موسكو، 26 أكتوبر/تشرين أول (إفي): لم تدم المغامرة الخارجية الثانية للمدرب الإسباني خواندي راموس سوى 47 يوما بعد فسخ تعاقده اليوم الاثنين مع فريق سسكا موسكو الروسي، الذي كان ثاني فريق يتولى مسئوليته خارج إسبانيا بعد توتنهام هوتسبر الإنجليزي.
وأوضح بيان صادر عن النادي الأحمر أن الطرفين اتفقا على إنهاء التعاقد بعد تضاؤل حظوظ النادي في بلوغ دوري الأبطال الأوروبي الموسم المقبل حيث يحتل حاليا المركز الخامس في الدوري الروسي متأخرا بعشر نقاط عن روبن كازان المتصدر.
ويعني فسخ التعاقد فشل راموس مرة أخرى في تكرار نموذج المدرب الإسباني الناجح خارجيا والذي يحتكره حاليا رفائيل بنيتيز مدرب ليفربول الإنجليزي الذي يحتفل مع الفريق بعامه الخامس بعد أن افتتح عهده في ملعب أنفيلد بالتتويج بدوري أبطال أوروبا.
وربما كان راموس أفضل حظا في تجربته الخارجية الأولى في إنجلترا، حيث أعاد توتنهام عام 2008 لمنصة التتويج بالفوز بكأس رابطة الأندية المحترفة "كارلينج"، فيما اعتبر بشرى سعيدة لجماهير ملعب وايت هارت لين اللندني.
ولكن راموس أقيل في الموسم التالي بعد سلسلة نتائج مخيبة جعلت الفريق أقرب المرشحين للهبوط إلى الدرجة الأولى، وهو ما دفع إدارة توتنهام للاستغناء عنه والاستعانة بخدمات هاري ريدناب.
ولا تضاهي النتائج التي حققها راموس (55 عاما) نفس ما حققه في إسبانيا خاصة مع فريق إشبيلية الذي أحرز معه كأس الاتحاد الأوروبي عامي 2006 و2007 وفاز بالسوبر الأوروبية مرة، وكأس ملك إسبانيا مرة أيضا، كما قاد ريال مدريد للمركز الثاني الموسم الماضي بعد أن تسلم الفريق في حالة يرثى لها من سلفه المقال برند شوستر.
ويرى مراقبون أن إخفاق راموس (55 عاما) مع سسكا لا يعني بالضرورة كونه "مدربا محليا" بل يعزى بوجه عام إلى الحالة التي تسلم فيها زمام فريق سسكا بعد أن عاد هدافه البرازيلي فاجنر لاف إلى بلاده للعب مع بالميراس، بينما انتقل الجناح الدولي يوري جوركوف إلى تشيلسي الإنجليزي.
كما حط راموس الرحال في الكرميلن والفرق الروسية بوجه عام تعاني من آثار الأزمة المالية، لتتحول من فرق مستوردة إلى مصدرة بتعبير السوق، وهو ما لم يفلت منه بفريق بحجم زينيت سان بطرسبرج الذي يحظى بدعم مادي هائل من مجموعة الطاقة الروسية غازبروم كراع رئيسي للفريق.
ولعبت الإصابات دورها أيضا في إضعاف قائمة راموس فلم ترحم لاعب الوسط البرازيلي دانييل كارفاليو الذي لعب دورا بارزا في فوز سسكا بكأس الاتحاد الأوروبي 2005 كما أثرت على مستوى الجناح الأيسر التشيلي مارك جونزاليس.
ولكن الأسباب السابقة لم تؤخذ بعين الاعتبار من قبل إدارة سسكا التي فضلت فسخ التعاقد خاصة بعد تلقي الفريق هزيمتين متتاليتين في الأسبوع الأخير إحداهما في الدوري أمام توربيدو موسكو 1-3 والأخرى على يد مانشستر يونايتد في دوري الأبطال بهدف وحيد في قلب العاصمة الروسية. (إفي)