تيجوثيجالبا، 11 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): وصل نائب مدير إدارة نصف الكرة الغربي بالخارجية الأمريكية كريج كيلي إلى هندوراس في محاولة لإنقاذ الاتفاق الذي تدفعه حكومة واشنطن ومنظمة الدول الأمريكية بين رئيس حكومة الأمر الواقع روبرتو ميشيليتي والرئيس المخلوع مانويل ثيلايا.
وذكرت مصادر من السفارة الأمريكية في هندوراس لوكالة (إفي) أن كيلي، وهو نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون أمريكا اللاتينية توماس شانون، وصل إلى هندوراس الثلاثاء في محاولة لدفع اتفاق تيجوثيجالبا-سان خوسيه الذي أعلن ثيلايا مؤخرا رفضه له وإنهاء المفاوضات مع حكومة ميشيليتي بشكل نهائي.
وفي تصريحات لإذاعة (راديو جلوبو) المحلية عقب اجتماعه مع طرفي النزاع، قال المسئول الأمريكي "سنواصل سعينا للتوصل إلى اتفاق جيد، إننا هنا لنتابع العمل مع الجانبين"، مضيفا "إن الأمر عاجل وينبغي علينا إحراز تقدم".
وعلى الرغم من ذلك، يبدو أن مساعي كيلي لم تؤت ثمارها وهو ما اتضح من تصريحات الطرفين المتنازعين عقب اجتماعهما مع المسئول الأمريكي وسفير الولايات المتحدة لدى تيجوثيجالبا هوجو لورنس، حيث لم تعكس التصريحات أي تغيير في موقفهما.
وفي تصريحات صحفية عقب الاجتماع الذي عقد في سفارة البرازيل التي يلجأ فيها الرئيس المخلوع منذ 21 سبتمبر/أيلول الماضي، قال ثيلايا "يكفينا هذا القدر من الاستهزاء الذي تعرضنا له على مدى أربعة أشهر من المفاوضات. لاأفكر في العودة إلى الحوار معهم (حكومة الأمر الواقع) لأن أسلوبهم يتسم بالكذب والخديعة".
وتابع "لقد طلبت منهم (المسئولين الأمريكيين) ألا يتخلوا عن موقفهم فالانتخابات التي يعد لها ميشيليتي تخلو من الشرعية لأنها لا تضمن عدم الإطاحة بالرئيس الذي يختاره الشعب أو عدم التحريض على انقلاب آخر".
وأضاف أن مسئول الخارجية الأمريكي والسفير يهدفان إلى إعادة الديمقراطية في البلاد غير أنه شدد "ولكنني لن أغير موقفي".
وكان الأمريكيان قد عقدا في وقت سابق اجتماعا في قصر الرئاسة مع ميشيليتي، الذي أكدت المتحدثة الرسمية باسم حكومته بيلما موراليس أن "الحوار كان مفتوحا للغاية ودار بصفة أساسية حول الالتزام باتفاق تيجوثيجالبا-سان خوسيه".
وأردفت موراليس أن ميشيليتي أكد لكيلي "رغبته والتزامه بمواصلة العمل في إطار الاتفاق" وقالت إن رئيس حكومة الواقع يتمنى أن يواصل ثيلايا دوره في لجنة الإشراف على تنفيذ الاتفاق لمتابعة العمل به.
وأضافت أن "ما يهم الحكومة الأمريكية والمجتمع الدولي هو استمرار العمل في إطار الاتفاق".
يشار إلى أن كيلي كان أحد أعضاء البعثة الأمريكية التي رأسها مساعد وزير الخارجية لشئون أمريكا اللاتينية شانون وتمكنت منذ أسبوعين من فك جمود المفاوضات بين الجانبين، كما حضرت توقيع اتفاق تيجوثيجالبا-سان خوسيه.
ويعود الخلاف الأخير بين الجانبين إلى يوم الخميس الماضي، مع إعلان ميشيليتي تشكيل ما أسماه بـ"حكومة وحدة وطنية" بشكل أحادي الجانب، ودون تعيين أي من ممثلي ثيلايا، وهو ما اعتبره الأخير انتهاكا لاتفاق "تيجوثيجالبا-سان خوسيه" المبرم بين الطرفين.
وعلى الرغم من طرح ميشيليتي لمقترح جديد الأحد، طالب فيه ثيلايا بالمشاركة في حكومة وحدة وطنية، إلا أن هذا العرض قوبل برفض الرئيس المخلوع الذي اعتبر ما حدث "طعنة للديمقراطية"، وأعلن عن تعليق المفاوضات بين الجانبين بشكل نهائي. (إفي)