القاهرة، 14 أكتوبر/تشرين أول (إفي): دعا رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو المجتمع الدولي للدفع باتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فيما أكد على ضرورة توفير "أقصى ضمانات الأمن" لإسرائيل.
وشدد ثاباتيرو في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية، أذيعت الأربعاء، على أن "الفلسطينيين يجب أن يعلموا أن المجتمع الدولي سوف يتخذ تلك الخطوة ويجب أن يشعروا بأن هذا حق سوف يحصلون عليه".
وكان رئيس الحكومة الإسبانية قد بدأ اليوم جولة شرق أوسطية، قادما من الولايات المتحدة، تشمل كلا من سوريا والأراضي الفلسطينية وإسرائيل وجنوب لبنان، حيث تشارك بلاده بقوات ضمن قوات اليونيفيل الدولية.
وأوضح ثاباتيرو أن السلطة الفلسطينية هي المرجعية الأساسية التي يتعامل معها المجتمع الدولي، وبالرغم من الوضع الراهن، فهناك ثقة كبيرة في الرئيس محمود عباس، وقال انه يجب منحه الفرصة لتحقيق المصالحة والعمل على تهيئة الأجواء للانتخابات القادمة.
وقال إن هناك فصائل وقوى فلسطينية كثيرة، وهناك عملية سلام يؤمل أن تكون نهائية وشاملة، ومن ثم على الجميع أن يتحدوا خلف هدف واحد وصوت واحد هو فلسطين، "كما نأمل أن تشعر إسرائيل بالأمن بما يكفي لتجلس إلى مائدة الحوار لبحث مستقبل التعايش".
وأشار ثاباتيرو إلى ضرورة الإسراع في تطبيق "خارطة الطريق" الخاصة بعملية السلام بالشرق الأوسط والتي تشتمل على إقامة دولة فلسطينية كأحد شروط إقرار السلام بالمنطقة.
كما شدد على أهمية "أن تشعر إسرائيل بالأمن كدولة على حدودها وخاصة الأمن لمواطنيها".
ومن جانب آخر لفت ثاباتيرو إلى ضرورة إقرار المصالحة الفلسطينية وأثنى على جهود الوساطة التي تقوم بها الحكومة المصرية في هذا الشأن، مشيرا إلى أن إسبانيا تؤيدها، في الوقت الذي أشار فيه للجهود التي يبذلها وزير خارجيته ميجل أنخل موراتينوس في تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف.
ولفت رئيس الحكومة الإسبانية إلى أن بلاده ستلعب دورا أكبر في عملية السلام خلال توليها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي مطلع العام المقبل.
وفيما يختص بتوجه إسبانيا في أفغانستان، أشار إلى أن التدخل العسكري تم بناء على تفويض من الأمم المتحدة للقضاء على الإرهاب، دون أن يكون من بين نوايا الدول الأربعين المشاركة في قوات التحالف غزو هذا البلد الأسيوي.
وأبرز ثاباتيرو أهمية التنسيق مع قوات الناتو من أجل تحديد جدول زمني لنقل القيادة الأمنية في أفغانستان للجيش الأفغاني، وقال إن دور القوات الدولية لا يقتصر فقط على العمليات العسكرية بل هناك مشاريع إعادة الإعمار التي تشارك فيها إسبانيا.
وأوضح ثاباتيرو أنه دافع عن التدخل في أفغانستان، ولكنه رفض الوجود العسكري في العراق، لأن القضيتين مختلفتان، مشيرا إلى أن المهمة في أفغانستان ترمي لتحقيق السلام والأمن وحماية الشعب الأفغاني، ومن أجل إعادة تأهيل وتدريب الجيش ومن أجل التنمية.
ومن ناحية أخري أكد أن إحدى مهام إسبانيا من خلال قيادتها للاتحاد الأوروبي، تكمن في العمل على انعاش الاقتصاد والخروج من الركود الذي توقع له البنك الدولي وصندوق النقد النصف الأول من العام القادم، محددا هدفين أساسيين لفترة ما بعد الأزمة وهما الحماية الاجتماعية والحفاظ على الاستثمارات والطاقة الانتاجية.
وبخصوص قضية الهجرة، اعتبر ثاباتيرو أن المهاجرين ثروة كبيرة في إسبانيا، التي استقبلت خلال السنوات الأخيرة ما يقرب من 4 ملايين مهاجر من أمريكا اللاتينية وشمال أفريقيا ودول جنوب الصحراء، مبرزا إسهامهم في سوق العمل، في إطار الشرعية والقانون.
ولفت إلى الجهود التي بذلتها حكومته لتقنين أوضاع أكثر من 700 ألف مهاجر، فضلا عن السياسات التي انتهجتها مع الدول المصدرة للهجرة ودول المعبر للقضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وبالرغم من ذلك أشار ثاباتيرو إلى أن حكومته تتعرض لانتقادات كثيرة بسبب سياسات الهجرة التي تنتهجها، ولكن مع ذلك فانها تعمل على كفالة كافة الحقوق للجميع، وتسعى لأن تكون الهجرة شأنا إيجابيا.(إفي)