يلوح فى الأفق أكبر طرح لأسهم تكنولوجيا فى التاريخ، ولكن يبدو أن قلة فى وادى التكنولوجيا بأمريكا «سيليكون فالي» هم فقط من يهتمون بهذا الأمر.
فمن الملاجح أن تتجاوز حصيلة الطرح العام الأولى المتوقع قريبا فى الولايات المتحدة لمجموعة «على بابا» القابضة ما جمعته « الفيسبوك» فى الطرح العام الاولى لها عام 2012 وبلغ 16 مليار دولار، ولكن بخلاف موجة الاهتمام التى صاحبت نجوم التكنولوجيا الأمريكية، حظى طرح أسهم «على بابا» بالكاد باهتمام شركات التكنولوجيا فى «سيليكون فالي»، رغم أن هذا الطرح قد يسفر عن تقييم الشركة بمبلغ 140 مليار دولار وقد تتجاوز حصيلة الطرح العام الأولى 15 مليار دولار.
ولا تكمن المسألة هنا فى تجاهل «سيليكون فالي» لظهور عمالقة الانترنت الصينيين، ولكنها ترتكز أكثر فى أن شركات التكنولوجيا الأمريكية تصدت لسوق التكنولوجيا الصيني، والعديد منها لم يعد بامكانه تقدير مدى طموح عمالقة التتكنولوجيا، مثل «على بابا»، العازمون الآن على عبور المحيط الهادئ.
وقال يان أنثيا تشانغ، أستاذ فى كلية جيسى جونز لادارة الأعمال فى جامعة رايس، تتطلع كل من شركات الانترنت الصينية والأمريكية لسوق الآخر، ولكن لا يوجد أى تواصل بينها.
فمنذ عقد مضي، رأت شركات التكنولوجيا الأمريكية الظهور الاقتصادى القادم للصين كسوق حدودى ضخم بالنسبة لها، حيث تشكل الأموال والمستخدمون الجدد مع بعضهم البعض أكبر سوق لمنتجاتها فى العالم.
ولكن القوى التكنولوجية والسياسية والثقافية أطاحت بأحلامها، وبينما فشلت الشركات الأمريكية على نحو كبير فى تحقيق انطلاقة فى الصين، استولت مجموعة من الشركات المحلية، ومن بينها مجموعة «على بابا» على مساحات شاسعة من السوق الصينى المتنامية.
ويوجد حاليا نظراء صينيين لـ»أمازون» و»جوجل» و»فيسبوك» و»تويتر» و»ايه باي» و»باى بال»، وتعمل الشركات الصينية والأمريكية عبر الخليج الواسع، ويضع كل منهما نصب عينيه على الهيمنة العالمية، ويتظاهر كل منهما بأن الآخر لا وجود له.
وربما يسجل الطرح العام الأولى لمجموعة «على بابا» نهاية حقبة انعزالية المنفعة المتبادلة، وقال تشانغ، سوف تشتد المنافسة فى كل من الأسواق الأمريكية والصينية، يذكر أن الطرح العام الأولى للبنك الزراعى الصيني، الذى طرح أسهمه بقيمة قياسية تبلغ 22 مليار دولار فى عام 2010، مازال يعتلى قائمة أكبر الاكتتابات فى العالم.