أصدرت وزارة العمل الأمريكية اليوم تقرير الوظائف المترقب باهتمام من قبل الأسواق والمستثمرين في قراءته الخاصة بشهر كانون الأول/ديسمبر، ليفجّر الاقتصاد الأمريكي ثاني مفاجآت العام الجاري 2012، من خلال الإعلان عن انخفاض معدلات البطالة إلى 8.5 بالمئة، وبذلك يكون الاقتصاد الأمريكي عند حسن ظننا به، حيث تطابقت الأرقام الصادرة في تقرير الوظائف مع توقعاتنا.
فقد صدر عن الاقتصاد الأمريكي اليوم تقرير الوظائف عن شهر كانون الأول/ديسمبر، ليتبين بأن الاقتصاد تمكن من خلق ما يصل إلى 200 ألف وظيفة خلال تلك الفترة، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت خلق الاقتصاد الأمريكي لحوالي 120 ألف وظيفة، والتي تم تعديلها إلى 100 ألف وظيفة، وبأفضل من التوقعات التي أشارت إلى نجاح الاقتصاد الأمريكي في خلق 155 ألف وظيفة.
وعلى صعيد آخر فقد انخفض معدل البطالة الأمريكي إلى 8.5% خلال كانون الأول/ديسمبر، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 8.6%، وبأفضل من التوقعات التي بلغت 8.7%، في حين أشار التقرير إلى أن قطاع الصناعة خلق ما يصل إلى 23 ألف وظيفة جديدة خلال فترة إعداد التقرير، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت ألفي وظيفة مضافة، والتي تم تعديلها إلى ألف وظيفة مضافة، وبأفضل من التوقعات التي بلغت 6 ألاف وظيفة مضافة.
كما وتمكن القطاع الخاص من خلق 212 ألف وظيفة خلال الشهر ذاته، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 140 ألف وظيفة مضافة والتي تم تعديلها إلى 120 ألف وظيفة مضافة، وبأعلى من التوقعات التي بلغت 178 ألف وظيفة.
في حين ارتفع معدل الدخل في الساعة خلال الشهر عينه بنسبة 0.2%، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت انخفاضاً بنسبة 0.1% والتي تم تعديلها إلى القراءة الصفرية، وبتطابق مع التوقعات، أما على الصعيد السنوي فقد ارتفع معدل الدخل في الساعة بنسبة 2.1%، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت ارتفاعاً بنسبة 1.8 بالمئة، وبنطابق مع التوقعات، أما معدل ساعات العمل الأسبوعية فقد ارتفع إلى 34.4.
وبالنظر إلى تفاصيل التقرير الصادرة نرى بأن شركات انتاج البضائع خلقت خلال كانون الأول/ديسمبر حوالي 48 ألف وظيفة مقابل فقدان 6 آلاف وظيفة في القراءة السابقة، في حين نجحت شركات البناء في خلق 17 ألف وظيفة جديدة خلال كانون الأول/ديسمبر مقابل فقدان 12 ألف وظيفة خلال تشرين الأول/نوفمبر، كما وقد نجحت شركات النقل والتجارة في خلق 90 ألف وظيفة مقابل 42 ألف وظيفة مضافة خلال تشرين الثاني/نوفمبر.
أما تجار التجزئة فقد خلقوا 28 ألف وظيفة خلال فترة إعداد التقرير مقابل 39 ألف وظيفة مضافة، أما الشركات المالية فقد خلقت ألفي وظيفة مقابل خمسة آلاف وظيفة مضافة، كما نجحت قطاعات التعليم والصحة في خلق حوالي 29 ألف وظيفة مقابل 33 ألف وظيفة مضافة خلال تشرين الثاني/نوفمبر، أما قطاع الفنادق فقد خلق 21 ألف وظيفة، بينما خلق القطاع الحكومي ألفي وظيفة خلال كانون الأول/ديسمبر مقابل 4 آلاف وظيفة مفقودة.
كما ونشير بأن عملية توظيف الأمريكيين في الاقتصاد الأمريكي ظهرت بشكل جيد و"معتدل" في التقرير الصادر، الأمر الذي يؤكد على أن قطاع العمل الأمريكي يشهد تحسناً حقيقياً في الوقت الراهن، إلا أن ذلك لا ينفي بأن استمرار أزمة الديون الأوروبية سيؤثر سلباً على أداء القطاع في الآونة المقبلة.
وهنا نشير إلى أن الأوضاع في قطاع العمل الأمريكي لا تزال ضمن حالة "الاعتدال"، كما يصفها البنك الفدرالي الأمريكي، وسط تحسن أداء أنشطة القطاعات الرئيسية الأمريكية بشكل "معتدل"، مع الإشارة إلى أن المؤشرات التي صدرت عن القطاع في الأسبوعين الأخيرين كانت بأعلى مما كان متوقعاً، حيث أن طلبات الإعانة واصلت انخفاضها على مدى أسبوعين، في حين أظهر تقرير ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص نجاح القطاع في خلق 325 ألف وظيفة خلال كانون الأول/ديسمبر.
وفي النهاية، فقد ظهر أثر هذا التقرير جلياً في التعاملات الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية قبيل افتتاح جلسة اليوم، حيث أظهرت مؤشرات الداو جونز الصناعي وستاندرد أند بورز 500 ارتفاعاً بأكثر من 0.1%...