مدريد، 3 فبراير/شباط (إفي): حثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو اليوم الرئيس المصري حسني مبارك على وضع نهاية للهجمات التي تستهدف المتظاهرين المحتجين في شوارع مصر، وطالباه بالحوار مع المعارضة من أجل البدء بشكل سلمي في عملية إصلاح سياسي.
وقالت ميركل في مؤتمر صحفي مشترك مع ثاباتيرو عقب اجتماعهما في مدريد في إطار القمة الألمانية الإسبانية الثالثة والعشرين: "لا يمكن لأحد أن يتصور أن تظل الأمور على وضعها الراهن في مصر، من الضروري أن تكون هناك بداية جديدة، تغيير، لأنه ما لم يحدث ذلك فإن هؤلاء الأشخاص لن يشعروا بالرضا".
من جانبه، قال ثاباتيرو :"نرغب في أن تتحقق الديمقراطية في مصر في أقرب وقت ممكن عبر عملية توافقية واتفاق سلمي"، ضاربا المثل بالفترة الانتقالية التي شهدتها إسبانيا.
وأوضحت ميركل أنها تحدثت مع مبارك لحثه على الحوار، وأدانت العنف الذي تعيشه شوارع القاهرة، والصعوبات التي يلاقيها الصحفيون في الإبلاغ بحرية عما يجري.
وشددت المستشارة الألمانية على أن "الهجمات التي يتعرض لها المتظاهرون لابد أن تنتهي، وأضافت أن الرئيس المصري وحكومته يتعين أن يتحلوا بمسئوليتهم حتى يتمكن المواطنون من التظاهر بشكل سلمي ولكي تتمكن وسائل الإعلام من القيام بعملها، في الوقت الذي شددت فيه كذلك على ضرورة أن يقدم المسئولون عن أعمال العنف للقضاء في أسرع وقت ممكن.
وأوضحت ميركل أن الموقف الأوروبي تجاه الأزمة في مصر موحد، معتبرة أن الحوار يتعين أن يبدأ في أقرب وقت للمضي قدما تجاه الديمقراطية والحرية التي يطالب بها ملايين المصريين.
وعلق رئيس الحكومة الإسبانية من جانبه بقوله: "نريد الديمقراطية في مصر"، مشيرا إلى أن ذلك يعد "مطلبا عاجلا" من جانب غالبية المواطنين، واعتبر أنه "إلزام" على حكومة الرئيس مبارك التوصل إلى هذه الديمقراطية عبر الوسائل السلمية والتوافق وتجنب النزاعات الداخلية، مع الأخذ في الاعتبار مطالب المعارضة والحركات الشعبية.
وتابع ثاباتيرو بأن القول إن مبارك يتعين عليه أن يترك الحكم الآن من الممكن أن يفسر باعتباره تدخلا في شئون مصر.
وتشهد مصر منذ 25 من الشهر الماضي احتجاجات شعبية عارمة للمطالبة بتنحي الرئيس المصري بعد ثلاثين عاما قضاها في الحكم، غير أنها تعرضت لقمع شديد من جانب قوات الأمن التي ما لبثت أن انسحبت من الشوارع تاركة حالة من الانفلات الأمني استدعت نزول الجيش للشارع.
واتخذ مبارك سلسلة من القرارات مثل تعيين نائب له للمرة الأولى وتشكيل حكومة جديدة، لم ترض مطالب المحتجين، إلا أنها أدت إلى انقسام في الشارع اندلعت على إثره معارك دامية بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه في ميدان التحرير بقلب القاهرة أسفرت عن مقتل قرابة سبعة أشخاص وإصابة مئات آخرين. (إفي)