كان(فرنسا)، 23 مايو/آيار (إفي):
أعلنت الممثلة البريطانية كريستين سكوت توماس إسدال الستار اليوم على النسخة الـ63 من مهرجان كان السينمائي الدولي كثاني أهم مهرجان للفن السابع في العالم بتفوق آسيوي واضح وحضور أفريقي مميز في جوائزه.
وفي بداية الحفل أعربت النجمة البريطانية التي تتحدث الفرنسية بطلاقة، والتي اشتهرت بدورها في فيلم "المريض الإنجليزي"، عن تضامنها الشديد مع المخرج الإيراني جعفر بناهي، أحد أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، مشيرة بحزن إلى المقعد الخاوي الذي يحمل اسمه.
وعلى الرغم من حصول الفيلم الفرنسي "رجال وآلهة" للمخرج زافييه بوفوا على جائزة المهرجان الكبرى المقتبس عن قصة حقيقة لحادثة اغتيال سبعة رهبان فرنسيين بدير في الجزائر عام 1996 إلا أن الفيلم التايلاندي "العم بوغي يتذكر حياته السابقة" للمخرج ابتشايتونغ فيراسيتاكول حرم كل الأفلام المشاركة من حلم السعفة الذهبية التي توج بها اليوم.
وكأن إدارة المهرجان كانت ترغب في تعويض الشعب التايلاندي عما عاشه مؤخرا من اضطرابات وتشابك مع القوات الحكومية أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.
وتدور قصة الفيلم عن العم بوغي الذي يعاني من فشل كلوي حاد و قرر أن ينهي بقية أيامه بالقرب من أسرته بالريف لكن الغريب في الأمر أن شبح زوجته المتوفاة وابنه المفقود تظهر له و تأخذه تحت أجنحتها. وسيعبر بوغي الغابة برفقة أسرته وهو يفكر في أسباب مرضه ليجدوا أنفسهم في مغارة على قمة تلة - مهد حياته الأولى.
ومن أفريقيا حصل الفيلم التشادي "رجل يصرخ" للمخرج محمد صالح هارون، على جائزة لجنة التحكيم وهو عمل يعبر عن محاولة للاكتشاف والبحث في افريقيا عن صوت جديد يسير على خطى عثمان سجين وعبدالرحمن سيسكو.
ويتحدث الفيلم والذي يعد سابع عمل للمخرج محمد صالح هارون، عن تشاد من خلال علاقة بين والد وابنه. ويلعب بطل السباحة السابق يوسف دجاورو دور الأب الذي يعمل كمعلم سباحة في أحد الفنادق الفخمة قبل أن يتم إخباره من طرف إدارة الفندق أنه سيتم إحالته على المعاش وأن ابنه، هو من سيتسلم الشعلة بدلا منه. وأمام وقع النبأ الذي دمره، قرر الأب إرسال ابنه إلى الحرب أي إلى الموت.
وبالرغم من أن الفيلم يتطرق للحرب فإن جوهر الفيلم لا يدور حول الحرب بذاتها وإنما حول ضحاياها. وبالرغم من كون المخرج يعيش في المهجر في باريس منذ عام 1982، فقد عاد إلى بلده لتصوير فيلمه، علما أنه كان تعرض لهجمات من طرف المتمردين خلال مشاهد تصوير فيلمين سابقين، هما "دارات" عام 2006 ثم فيلم "توقعات" عام 2008. وقد اشتهرت أعمال المخرج هارون بتناولها موضوعين: البنوة والحرب.
وكما أشارت التوقعات، توج ممثل الأوسكار الإسباني خابيير بارديم بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "Biutiful" أو (جميل) للمخرج المكسيكي أليخاندرو جونثالث إنياريتو، مناصفة مع الإيطالي إليو جيرمانو عن دوره في فيلم "حياتنا" للمخرج دانييل لوتشي.
وأهدى بارديم الجائزة لمواطنته والممثلة العالمية بينلوبي كروث وقال: "هذه الجائزة لصديقتي وزميلتي وحبيبتي بينلوبي".
وفي نجاح غير مباشر للسينما الإيرانية، حصلت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش وأيقونة هذه النسخة من المهرجان على جائزة أفضل ممثلة عن فيلمها "نسخة أصلية" للمخرج الإيراني الشهير عباس كيروستامي.
