاد، مما يمثل عائقا أمام حشد رأي عام سريع في أي قضية.
وقال رئيس الحكومة الاشتراكي السابق "أوروبا مثقلة بالانتصارات التاريخية ولكن هذا الماضي جعلها شديدة التصلب أمام تحولات العولمة وجعلها تتحاشي أن تكون صاحبة مبادرة محفوفة بأية مخاطر".
وتعمل اللجنة منذ بدء عملها على تقييم عدد من القضايا التي تمثل تحديا أمام مستقبل أوروبا وعلى رأسها الهجرة، والتعليم والطاقة والسياسة الخارجية والأمن والأوضاع الاقتصادية وارتباطها بمستوى رفاهية الأفراد. (إفي) ط ز/ع ن