الأمم المتحدة، 8 ديسمبر/كانون أول (إفي): قرر مجلس الأمن تعليق مشاوراته بشأن الوضع في كوت ديفوار إلى اليوم الأربعاء، بعد فشل أعضائه في الاتفاق على إعلان مشترك حول الأزمة السياسية التي تشهدها البلد الأفريقي خلال مباحثاتهم في هذا الشأن الثلاثاء.
وقالت رئيسة المجلس والسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس " لازال يتعين علينا مناقشة مضمون جواب محتمل. معظم الوفود تريد التحدث بصوت واحد، ولكن آخرين لا يمكنهم القيام بذلك حتى الآن لعدم وجود تعليمات".
وبعد أكثر من خمس ساعات من المداولات، أقرت رايس بعدم قدرة المجلس على الاتفاق على موقف مشترك من الأزمة التي تشهدها كوت ديفوار، حيث اعترفت الأمم المتحدة بفوز المعارض الحسن وتارا في الانتخابات الرئاسية في حين أعلن المجلس الدستوري في البلد الأفريقي الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو فائزا في الانتخابات.
وقالت رايس "نأمل أن نواصل مداولاتنا غدا إذا وصلت التعليمات"، بعد أن أقرت بوجود "آراء مختلفة" حيال الوضع في كوت ديفوار.
وأشارت السفيرة الأمريكية إلى عدم تلقي الوفد الروسي تعليمات من موسكو، بعدما انتقد إمكانية تخطي مجلس الأمن لصلاحياته بإعلان فوز مرشح في الانتخابات وعرقل صدور بيان مشترك إزاء الأزمة في كوت ديفوار.
ودافعت رايس عن الدور الرائد للأمم المتحدة ومجلس الأمن في الانتخابات الرئاسية في ضوء الوضع "الفريد وغير العادي" الذي تشهده كوت ديفوار منذ أن طلبت من المنظمة الاممية في عام 2005 الإشراف على "جميع مراحل" العملية الانتخابية، وهو ما تم تأكيده في وقت لاحق بصدور قرارين من مجلس الأمن (1933 و 1765).
وبصفتها سفيرة الولايات المتحدة، أكدت رايس أن بلادها كانت "واضحة للغاية في دعم تحركات" الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه إلى كوت ديفوار تشوي يونج جين "اللذين حصلا اليوم على دعم الإيكواس (المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا) في إعلان وتارا فائزا".
وقالت "على جميع الأطراف احترام النتائج والعمل من أجل تولى الرئيس المنتخب وتارا منصبه في سلام ووفقا للإجراءات المتبعة في كوت ديفوار".
وأسفرت الانتخابات في كوت ديفوار عن جمهورية برئيسين بعد تنصيب جباجبو نفسه في حفل رسمي رئيسا لفترة تمتد لخمسة أعوام أخرى رغم خسارته في الانتخابات أمام وتارا رغم اعتراض المجتمع الدولي المعترف بفوز الأخير.
وأعلن كل من جباجبو ووتارا تعيين رئيس وزراء لحكومة جديدة في أجواء ملبدة بالتوتر وتنذر بخطورة اندلاع حرب أهلية جديدة مثل التي قسمت البلاد لشطرين في الفترة بين 2002-2007.
وتعترف الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى جانب عدد من الدول الأخرى، بفوز وتارا والنتائج التي أعلنتها لجنة الانتخابات المستقلة.
ووفقا للبيانات الصادرة عن اللجنة الخميس، فإن وتارا حصل على 54%، مقابل 46% لجباجبو.
لكن المجلس الدستوري أعلن جباجبو الذي يتولى الحكم منذ عشر سنوات فائزا في الانتخابات الرئاسية بنسبة 51,45% من الأصوات بعد إبطال أصوات شمال البلاد الذي تسيطر عليه حركة القوات الجديدة المتمردة سابقا منذ انقلاب 2002.
ورفض المجلس الدستوري النتائج التي أعلنتها اللجنة الانتخابية قائلا إن اللجنة ليس لها الحق في إعلان فائز بالنظر إلى أنها لم تلتزم بإعلان الأرقام المتعلقة بالانتخابات الرئاسية في الموعد النهائي الذي حددته وهو يوم الأربعاء الماضي.(إفي)