بكين، 8 أبريل/نيسان (إفي): في زيارة سريعة لبكين اجتمع وزير الخزانة الأمريكي، تيموثي جيثنر مع نائب رئيس الوزراء الصيني المسئول عن الشئون الاقتصادية وانج كيشان لبحث سعر صرف اليوان المثير للجدل، والذي يعد أحد العوامل الرئيسية في توتر العلاقات بين واشنطن وبكين.
ويعد سعر الصرف الثابت لليوان هو أحد أسباب الخلاف بين واشنطن وبكين نتيجة تأثيره على التجارة بين البلدين، حيث تعتبر الولايات المتحدة أن الصين تخفض قيمته لمنح صادراتها أفضليات تجارية ومنافسة في الأسواق العالمية.
وأوضح بيان صادر عن السفارة الأمريكية في الصين أن جيثنر ووانج مثلا في اجتماعهما الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الصيني هو جينتاو في لقاء لم يكن ضمن الأجندتين الرسميتين للبلدين.
وجاء في البيان دون إعطاء المزيد من التفاصيل أن جيثنر وكيشان تبادلا وجهات النظر حول العلاقات الاقتصادية بين البلدين وموقف الاقتصاد العالمي وقضايا خاصة بالأجندة الاقتصادية للحوار الاستراتيجي الثاني بين الولايات المتحدة والصين الذي سيقام في بكين آواخر الشهر القادم.
ومن جانبه اكتفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جيانج يو بالإشارة إلى أن جيثنر ووانج التقيا لتبادل الافكار بشأن العلاقات الصينية-الأمريكية وغيرها من القضايا الدولية ذات الاهتمام المتبادل.
وغادر وزير الخزانة الأمريكي، الذي زار ضمن جولته الآسيوية الهند وهونج كونج، بكين عقب انتهاء الاجتماع عائدا إلى واشنطن.
وتأتي زيارة جيثنر بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة إرجاء نشر تقرير عن السياسة النقدية للصين، الذي ستحدد فيها ما إذا كانت الصين تتلاعب بسعر صرف عملتها اليوان مما سيفتح الباب أمام فرض عقوبات على بكين.
وجاء إرجاء تقديم التقرير الذي وصفته الصين بـ"القرار الجيد" بعد إعلان زيارة الرئيس الصيني هو جينتاو إلى واشنطن للمشاركة في القمة النووية يومي 12 و 13 من الشهر الجاري، كما من المتوقع أن يجتمع بالرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وإذا ما حمل التقرير انتقادات للصين، فقد يؤدي إلى زيادة التوترات التي شهدتها العلاقات بين البلدين في الأشهر الماضية بسبب الخلاف بين شركة "جوجل" وبكين وإعادة تقييم سعر صرف اليوان وبيع واشنطن أسلحة لتايوان ولقاء الرئيس أوباما بالدالاي لاما، الزعيم الروحي للتبت.
وترى بكين أن إعادة تقييم سعر صرف اليوان ستكون آثاره "محدودة" على الميزان التجاري، كما اتهمت واشنطن باتخاذ موقف "حمائي" يمكن أن يضر بتعافي الاقتصاد العالمي كله.
كما كان وزير التجارة الصيني تشين ديمنج قد حذر في وقت سابق من العواقب التي يمكن أن تقع في حالة فرض الولايات المتحدة عقوبات تجارية على بلاده بسبب سعر صرف عملتها، مبينا أن "الصين لن تقف مكتوفة الأيدي إذا اتخذت واشنطن إجراءات ضدها".
وتتوقع الأسواق المالية أن الصين تطبق تعديلا في سعر صرف العملة الذي وفقا للكثير من البلدان، تعطيه الصين أقل من قيمته بشكل مصطنع لإعطاء صادراتها ميزة تجارية والقدرة على المنافسة في الأسواق العالمية.
ويعتقد الخبراء أنه من المحتمل أن تعيد الصين هذا العام تقييم سعر عملتها، الذي يبلغ سعر صرفها حاليا حوالي 6.8 يوان للدولار الواحد، ما بين 3% و6%، ولكن دائما بطريقة متحكم بها.
وكان جيثنر قد أعلن في حوار اجراه مؤخرا أنه "واثق للغاية" من أن الصين ستغير سياستها النقدية.
وقال إن قرار الصين لصالح سعر صرف موجه للسوق، سوف يساهم بشكل كبير في إعادة التوازن العالمي. (إفي)