القاهرة، 24 سبتمبر/أيلول (إفي): فيما اتهم وزير الثقافة المصري فاروق حسني "يهودا" ودولا كبرى بإسقاطه في انتخابات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أعربت المنظمات اليهودية والصحف العبرية عن سعادتها بفوز البلغارية إيرينا بوكوفا.
ومنذ بداية المنافسة على منصب مدير اليونسكو، والصحافة الإسرائيلية تشن حملة غير مسبوقة ضد انتخاب الوزير المصري للمنصب بدعوى "معاداته للسامية، ورفضه تطبيع العلاقات الثقافية مع إسرائيل".
وفي أول رد فعل رسمي، هنأت وزارة الخارجية الإسرائيلية الدبلوماسية البلغارية بفوزها، وقالت في بيان لهاالأربعاء إن "إسرائيل ترحب بهذا الانتخاب وهي على يقين بان تعاونها المثمر مع اليونسكو سيستمر بل وسيتعزز".
واعتبرت رابطة مكافحة التشهير، إحدى منظمات اللوبي الإسرائيلي النافذة في الولايات المتحدة، أن خسارة فاروق حسني أمام بوكوفا الثلاثاء (بـ31 صوتا في مقابل 27 صوتا) يمثل "انتصارا للتفاهم الدولي"، كما أثنت على موقف واشنطن والحكومات التي عارضت حسنى، وقالت إن هذه الدول صوتت "رفضا لما يشجعه المصري من التحيز والعداوة للانفتاح الثقافي وحرية التعبير".
ومن جانبه، وصف فاروق حسني مناهضة انتخابه لمنصب المدير العام للمنظمة، بأنها "لعبة اليهود في أمريكا والدول الكبرى التي تتشدق دائما بالديمقراطية والشفافية والتسامح وأشياء كثيرة جدا في هذا الإطار".
وقال حسني، الذي خسر في الجولة الخامسة الحاسمة، للصحفيين عقب عودته للقاهرة الأربعاء، ان "المنظمة سُيّست"، مشيرا إلى أن "السفير الأمريكي (لدى اليونسكو) كان يتصرف بقوة وبكل ما يمكنه من إمكانيات لمنعي من الفوز بالمنصب".
ولفت الوزير إلى أن "كل الصحف كانت ضد المرشح المصري، كما ان الضغوط الصهيونية كانت ضدي بشكل رهيب"، مؤكدا ان "مجموعات من اليهود في العالم كان لهم تأثير كبير جدا في نتائج الانتخابات".
وقد أبرزت الصحف الإسرائيلية هذه الخسارة، معتبرة أنها تعني "بقاء المعادي للسامية في مصر" بحسب تعبير صحيفة "إسرائيل اليوم" التى خصصت تحت هذا العنوان صفحة كاملة للاحتفاء بما أسمته "خسارة مصر".
وابرزت الصحيفة العبرية سلسلة من التصريحات والمواقف السياسية للوزير المصري التي اعتبرتها معادية للسامية ومعادية لإسرائيل، منها إنه سبق له وأن "ادعى إن اليهود يفتقرون للثقافة وهم يسرقون ثقافة شعوب أخرى".
وكشفت أن منظمات يهودية عالمية عارضت بشدة ترشيح حسني للمنصب، وأن موظفين في القدس جندوا مفكرين يهود، إضافة إلى رؤساء المنظمات اليهودية الكبيرة في الولايات المتحدة، للحيلولة دون انتخاب الوزير المصري.
فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن فوز البلغارية بوكوفا هو "فوز مستحق على عدو الثقافة والمهدد بحرق الكتب الإسرائيلية"، مما دعا العديد من المثقفين والجماعات اليهودية داخل وخارج إسرائيل إلى أن تقاتل ضد ترشيحه.
وأضافت أنه "بالرغم من ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعد الرئيس المصري بعدم عرقلة انتخاب وزير الثقافة، إلا أن المشهد كان مختلفا من وراء الكواليس".
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أنه من بين الأسباب التي دفعت إسرائيل لمنع انتخاب حسني، أنه لا يعتبر محبا لإسرائيل، في أفضل الأحوال، وطوال سنواته الـ21 في منصبه اعتبر كمن منع محاولات للتطبيع الثقافي مع إسرائيل.
لكن الصحيفة ذكرت في الوقت ذاته أن وزير الثقافة المصري اعتذر عن دعوته لحرق الكتب الإسرائيلية، بل دعا إلى ترجمة أعمال الأديبين الإسرائيليين عاموس عوز ودافيد جروسمان إلى العربية، وتعهد بزيارة إسرائيل والعمل على التقريب بين المسلمين واليهود، على حد قولها.
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة "هآرتس" إن انتخاب بوكوفا يعتبر ضربة قاسية لمصر التي كانت تأمل في أن يتبوأ هذا المنصب المرموق مرشحها، ولكن خاب ظنها ووقع الاختيار على المرشحة البلغارية.
وأكدت أن ما حدث "ثبت أن مصر فقدت الكثير من ثقلها الخارجي على الساحة الدولية".
يذكر أن بوكوفا (57 عاما) أصبحت أول امرأة تتولى منصب المدير العام لليونسكو، والأولى من الكتلة السوفيتية السابقة، وتولت منصب وزيرة الخارجية لبلادها عامي 1996و1997 ، وكانت لها جهود كبيرة فى التفاوض ساعدت فى انضمام بلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسى، وكان والدها رئيسا للحزب الشيوعي ورئيسا لتحرير صحيفة الحزب.(إفي)