موسكو (ا ف ب) - افتتحت في موسكو الثلاثاء المحاكمة الثانية للثري الروسي ميخائيل خودوركوفسكي الرئيس السابق لمجموعة يوكوس النفطية العملاقة.
وكان حكم على خودوركوفسكي في 2005 بالسجن ثمانية اعوام وقد يحكم عليه الان بالسجن اكثر من عشرين سنة اضافية بسبب عمليات اختلاس كبيرة.
وافاد مصور وكالة فرانس برس ان خودوركوفسكي وشريكه بلاتون ليبيديف تصافحا قبل الجلوس في قفص الاتهام.
واعلن رئيس المحكمة فيكتور دانيلكين "افتتحت جلسة المحاكمة". وهدف هذه الجلسة التمهيدية المغلقة درس قضايا اجرائية.
والتغيير الرمزي للديكور هو استبدال قفص الاتهام التقليدي بزجاج مضاد للرصاص، في حين يأمل الدفاع في شفافية اكبر خلال هذه المحاكمة بعد سنة على وصول ديمتري مدفيديف الى الكرملين.
ويمثل خودوركوفسكي وشريكه امام المحكمة بتهمة اختلاس اموال تقدر ب900 مليار روبل (25 مليار دولار) وهي اتهامات يقول الدفاع ان "لا اساس لها اطلاقا" مشددا على ان المحاكمة سياسية بامتياز.
واعتبرت الاوساط الليبرالية ان محاكمته الاولى كانت من وحي المقربين من الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين لاستعادة سيطرة الدولة على القطاع النفطي ووضع حد لطموحات خودوركوفسكي السياسية.
وابتسم خودوركوفسكي (45 عاما) الذي كان يرتدي معطفا اسود وبنطلون جينز، للصحافيين من قفص الاتهام من دون ان يدلي باي تصريح.
وذكرت وكالات الانباء الروسية ان خودوركوفسكي صرخ "انه عار" لدى وصوله في شاحنة مدرعة الى مقر المحكمة الذي تولى حوالى 300 من عناصر الجيش والشرطة حمايته.
وذكرت اذاعة صدى موسكو ان اربعة من انصار خودوركوفسكي كانوا يحتجون على المحاكمة اعتقلوا امام المحكمة.
وتأتي هذه المحاكمة الجديدة بعد سنة على انتخاب مدفيديف في الثاني من اذار/مارس 2008 رئيسا وهو من دعاة استقلالية اكبر للقضاء. لكن موقف الرئيس الروسي لا يزال غير واضح بشأن هذه القضية.
واشاد خودوركوفسكي، الذي يأمل بمقاربة سياسية جديدة، ب"التغييرات الدستورية الايجابية" في روسيا مؤكدا ان محاكمته الجديدة "ستثير بلا شك اهتماما".
ولدى وصول مدفيديف الى سدة الحكم في ايار/مايو 2008 اعتبر محامو دفاع خودوركوفسكي ان "الامور قد تغيرت".
لكن آمال الافراج المبكر عن خودوركوفسكي الذي امضى اكثر من نصف فترة عقوبته، لم تتحقق حتى الان.
ولا تزال شعبية خودوركوفسكي متدنية في صفوف الرأي العام لان العديد من الروس يتهمونه بالاثراء بشكل غير مشروع خلال عمليات الخصخصة المثيرة للجدل في التسعينات.
وبنى خودوركوفسكي الحائز على شهادة في الكيمياء، امبراطورية بفضل مجموعة يوكوس التي اشتراها مع شركائه بقيمة 390 مليون دولار والتي بلغت قيمتها اكثر من 30 مليار دولار لدى اعتقاله في 2003.
وارسل الرئيس السابق لمجموعة يوكوس الروسية النفطية مع شريكه الى معتقل في سيبيريا قرب الحدود مع الصين، ونقلا في 24 شباط/فبراير الى موسكو لبدء المحاكمة الثانية.