وطالبت بينوش عند تلقيها الجائزة بالأفراج عن المخرج الإيراني جعفر بناهي المحتجز من قبل نظام طهران بسبب محاولته إخراج فيلم ينتقد الانتخابات الرئاسية الأخيرة ولم تستطع الممثلة الجميلة أن تكبح دموعها التي انهمرت وقوبلت بتصفيق الجميع.
ورفعت بينوش التي ارتدت فستان سهرة بلون البيرجامون، لافتة كتب عليهم اسم المخرج الإيراني الذي نوهت توماس في بداية حديثها عن مقعده الذي يحمل اسمه ظل شاغرا طوال مدة المهرجان.
ولكيروستامي تاريخ طويل مع كان، حيث شارك في مختلف أقسامه ومسابقاته بـ39 فيلما على مدار 13 دورة مختلفة وانتزع إحدى سعفاته عام 1997 عن فيلمه "طعم الكرز"، ويعود هذا العام للمنافسة
وحصل فيلم "شعر" الكوري الجنوبي للمخرج لي تشانج دونج، على جائزة أفضل سيناريو، ويصور جدة تهرب من عنف العالم من خلال الشعر.
وحصد فيلم "الجولة" لماتيو أماليرك على جائزة أفضل إخراج. ويدور حول يواكيم الذي يعيش في باريس، وهو منتج ناجح في قطاع التلفزيون، وعندما يبلغ الأربعين من عمره، يهجر أولاده وزوجته وأصدقائه وأعدائه وعشيقاته وضميره، ويبدأ حياة جديدة في نيويورك. ثم يعود فجأة إلى فرنسا بعرض جديد يجوب أرجاء فرنسا وباريس، وهو عرض راقصات تعري "استربتيز" يحيي تيار العبث الجديد.
ومن المكسيك توج فيلم "سنة كبيسة" للمخرج مايكل روي على جائزة الكاميرا الذهبية كأفضل عمل أول.
كما حصل على جائزة أفضل فيلم قصير "Chienne d'histoire" للمخرج سيرج أفيديكيان.
وحاز فيلم (ميكي بادر) للمخرجة السويدية فريدا كيمبف على جائزة لجنة التحكيم كأفضل فيلم قصير.
وفي قائمة جوائز سينيفونداسيون أو مؤسسة السينما فازت فيلم (بائع اللوحات) من إخراج الفنلندي يوهو كوزمانين بجائزتها الأولى ويدور حول صداقة ناشئة بين ثلاثة أشخاص وليدة اللحظة في أعياد رأس السنة
وبالجائزة الثانية فيلم (أي مكان خارج العالم) وتدور قصة الفيلم عن شخصية فريدا التي تحب هانز، الذي يحلم بالسفر إلى الفضاء... ربما وجد سبيلا لذلك.
وبالجائزة الثالثة فيلم (الطابور الخامس) للألباني فاتشي بوبلوغوريان.
وحصل الفيلم الكوري الجنوبي "ها ها ها" للمخرج هونج سانجسو بجائزة مسابقة "نظرة خاصة" بالمهرجان السبت، ويسرد الفيلم ذكريات صديقين الأول مخرج والثاني ناقد سينمائي يكتشفان من خلال الحديث عن ماضيهما أنهما عاشا التجربة نفسها في قرية تونج يونج الساحلية جنوب البلاد.
واستعان المخرج سانجسو ببراعة بتقنية الفلاش باك ومشاهد الأبيض والأسود للمزج بين الحاضر والماضي، وذلك وسط قالب كوميدي وهو ما يفسر عنوان الفيلم "ها ها ها".
وحصل فيلم "أكتوبر" من بيرو للمخرجين دانيال ودييجو بيجا على جائزة تحكيم المسابقة، بينما ذهبت جائزة التمثيل بالمسابقة ذاتها لثلاث ممثلات بالفيلم الأرجنتيني "الشفاه" للمخرجين إيفان فاند وسانتياجو لوسا.
وعرض فيلم "الشجرة" عقب مراسم حفل توزيع جوائز الدورة الـ63 ، وهو من إخراج الفرنسية جولي بيروتشيللي، بطولة الممثلة والمطربة شارلوت جينسبورج، الحائزة على جائزة أفضل ممثلة في الدورة السابقة للمهرجان. جدير بالذكر أن الفيلم تم تصويره في استراليا، وشارك في بطولته كل من مارتون شوكس وإيدن يانج، وهو مأخوذ عن رواية جودي باسكوي بعنوان "والدنا الذي تخصص في فنون الأشجار".(إفي)