مدريد، 28 يونيو/حزيران (إفي): أعرب رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو اليوم عن "احترامه" لمطالب الحركات الاحتجاجية المدنية مثل حركة "15 مايو"، على الرغم من اعترافه بعدم اتفاقه مع جزء كبير منها، مؤكدا أن الاقتصاد الوطني بدأ طريق التعافي وسينهي الربع الأخير من العام الجاري بنمو إجمالي الناتج المحلي بنسبة تزيد عن 1.5%.
وجاءت تصريحات ثاباتيرو خلال الكلمة التي ألقاها في جلسة برلمانية حول حالة الأمة، والتي تعتبر الأخيرة التي يشارك فيها بوصفه رئيسا لحكومة إسبانيا.
وأشار ثاباتيرو في كل الأحوال إلى أن تلك المقترحات "محل اهتمام غير قابل للنقاش" بالنسبة للرؤساء الديمقراطيين.
واعترف رئيس الحكومة الإسبانية بأنه قد لا يتفق مع مطالب الاحتجاجات، وبالفعل هو كذلك مع "مقترحات ليست بقليلة" مما يطالب به "الغاضبون"، ولكنه شدد على أن جميعها يستحق الاحترام.
كما أفاد بأن القلق والاستياء الناجم عن الأزمة تسبب من قبل في قيام بعض القطاعات الاجتماعية بأن تصبح عنصر ضغط على النظام السياسي، وهو الشعور الذي "يعتبر أيضا -في رأيه- جزءا من حالة الأمة".
من جهة أخرى، قال ثاباتيرو إن الدولة "تحارب وما زالت تحارب الأزمة"، مشيرا إلى أن إسبانيا استطاعت خلال الشهور الماضية أن "ترسخ عملية الانتقال من الركود إلى التعافي الاقتصادي الذي ما زال طفيفا بطيئا وتدريجيا ولكنه متصاعد".
وأبرز المؤشر التصاعدي من هبوط سنوي بنسبة 1.4% خلال الربع الأول من 2010 ، إلى نمو بنسبة 0.8% خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الجاري، قائلا: "ونأمل في زيادة النسبة لتتجاوز 1.5%" بنهاية هذه السنة.
ومع ذلك، أقر ثاباتيرو بأن هذا التعافي "ما زال بطيئا للغاية لكي يوفر فرص عمل" في بلد، أشار إلى أنه وفقا للإحصائية الأخيرة، به 4.9 مليون عاطل، بما يمثل أكثر من 21% من الأشخاص الصالحين للعمل، وأكثر من 40% في حالة الشباب.
من جهة أخرى، أوضح أن النبأ السار عن الاقتصاد الإسباني هو تحسين قدرة التصدير سواء بالنسبة للسلع أو الخدمات.
جدير بالذكر أن الصادرات الإسبانية زادت في عام 2010 بنسبة 14% وخلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الجاري بنسبة 16%.
وفي هذا الصدد، أضاف ثاباتيرو أنه بفضل ذلك، يواصل الاقتصاد الإسباني تصحيحه للعجز الذي يعانيه.
أما "النبأ السيئ" عن الاقتصاد الإسباني، على حد قول ثاباتيرو، فهو هبوط الطلب الداخلي.
وقال إن أزمة الدين السيادي في اليونان و"القلق المستمر" في الأسواق الأوروبية يزيد من صعوبة التعافي الاقتصادي في إسبانيا.
كما ذكر أن عاملا آخر يعرقل التعافي الاقتصادي وهو "الخاص بتصحيح الاضطرابات في نموذج النمو الإسباني" الذي يركز على قطاع إنشاء المساكن، والذي أشار إلى أنه وصل إلى نحو 7.5% من إجمالي الناتج المحلي بزيادة بنسبة 3% عن منطقة اليورو.
وأكد ثاباتيرو أنه عقب انهيار قطاع العقارات، أصبح هو "القطاع الوحيد الذي ما زال يشهد عملية ترشيد"، مشيرا إلى أنه دون هذا العامل، "لكان الاقتصاد الإسباني ينمو اليوم بنسبة 2% سنويا".
جدير بالذكر أن جلسة النقاش حول حالة الأمة والتي افتتحت اليوم في البرلمان الإسباني، ستكون الأخيرة التي يشارك فيها ثاباتيرو الذي أعلن في أبريل/نيسان الماضي أنه لن يترشح لفترة ولاية ثالثة في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في مارس/آذار 2011. (إفي)