لندن، أول أبريل/نيسان (إفي): قال تقرير عسكري إن بريطانيا ستواجه صعوبات كبيرة في الدفاع عن جزر فوكلاند او تعزيز وجودها فيها إذا قررت الأرجنتين اللجوء للقوة للسيطرة عليها وحسم النزاع القائم بين البلدين من أجل سيادتها.
وأوضح التقرير الصادر اليوم عن رابطة الدفاع الوطني أن الجرز المعروفة أيضا باسم "مالبيناس" باتت اليوم في وضع اكثر صعوبة وحساسية عما كانت عليه لدى اندلاع النزاع حول السيادة عليها بين لندن وبوينوس أيرس قبل ثلاثين عاما.
وأضاف التقرير أن بريطانيا ستواجه صعوبة كبيرة في نشر قوات إضافية في الجزر للدفاع عنها إذا ما قررت الأرجنتين إعادة فرض سيطرتها عليها، مشيرا إلى أن نقص العتاد العسكري يمكن أن يؤدي إلى تصعيب هذه المهمة.
وقال إن علمية نشر قوات إضافية تقوم بعملية الدفاع والتأمين يتطلب ما لا يقل عن أسبوع سيتعين على البلد الاوروبي أن يقوم خلاله بإغلاق قاعدة مونت بليسنت العسكرية، القريبة من بورت ستانلي، عاصمة الجزر، لإفساح المجال امام وصول هذه القوات.
وتابع التقرير "التاريخ يمكن أن يعيد نفسه في فوكلاند ولكن النتائج هذه المرة ستكون مختلفة".
ويشار إلى أن رابطة الدفاع الوطني هي منظمة معنية بتقييم القدرات العسكرية للقوات المسلحة في بريطانيا، وشارك في إعداد التقرير السابق العديد من المحاربين القدامي الذين شاركوا في حرب فوكلاند، إلى جانب عدد من المؤرخين.
وتعقيبا على التقرير، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية إنه على العكس من عام 1982، الذي اندلعت فيه الحرب حول الجزر، فإن بريطانيا باتت تمتلك الآن قاعدة جوية في فوكلاند تسهل لها الدفاع عن الجزر حال تعرضها لأي هجوم.
وأضاف المتحدث "على الناس ان تهدأ إزاء خطط التأمين الخاصة بفوكلاند إضافة إلى انه لم ترصد أية مؤشرات تفيد بتهديد عسكري محتمل".
وكان وزير الدفاع البريطاني، فيليب هاموند، قد استبعد وجود أي سعي من جانب الأرجنتين للجوء إلى خيار عسكري في النزاع مع بلاده حول جزر فوكلاند مثلما حدث عام 1982.
وقال هاموند في تصريحات لصحيفة (ذا تايمز) البريطانية: "ليس لدينا أي دليل على أن الأرجنتينيين لديهم رغبة أو قدرة على خوض مواجهة عسكرية في الجزر".
وعقد هاموند مقارنة بين القدرات العسكرية للدولتين، مشيرا إلى أن الأرجنتين لم تشتر أية طائرة مقاتلة منذ نحو 40 عاما مما يجعل طائرات ميراج الاسم الأبرز في أسطولها الجوي، في حين تمتلك بريطانيا طائرات تايفون الحديثة.
ورغم فارق المعدات العسكرية، أكد الوزير على أن بريطانيا مستعدة لتعزيز قواتها في جزر الفوكلاند إذا تطلب الأمر ذلك.
وعلى الرغم من تطمينات المسئولين في وزراة الدفاع، فإن ما ورد في التقرير بشأن ضعف موقف بريطانيا في فوكلاند يتسق مع تصريحات كان قد ادلى بها في وقت سابق الجنرال البريطاني جوليان تومبسون، القائد البارز خلال حرب فوكلاند، وأعرب فيها عن اعتقاده بأن بلاده ربما لا تستطيع الدفاع عن الجزر وتخسرها إذا سيطرت القوات الأرجنتينية على قاعدتها الجوية بها.
وقال تومبسون، قائد كتيبة المارينز الملكية والمظلات خلال النزاع المسلح، إن بلاده قد لا تستطيع حماية جزر فوكلاند لأنها لا تملك حاملة طائرات، حيث أعدت الحكومة البريطانية لإجراء استقطاعات في مجال الدفاع.
وأشار تومبسون إلى أن "الأرجنتين لديهم كتيبة بحرية وكتيبة مظلات وبعض القوات الخاصة"، مضيفا أن "كل ما عليها فعله هو نقل هذا العتاد إلى الجزر لتدمير طائرات تايفون المقاتلة التابعة للقوات الجوية الملكية لتكون هذه هي النهاية".
وأضاف أنه بدون السيطرة على القاعدة الجوية، شرقي الجزر، ربما تكون الوسيلة الوحيدة أمام بريطانيا لإرسال تعزيزات، هي الطريق البحري (مثلما فعلت رئيسة الوزراء السابقة مارجريت تاتشر في عام 1982)، ولكن بريطانيا لا تملك حاملة طائرات هذه المرة.
ويأتي التقرير قبل يوم من الذكرى الثلاثين لاندلاع الحرب بين الارجنتين وبريطانيا في الثاني من أبريل/نيسان من عام 1982 بسبب نزاعهما حول جزر فوكلاند، الواقعة جنوبي المحيط الاطلسي.
وانتهت هذه الحرب، التي أدت لمقتل 255 عسكريا بريطانيا و650 أرجنتينيا، باستسلام بوينوس أيرس، واستقرت قوات الجيش البريطاني في الأرخبيل عام 1983 ، الا ان الدولة اللاتينية لم تتخل منذ ذلك الحين عن مطالبتها بالسيادة على الجزر.
وقد تصاعدت وتيرة النزاع بين لندن وبوينوس أيرس مؤخرا بعد قيام شركات بريطانية ببدء عمليات تنقيب عن النفط في مياه الجزر وسفر الأمير ويليام نجل ولي العهد البريطاني هناك وإرسال فرقاطة عسكرية جديدة للمنطقة، الأمر الذي ردت عليه الأرجنتين بفرض ضوابط بموانئها على السفن التي تحمل علم فوكلاند.
وفي هذا الصدد، كشف استطلاع للرأي أن 61% من البريطانيين يعتقدون أنه يجب حماية جزر فوكلاند "بأي ثمن"، فيما يؤيد 32% ضرورة استعداد بريطانيا للتفاوض مع الأرجنتين حول تسليم الجزر.(إفي)