من هيو برونشتين وباتريشيا زنجيرلي ومات سبيتالنيك
كراكاس/واشنطن (رويترز) - سخر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من العقوبات التي فرضتها عليه واشنطن يوم الاثنين بعد انتخاب جمعية تأسيسية جديدة يوم الأحد مما دفع البيت الأبيض لوصفه بالديكتاتور "لإحكام قبضته على السلطة".
وتنتظر فنزويلا الغنية بالنفط والمتعثرة اقتصاديا موجة جديدة من الاحتجاجات ضد مادورو الذي لا يحظى بشعبية والذي جردت المحكمة العليا الموالية له بالفعل البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة من سلطاته بينما تترقب البلاد الأفعال التي ستتخذها الجمعية التأسيسية الجديدة.
وقتل عشرة أشخاص على الأقل في أحداث عنف وقعت خلال التصويت يوم الأحد مما يرفع حصيلة القتلى طوال أربعة شهور من الاحتجاجات المناهضة للحكومة لأكثر من 120 شخصا.
وانضمت حكومات إسبانيا وكندا والأرجنتين وبيرو لواشنطن في التنديد بالانتخابات التي قاطعتها المعارضة ووُصفت على نطاق واسع على أنها إهانة للديمقراطية.
ووجه مادورو، الذي فرضت الولايات المتحدة عقوبات تستهدفه مباشرة يوم الاثنين، نقدا لاذعا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفوزه بالرئاسة عن طريق المجمع الانتخابي بعد خسارة التصويت الشعبي في الانتخابات التي أجريت في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.
وكانت النتائج الرسمية لانتخابات الرئاسة الأمريكية الماضية أظهرت أن هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي تفوقت على ترامب بنحو 2.9 مليون صوت.
وهتف مادورو أمام حشد من أنصاره يصوره التلفزيون "أنا لا أتلقى أوامر من الإمبراطورية. احتفظ بعقوباتك يا دونالد ترامب".
وأضاف لأنصاره المتحمسين "في الولايات المتحدة من الممكن أن تصبح رئيسا بثلاثة ملايين صوت أقل من منافسك. يا لها من ديمقراطية هائلة!"
وقال مادورو إن العقوبات تعكس "يأس" ترامب و"كراهيته" لحكومة فنزويلا الاشتراكية.
وقال مكتب إدارة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة الأمريكية في بيان إن العقوبات تشمل تجميد كافة أصول مادورو الخاضعة للولاية القانونية الأمريكية وحظر تعامل الأمريكيين معه.
وقال إتش.آر مكماستر مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض في إفادة صحفية "مادورو ليس مجرد زعيم سيء لقد أصبح ديكتاتورا الآن".
وأضاف "الخطوات في الآونة الأخيرة والتي بلغت ذروتها بالاستيلاء على السلطة المطلقة أمس عن طريق تصويت مخز على الجمعية التأسيسية تمثل ضربة خطيرة جدا للديمقراطية في منطقتنا".
ويسخر مادورو عادة، مثل سلفه ومعلمه هوجو تشافيز، من النقد الذي توجهه له واشنطن.
لكن الولايات المتحدة هي أهم مستورد للنفط الفنزويلي وأي عقوبات تستهدف قطاع الطاقة الحيوي في فنزويلا قد يلحق المزيد من الضرر بالاقتصاد الذي يعاني بالفعل بسبب كساد عميق وأعلى معدل تضخم في العالم.
وقال شخص مطلع على مداولات البيت الأبيض إن هذه العقوبات ضد مادورو قد تليها "عملية تصاعدية" لإدراج معاملات متصلة بالنفط بناء على الخطوات التي ستتخذها الحكومة الفنزويلية بخصوص الجمعية التأسيسية الجديدة.
ولم يكن هناك رد فعل يذكر في أسواق النفط الأمريكية على العقوبات المفروضة على مادورو رغم أن خبراء قالوا إن العقوبات المالية قد تكون الطريقة الوحيدة للتأثير عليه. وانخفضت السندات الدولارية الفنزويلية بشكل طفيف يوم الاثنين.
وأثار تصريح حكومة مادورو بشأن مشاركة ثمانية ملايين شخص في التصويت يوم الأحد اتهامات بالتزوير وفتح المجال لمزيد من العنف.
ووفقا لتقديرات المعارضة شارك 2.5 مليون شخص فقط في التصويت.
وفي الأسبوع الماضي فرضت واشنطن عقوبات على 13 مسؤولا فنزويليا بعدما فرضت عقوبات على نائب الرئيس في فبراير شباط.
(إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)