كييف، 14 فبراير/شباط (إفي): أقرت اللجنة الانتخابية المركزية في أوكرانيا اليوم الأحد رسميا فوز زعيم المعارضة فيكتور يانكوفيتش، بالانتخابات الرئاسية في البلاد التي أجريت الأسبوع الماضي.
وكان يانكوفيتش قد حصل في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 17 من الشهر الماضي على نسبة 35.32% من الأصوات مقابل 24.36% لتيموشينكو التي تعتبر الممثل الوحيد لدعاة التوجه نحو أوروبا، مما أوجب إجراء جولة إعادة.
وكشفت لجنة الانتخابات عن نتائج جولة الإعادة، التي أكدت فوز يانكوفيتش في الانتخابات بعد تفوقه بـ3.48 نقطة على منافسته رئيسة الحكومة الحالية يوليا تيموشينكو.
وبهذا حصل يانكوفيتش على 48.95% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية مقابل 45.47% لمنافسته.
ووفقا للدستور فإن إعلان نتائج اللجان ليس ضروريا لسريان مهلة ثلاثين يوما من أجل قيام يانكوفيتش بالقسم كرئيس جديد لأوكرانيا.
وقال النائب فلاديمير بيليبينكو ممثل تيموشينكو في اللجنة المركزية للانتخابات أن إعلان النتائج الرسمية للانتخابات كان غير شرعي، حيث مازالت المحاكم تنظر في أمر العديد من الخروقات التي وقعت بالانتخابات.
وأعلن النائب نستور شوفريش المؤيد ليانكوفيتش "نطمح في أن يتم خلال أسبوعين وقبل نهاية فبراير/شباط تنصيب يانكوفيتش".
وعلى الجانب الآخر ينوى حزب تيموشينكو تقديم دعوى إلى المحكمة العليا لعدم شرعية إعلان اللجنة المركزية للانتخابات عن النتائج الرسمية.
وأكد نائب فلاديمير بيليبينكو ممثل تيموشينكو "لدينا بروتوكول اللجنة المركزية للانتخابات وسنقدم طعنا في المحكمة يوم الاثنين أو الثلاثاء".
وكانت رئيسة الوزراء يولي تيموشينكو قد أكدت أن عدد الأصوات التي زورت أكثر من مليون، نسبة كانت كفيلة بمنحها الفوز.
وأعلنت تيموشينكو أن "يانكوفيتش ليس رئيسنا، ولن يكون رئيس منتخب بشكل شرعي".
وأكدت أنها لن تعترف بفوز يانكوفيتش إلا في حالة فشلها في أن تثبت في المحاكم حدوث تزوير في العملية الانتخابية.
وقالت تيموشينكو في معرض رسالتها إلى الشعب إنها لن تستدعي الثورة البرتقالية مرة أخرى.
تصريحات تيموشينكو دفعت حزب يانكوفيتش إلى وصف ما قالته بأنه "دعوة للتدمير".
وأشار بوريس كوليزنيكوف الرجل الثاني بحزب يانكوفيتش إلى أن هذه الكلمات لا تصدر إلا عن شخص لا يعبء بصورة أوكرانيا، شخص يهتم فقط بمصلحته الخاصة.
وأضاف كوليزنيكوف إلى وكالة الأنباء الأوكرانية أن "كل الذين يعارضون يانكوفيتش يريدون عدم استقرار هذا الوطن".
وكان فيكتور يانكوفيتش الفائز بانتخابات الرئاسة الأوكرانية قد طالب منافسته يوليا تيموشينكو بالاعتراف بالهزيمة وتقديم الاستقالة من منصبها كرئيسة للوزراء.
وقد أعلن المراقبون الدوليون في بيان مشترك أن الانتخابات تمت وفقا للمعايير الدولية.
واعترف الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو والمنظمات الدولية بفوز زعيم المعارضة الأوكراني فيكتور يانكوفيتش بالانتخابات الرئاسية، وقدموا التهاني له عن هذا الفوز.
من جهة أخرى صدرت عن يانكوفيتش أمس مؤشرات واضحة على أنه حريص على تطبيع العلاقات مع روسيا.
وقال في خطاب متلفز أمس "علينا العودة إلى صورة علاقات الصداقة الإستراتيجية والعمل من أجل مصلحة البلدين".
ولم يستبعد يانكوفيتش أن تستغل روسيا ميناء سيفاستوبول في البحر الأسود إلى ما بعد 2017، وهو عقد كان الرئيس الحالي يوتشينكو قد قال إنه لن يجدد.
وتعتمد أوكرانيا بشكل رئيس على الطاقة الروسية بينما تحرص موسكو على بقاء أسطولها في ميناء سيفاستوبول وهو واحد من القواعد الكبيرة في الخارج المتبقية لروسيا والتي ينظر اليها على أنها ضمان بأن كييف لن تنضم لحلف شمال الاطلسي (الناتو) وهو احتمال أثاره فيكتور يوشينكو رئيس أوكرانيا المنتهية ولايته.
وقال يانكوفيتش للتلفزيون الروسي فيستي 24 أمس "يجب أن نعود الى صيغة استراتيجية ودية لعلاقاتنا مع روسيا وأن نعمل لصالح البلدين".
كما جدد يانكوفيتش اقتراحه حول انشاء كونسورتيوم أوكراني روسي أوروبي لحل كافة المسائل المتعلقة بنقل الغاز الروسي عبر الاراضي الأوكرانية لزيادة طاقة الضخ وتفادي خلافات تسببت السنوات الماضية في قطع الإمدادات عن أوروبا التي تحصل على ربع احتياجاتها من الغاز من روسيا. (إفي)