الجمعة البيضاء الآن! لا تفوت الفرصة، خصم يصل إلى 60% على InvestingProاحصل على الخصم

أردوغان يتجه للفوز في أول انتخابات رئاسية مباشرة

تم النشر 08/08/2014, 19:18
محدث 08/08/2014, 19:20
أردوغان يتجه للفوز في أول انتخابات رئاسية مباشرة

من نيك تاترسال وأورهان جوسكون

أنقرة (رويترز) - يتجه رجب طيب أردوغان الى ترسيخ مكانته في التاريخ كأول رئيس منتخب شعبيا لتركيا يوم الأحد لكن تشديد قبضته على السلطة أحدثت استقطابا في البلاد وسببت قلقا للحلفاء الغربيين وأثارت مخاوف من الاستبداد.

ويرى المحافظون دينيا الذين يشكلون القاعدة الاساسية لأنصار أردوغان أن صعوده المرجح للرئاسة هو تتويج لانجازاته في مسعاه لإعادة تشكيل تركيا. وخلال الاعوام العشرة التي قضاها رئيسا للوزراء قلص أردوغان نفوذ النخبة العلمانية التي هيمنت منذ أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية الحديثة على أنقاض الدولة العثمانية في عام 1923.

ويراه المعارضون سلطانا معاصرا تتسبب جذوره الإسلامية وعدم تقبله للمعارضة في ابعاد تركيا - عضو حلف شمال الأطلسي والمرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي - عن مباديء أتاتورك العلمانية.

ويقول مساعدون إن بإمكان أردوغان أن يتولى فترتين رئاسيتين ويبقى في الحكم حتى عام 2023 الذي سيوافق الذكرى المئة لتأسيس الجمهورية العلمانية. ولا تخفى هذه الرمزية على زعيم تعج خطبه بالإشارات للتاريخ العثماني.

وقال مارك بيريني وهو سفير سابق للاتحاد الأوروبي لدى تركيا وباحث زائر بمؤسسة كارنيجي البحثية الأوروبية "مع افتراض ان أردوغان سيفوز فان ما سنراه هو بداية حقبة جديدة".

وحتى الآن كان يتم اختيار الرؤساء الأتراك من قبل البرلمان لكن بموجب القانون الجديد فان المرشحين الثلاثة سيتنافسون في انتخابات رئاسية عامة لنيل فترة ولاية مدتها خمسة أعوام.

وتحظر القواعد الانتخابية نشر استطلاعات رأي قبل الانتخابات مباشرة لكن استطلاعين أجريا الشهر الماضي أظهرا أن أردوغان يتمتع بتأييد بين 55 و 56 في المئة أي بفارق 20 نقطة عن منافسه الرئيسي أكمل الدين إحسان أوغلو وهي نسبة تكفي لتأمين الأغلبية البسيطة التي يحتاجها للفوز من الجولة الأولى.

ويأتي في المركز الثالث بفارق كبير صلاح الدين دمرداش رئيس حزب الشعب الديمقراطي اليساري.

ولم يخف أردوغان طموحه بتغيير الدستور واقامة سلطة رئاسية تنفيذية وأوضح أنه حتى ذلك الحين سيمارس كل سلطات المنصب بموجب قوانين تركيا الحالية.

وتمنحه هذه القوانين السلطة لعقد اجتماعات الحكومة وتعيين رئيس الوزراء واعضاء المؤسسات القضائية الكبرى بما في ذلك المحكمة العليا والمجلس الأعلى للقضاة.

وقال مسؤول كبير في حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان "عندما يصبح رجل مثل أردوغان أول رئيس منتخب شعبيا حتى لو ظل الدستور على حاله فان هذا يعني تحول تركيا إلى نظام شبه رئاسي .. بدءا من يوم الأحد المقبل سيكون هناك نظام جديد."

وبني إحسان أوغلو - وهو دبلوماسي وأكاديمي كان يرأس منظمة التعاون الإسلامي لتسعة أعوام - حملته الرئاسية على أسلوب مختلف في تولي الرئاسة وهو يتفادى اللغة الحماسية التي يستخدمها أردوغان أمام التجمعات الحاشدة في أنحاء البلاد.

وقال إحسان أوغلو لرويترز خلال مقابلة "الناس فاض بها الكيل من هذا الخطاب المثير للانقسام وهذه الأخطاء. إنهم يريدون طريقة هادئة ووقورة للحكم."

وأضاف "تلقت سيادة القانون والعدالة في تركيا ضربة كبيرة. ينبعي أن يعمل الرئيس الجديد بجهد للمساعدة في إعادة إرساء استقلال وحياد القضاء."

تهور

إذا فاز أردوغان بنسبة كبيرة سيكون هذا ايذانا بتعافيه من واحدة من أصعب سنواته في الحكم. فقد شهدت هذه الفترة مظاهرات ضد الحكومة الصيف الماضي تبعها بأشهر فضيحة فساد ثم صراع على السلطة مع حليفه السابق رجل الدين فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة.

ويتهم أردوغان حليفه السابق كولن الذي يتمتع أنصاره بنفوذ في الشرطة والقضاء بتدبير فضيحة الفساد في مخطط للإطاحة به ورد بتطهير المؤسسات التي يعتقد أنها موالية لرجل الدين.

وتعهد أردوغان بمواصلة هذه المعركة عند توليه الرئاسة.

ويقارن تيموثي آش وهو رئيس قسم الأسواق الصاعدة في بنك ستاندارد بلندن بين مهارة أردوغان في التخطيط وبين هذه المهارات لدى قادة أمريكيين وبريطانيين سابقين.

وقال في رسالة كتبت في الآونة الأخيرة "لا تراهن أبدا ضد أردوغان لانه ببساطة لاعب سياسي عبقري.. نسخة تركية من بيل كلينتون أو توني بلير في قدرتهما على رصد مزاج غالبية الرأي العام وإعادة تشكيله."

وذكر أن الأسواق المالية التركية سترحب بخبر الفوز من الجولة الأولى باعتباره اشارة الى الاستمرار. ومنذ تأسيس حزب العدالة والتنمية في 2001 أشرف أردوغان على نمو غير مسبوق واستقرار بعد فترة طويلة من الفوضى الاقتصادية والانقسام السياسي.

لكن هناك مخاوف على المدى البعيد من تركيز السلطة أكثر مما ينبغي في يد رجل ذي أراء اقتصادية غير تقليدية مثل قناعته بأن ارتفاع معدلات الفائدة يعني ارتفاع معدل التضخم.

وعندما يشعر أردوغان بالخطر تبدو ردود فعله متهورة ومستبدة. فقد جلبت عليه حملة الشرطة العنيفة ضد الاحتجاجات في الصيف الماضي وحظر موقع يوتيوب وتويتر ثم التصريحات التي أدلى بها في الآونة الأخيرة وقارن فيها بين هجوم إسرائيل على غزة بأفعال هتلر انتقادات متزايدة في عواصم غربية كما أصبح يبدو معزولا على المستوى الدولي.

© Reuters. أردوغان يتجه للفوز في أول انتخابات رئاسية مباشرة

وقال مسؤول في أنقرة "إنه يطلق الكلام على عواهنه. هذا له ثمنه في بعض الأحيان لكن لا أحد يستطيع أن يتهمه بأنه لا يقول ما يعتقده."

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير رفقي فخري)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.