مدريد، أول يناير/كانون ثان (إفي): تحل اليوم الذكرى العاشرة لاعتماد اليورو كعملة أوروبية موحدة دون إقامة احتفالات بهذه المناسبة، التي تأتي في خضم أزمة ديون تعصفت بالكثير من دول اليورو الـ17.
ففي الدقائق الأولى من أول يناير/كانون ثان من عام 2002 احتشد الكثير من مواطني دول اليورو أمام ماكينات الصرف الآلي لكي يصبحوا أول من يحصلون على هذه العملة بعد اعتمادها رسميا كعملة موحدة، ولكن مضت الدقائق الأولى من العام الجديد 2012 دون احتفالات نفس المواطنين الذين يعانون من تداعيات أزمة الديون.
وبعد مضي عشرة أعوام على اعتماد اليورو ينظر الكثيرون لهذه العملة باعتبارها تجسيدا لحلم وحدة القارة العجوز بجانب كونها مصدرا للنمو الاقتصادي، ولكن مؤخرا باتت العملة الموحدة تتحمل كافة التداعيات السلبية التي يتعرض لها اقتصاد أوروبا.
ففي عام 1999 تم بدء التعامل باليورو على النطاق المصرفي، ولكن اعتبارا من أول يناير/كانون ثان تم استبدال عملات عدة دول أوروبية باليورو ليصبح منذ ذلك الحين العملة الرسية لها ووقف قبول الدفع بالعملات القديمة لهذه الدول.
وتتألف منطقة العملة الموحدة من 17 دولة أوروبية هي: إسبانيا وألمانيا وبلجيكا وفنلندا وفرنسا واليونان وأيرلندا وإيطاليا ولوكسمبورج وهولندا والنمسا والبرتغال وسلوفينيا ومالطا وقبرص وسلوفاكيا واستونيا.
ولكن العملة الموحدة تعاني منذ عام 2010 من تداعيات أزمة الديون التي عصفت في بادئ الأمر باليونان وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لمنحها حزمة مساعدات بقيمة 110 مليارات يورو، كما ينتظر أن تحصل أثينا على حزمة انقاذ ثانية بقيمة بقيمة 130 مليار يورو بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي في أكتوبر/تشرين أول الماضي.
وبعدها انتقلت عدوى الديون إلى أيرلندا ومن ورائها البرتغال كما يخشى الكثيرون من وصولها إلى إيطاليا وإسبانيا، رغم أن حكومتي مدريد وروما طبقتا خلال الفترة الماضية خطط تقشف صارمة لانقاذ البلدين الأوروبيين من شبح الديون.
وفي ظل زيادة التشكيك في قدرة اليورو في ظل أزمة الديون التي تعاني منها عدة دول، خصص الكثير من كبار قادة أوروبا خطاباتهم للتأكيد على العمل من اجل ضمان مستقبل العملة الموحدة.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خصصت ثلث الكلمة التي ألقتها بمناسبة العام الجديد لكي تؤكد التزامها تجاه مستقبل اليورو، حيث قالت "سأبذل كل ما هو ممكن من أجل تعزيز اليورو، ولكن هذا الأمر سيصبح ممكنا فقط إذا تعلمت أوروبا من أخطاء الماضي".
ودفع هذا الوضع المفوضية الأوروبية لعدم تخصيص احتفالات بالذكرى العاشرة لاعتماد اليورو كعملة موحدة، رغم أن متحدث أوروبي أكد لـ(بي بي سي) أن هذا لا يعني على الإطلاق عدم الفخر باليورو.
وقال المتحدث أوليفيير بايلي إن إصدار اليورو "لايزال يعتبر أحد أكبر الإنجازات في تاريخ أوروبا".
وبالرغم من قرار المفوضية الأوروبية إلا أن دول العملة الموحدة اتفقت مع البنك المركزي الأوروبي على الاحتفال بهذه المناسبة عبر إصدار عملة مخصصة من فئة الاثنين يورو سيتم توزيع نحو 90 مليون وحدة منها خلال الأيام المقبلة.
كما سيحتفل المركزي الأوروبي بهذه المناسبة عبر فيديو على موقع "يوتيوب" يؤكد فيه رئيس البنك ماريو ماريو دراغي، أن الظروف التي تمر بها العملة الموحدة لا يجب أن تثير شكوك المواطنين حول العمل على استقرار الأسعار والوفاء لليورو.
وفي إسبانيا صرح وزير الاقتصاد والقدرة التنافسية لويس دي جيندوس بأن اليورو كانت له أثارا إيجابية لإسبانيا "وكان من الممكن أن نكون اليوم في وضع أسوأ بكثير في حالة عدم وجود اليورو".
ولكن المواطنين الإسباني يخالفون دي جيندوس الرأي فهم يرون أن اليورو تسبب في غلاء السعار وبات الكثير منهم يشعر بالحنين إزاء العملة الإسبانية القديمة (البيزيتا). (إفي)