أصدرت وزارة العمل الأميركية اليوم مؤشر طلبات الإعانة لتشير إلى دلائل مختلطة في قطاع العمالة الأمريكي، حيث ارتفعت طلبات الإعانة للأسبوع المنتهي في الخامس من كانون الأول لتصل إلى 474 ألف طلب مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 457 ألف طلب بينما بلغت التوقعات 455 ألف طلب.
إلا أن التقرير أشار إلى أن أعداد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات إعانة وصلوا حتى الثامن والعشرين من تشرين الثاني إلى 5157 الف طلب مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 5465 ألف طلب والتي تم تعديلها إلى 5460 ألف طلب، بينما التوقعات بلغت 5450 ألف طلب.
ووسط اختلاط البيانات الصادرة من قطاع العمالة الأمريكي، يبقى المستثمرين في حالة قلق تجاه ضعف الاوضاع الاقتصادية، وبالتالي نتوقع تأرجح مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال تداولات جلسة اليوم، وذلك في حال لم تشكل شهادة السيد جيثينر وزير الخزينة الأمريكي حول برنامج تمويل القروض المتعثرة تعزيزا للأسواق مجددا، في حين أن قطاع العمالة الأمريكي يبدو وأنه لا يزال يعاني من أعقاب الأزمة الائتمانية.
والجدير بالذكر ان تقرير العمالة الذي صدر خلال الأسبوع الماضي أشار إلى أن الاقتصاد الأمريكي فقد خلال تشرين الثاني 11 ألف موظف فقط، الامر الذي مكّن معدل البطالة من التراجع خلال الشهر نفسه ليصل إلى 10.0% مقارنة بالتوقعات والقراءة السابقة التي بلغت 10.2%، إلا أنها لا تزال ضمن المستويات الأعلى لها منذ 26 عام.
ونشير هنا إلى أن معدلات البطالة المرتفعة إلى جانب الأوضاع الائتمانية الصعبة أثرت سلبا على مستويات الدخل الشخصي، الأمر الذي حد من تحسن إنفاق المستهلكين، مما سيؤدي إلى نمو أقل، باعتبار ان إنفاق المستهلك يشكل حوالي ثلثي النمو في الاقتصاد الأمريكي.
ولكن من ناحية أخرى جاءت البيانات الإيجابية في تقرير الميزان التجاري الأمريكي والذي أشار إلى تقلص العجز في الميزان التجاري خلال تشرين الأول ليصل العجز إلى 32.9 مليار دولار مقارنة بالعجز السابق والذي تم تعديله الذي بلغ 35.7 مليار دولار وبأفضل من التوقعات أيضا التي أشارت إلى عجز بمقدار 36.8 مليار دولار، مما يشير أن مستويات الطلب على مستوى العالم بدأت بالتحسن التدريجي، الأمر الذي قد سياعد في مرحلة التعافي الأمريكية وسط تحسن النشاط الاقتصادي في العالم نوعا ما.
ودعما لهذه البيانات فقد قفزت تجارة البضائع الدولية الكندي خلال تشرين الأول أيضا لتصل إلى 0.4 مليار دولار كندي مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت -0.9 مليار دولار كندي وبأعلى من التوقعات أيضا التي بلغت -0.7 مليار دولار كندي.
ونذكر أيضا ان تقرير الميزان التجاري الأمريكي أشار إلى استمرارية تفوق الواردات على الصادرات الأمريكية بالرغم من ارتفاع الصادرات خلال تشرين الأول لتصل إلى 136.842 مليار دولار مقارنة بصادرات الولايات المتحدة الأمريكية خلال أيلول والتي بلغت 133.382 مليار دولار، بينما وصلت الواردات الأمريكية خلال تشرين الأول إلى 169.778 مليار دولار مقارنة بأيلول التي وصلت فيه إلى 169.033 مليار دولار.
وبهذا نشير إلى أن الطريق أمام نمو الاقتصاد الأمريكي لا يزال مبهما بعض الشيء، وذلك وسط التحديات التي تقف في وجه تقدم الاقتصاد، حيث بمعدلات البطالة المرتفعة إلى جانب الأوضاع الائتمانية الصعبة والتهديدات التضخمية ستظل عائقا أمام مستويات إنفاق المستهلك والذي يلعب دورا مهما في تحقيق نمو الاقتصاد الأمريكي.
وسيصدر عن الاقتصاد الأمريكي في وقت لاحق اليوم تقرير ميزانية الخزينة الأمريكية والذي من المتوقع أن يشير إلى توسع العجز في الميزانية خلال تشرين الثاني ليصل العجز إلى 131.6 مليار دولار مقارنة بالعجز السابق والذي بلغ 125.2 مليار دولار، علما أن الحكومة الأمريكية أشارت خلال الأيام القليلة الماضية أنها ستحاول تقليص العجز في الميزانية بمقدار 1.2 تريليون دولار من العجز، إلى جانب تقليص ديون الولايات المتحدة الأمريكية التي تصل إلى 12 تريليون دولار.