الأمم المتحدة، 5 يناير/كانون ثان (إفي): طالب الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون، في مستهل ولايته الثانية بوقف القمع في سوريا وعدم الانتظار "حتى يموت المزيد من الناس"، في حين دعا الحكام العرب الى الاستماع بـ"بالغ الاهتمام" لمطالب شعوبهم كاحد الدروس المستفادة من الربيع العربي.
وأكد كي مون في مقابلة مع وكالة (إفي) على استعداد الامم المتحدة لامداد بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية في سوريا بمساعدات فنية للمساهمة في وقف القمع الدموي، مؤكدا على ان "مد يد العون لدول (الربيع العربي) للانتقال نحو الديمقراطية تعد واحدة من بين خمسة اولويات" يضعها الامين العام نصب عينيه خلال ولايته الثانية على رأس المنظمة الدولية.
كما دعا كي مون الى العمل على التوصل لحل سلمي للازمة النووية الايرانية، وشدد على ضرورة امتناع "كافة الاطراف عن الحديث بشكل سلبي" لتجنب المزيد من التوتر بين طهران الغرب، معربا في نفس الوقت عن قلقه العميق حيال شكوك الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن احتمالية ان تكون للبرنامج النووي الإيراني "أبعاد عسكرية".
وطالب الامين العام للامم المتحدة ايران بالالتزام بقرارات مجلس الامن بشأن برنامجها النووي، والتعاون بشكل تام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشددا على استعداده للمساعدة في استئناف المباحثات بين طهران والوكالة، على اعتبار انه "ليس هناك خيار (للأزمة الايرانية) سوى ايجاد حل من خلال المفاوضات".
وفي هذا الاطار، ناشد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالعودة الى مائدة الحوار مع المجتمع الدولي، مؤكدا "اننا نتابع عن كثب الوضع في ايران، ويجب على جميع الاطراف تجنب التصريحات السلبية ومحاولة خفض التوتر ومعالجة الامر بشكل سلمي".
وبالعودة للازمة السورية، أعرب كي مون عن بالغ قلقه بسبب الانتهاكات المتكررة لحقوق الانسان في هذا البلد العربي، وحث نظام الرئيس بشار الأسد على وقف القمع والمذابح.
وقال "اشعر ببالغ بالقلق والاستياء حيال الطريقة التي استمر عليها الوضع (في سوريا) منذ مارس/آذار الماضي .. لا يمكننا الاستمرار في الانتظار، بينما يموت المزيد من الناس".
وفي هذا السياق، أشاد الدبلوماسي الكوري الجنوبي بجهود الجامعة العربية لتجنب المزيد من الدماء في سوريا، وتيسيير الحوار مع نظام الرئيس الأسد، مشيرا إلى انه في انتظار الاطلاع على تفاصيل زيارة بعثة المراقبين العرب للمدن السورية.
وأعاد التأكيد على استعداد الامم المتحدة لتقديم المساعدة الفنية لهذه البعثة، في حالة طلبها، مضيفا انه بحث هذا الامر مع الامين العام للجامعة العربية، نبيل العربي.
وفيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، رحب الامين العام للامم المتحدة باللقاء الذي عقده الطرفان هذا الاسبوع في عمان، وهو الاول بينهما بشكل مباشر منذ ما يزيد عن العام، والذي اتفقا خلاله على اجراء لقاء آخر في فبراير/شباط المقبل.
وأشار كي مون إلى انه اجرى اتصالات بقادة دول المنطقة، ودعاهم لدفع عملية السلام، وشدد في الوقت نفسه على دعمه لتطلعات الشعب الفلسطيني "المشروعة" للاعتراف بدولته كعضو في الامم المتحدة، وعلى تأييده لحل الدولتين.
وحول الدروس المستفادة من "الربيع العربي" بعد مضي عام على اندلاع الثورات الشعبية في عدد من الدول العربية، كرر دعوته للزعماء العرب للاستماع "بعناية بالغة" لمطالب وحاجات شعوبهم، على اعتبار ان ذلك يمثل "مسئولية أساسية" لهم.
وأضاف ان " من بين أولوياتي الخمسة مساعدة تلك الدول في الانتقال نحو الديمقراطية"، في اشارة الى دول الربيع العربي التي اكد على تطلع شعوبها "للعيش بكرامة" في اطار مجتمعات تحترم فيها حقوق الانسان.
ومن ناحية اخرى، شدد كي مون على ان من بين اولوياته دعم التنمية المستدامة بهدف انتشال ملايين الاشخاص من الفقر، واتخاذ اجراءات لتجنب الكوارث الطبيعية، واقرار الامن حول العالم والعمل على مزيد من الاهتمام بدور المرأة، من بين قضايا اخرى.(إفي)