تيجوثيجالبا، 30 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): نجحت هندوراس في اختيار رئيس جديد عبر انتخابات أثارت الجدل حولها رغم الأزمة السياسية التي تشهدها وتثير قلق كافة أعضاء المجتمع الدولي بلا استثناء.
وأعلن مرشح الحزب الوطني المعارض في هندوراس بورفيريو لوبو اليوم نفسه رئيسا منتخبا لبلاده بعد أن اعترف منافسه ومرشح الحزب الليبرالي إلفين سانتوس بهزيمته وهنأه لفوزه في الانتخابات التي جرت الأحد واعتبرها الرئيس المخلوع مانويل ثيلايا "فاشلة"، فيما أشاد بها رئيس حكومة الأمر الواقع روبرتو ميشيليتي، مؤكدا أنه سيسلم السلطة دون أية شروط.
وأكد لوبو أنه سيعمل على تشكيل حكومة وحدة ومصالحة، عقب إعلان المحكمة الانتخابية العليا فوزه في الانتخابات الرئاسية بحصوله على 55.9% من الأصوات بعد فرز 61.89% منها.
وقال لوبو إنه سيدعو إلى إقامة حوار وطني اعتبارا من اليوم لصياغة "خطة أمة"، مضيفا أنه سيكون حوارا مفتوحا وموسعا دون استبعاد أي شخص، في إشارة إلى ثيلايا.
كما تعهد لأفراد شعبه بإجراء تغيير جذري في البلاد والعمل على إحلال السلام لجذب الاستثمارات الأجنبية ودفع توفير فرص عمل.
وكرد فعل، أكد ثيلايا أنه "صديق شخصي" للوبو على الرغم من "الخلافات السياسية الكبيرة" بينهما، على حد قوله.
وقال ثيلايا في تصريحاته لمحطة (راديو جلوبو) الإذاعية إن خلافاته مع لوبو تعزى فقط إلى انتمائه لحزب منافس.
واعتبر أن الامتناع عن التصويت قد سيطر على العملية الانتخابية، مشيرا إلى أنه -وفقا لمعلوماته- فإن 65% من الناخبين لم يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات لم تحظ بتأييد قطاع كبير من المجتمع الدولي لاعتبارها غير شرعية.
ويعتقد الرئيس الهندوري المخلوع أن الشعب لم يقبل هذه العملية الانتخابية لأنها لا تمثلهم، مؤكدا أن ما حدث يعتبر هزيمة لرئيس حكومة الأمر الواقع روبرتو ميشيليتي، التي أدارت البلاد بعد انقلاب يونيو/حزيران الماضي.
كما نفى ثيلايا أن تكون الانتخابات التي جرت أمس قد اتسمت بالشفافية، مشيرا إلى أنها لم تحظ بإشراف مراقبين دوليين مثل منظمة الدول الأمريكية لضمان نزاهة العملية الانتخابية.
بينما يرى الرئيس الفائز أن الانتخابات التي أجريت الأحد "كانت الأكبر من حيث نسبة المشاركة"، بنسبة بلغت 62% وفقا لبيانات رسمية جزئية وأضاف أنها الأكثر "نزاهة" أيضا على الرغم من عدم خضوعها لإشراف من المنظمات الدولية.
وفي رد فعل معاكس، أعلن روبرتو ميشيليتي، رئيس حكومة الأمر الواقع التي تولت حكم هندوراس بعد انقلاب يونيو/حزيران الماضي، أنه يعتزم تسليم مقاليد السلطة إلى مرشح المعارضة الفائز في الانتخابات "دون أية شروط".
وأعلن ميشيليتي قراره في بيان حكومي اليوم، مشيرا إلى أن فريق الحكومة الانتقالية سوف يقوم بمهامه ثم يسلم السلطة للرئيس المنتخب دون أية شروط، مؤكدا في الوقت نفسه "أنه الحاكم (لوبو) الذي اختاره المواطنون".
وتابع ميشيليتي، مبرزا الجهد الذي بذله المواطنون في هندوراس شأنهم شأن الحكومة، للتصدي للضغوط الدولية والخوف الذي زرعته القطاعات الراديكالية، وجميع العراقيل التي وضعها "أعداء الشعب" للحيلولة دون ان تستتب الحرية، ومبدأ سيادة القانون لاختيار رئيس البلاد الجديد.
وعلى الصعيد العالمي، أعرب لوبو عن امتنانه للدول التي وافقت على العملية الانتخابية، وذكر منها الولايات المتحدة وألمانيا وكولومبيا وكوستاريكا والمكسيك وبنما واليابان وإيطاليا وإندونيسيا والإمارات وفرنسا.
غير أن ناشطين أمريكيين طالبوا اليوم في واشنطن بعدم الاعتراف بنتائج انتخابات هندوراس، وذلك أمام سفارة بلادهم في العاصمة الهندورية تيجوثيجالبا.
ودعا الناشطون السلطات الأمريكية إلى عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات التى "أجريت في أجواء غير آمنة انتهكت فيها حقوق الإنسان من قبل قوات أمن الدولة"، منتقدين منع الحرس لهم من تقديم البيان إلى ممثلي السفارة.
وصرح الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز أيضا أن الانتخابات الهندورية تكشف عن إزدواجية المعايير للرئيس الأمريكي باراك أوباما وإدارته، موضحا في برنامجه الأسبوعي "ألو سيادة الرئيس" أنها "تعد تزويرا كبيرا" بعد أن قالت واشنطن مسبقا إنها "ستعترف" بنتائج الانتخابات.
وقرأ شافيز عددا من عناوين الأخبار التي أبرز من خلالها "الإقبال الضعيف على التصويت" والإدانة التي تتعلق بأن "موظفي الشركات الخاصة والعامة مجبرين على التصويت".
وذكر أيضا روايات تتردد بنقل عسكريين أجانب من دول ذات توجهات يمينية عن طريق شاحنات من الدول المجاورة للقيام بالتصويت في الانتخابات.
وقد حمل الرئيس الهندوري المخلوع ثيلايا الولايات المتحدة مسئولية عدم إمكانية عودته إلى السلطة، لأن واشنطن قدمت مصالحها على الكفاح من أجل استعادة الديمقراطية في هندوراس. (إفي)