باريس، 12 مارس/آذار (إفي): يفتتح اليوم المنتدى العالمي للمياه دورته السادسة برعاية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ومشاركة وفود من نحو 180 دولة و600 منظمة، بهدف استكمال التباحث حول الحلول المناسبة لمشاكل المياه، في ضوء ما انتهى اليه مؤتمر اسطنبول عام 2009.
ويعقد المنتدى بمدينة مرسيليا، ويستمر خمسة أيام، يناقش خلالها وزراء وخبراء سبل مواجهة ندرة المياه حول العالم والادارة الحكيمة للموارد المتوفرة والالتزام بما يضمن العدالة في توزيعها على اعتبار ان المياه حق مشروع للجميع، وفقا لما نصت عليه مقررات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2010.
وفي حين حمل مؤتمر اسطنبول شعار "المصالحة من اجل المياه"، تنعقد الدورة الجديدة تحت مبدأ "وقت الحلول"، في اشارة الى ضرورة الاتفاق على مبادرات ومقترحات مجدية تضمن الدعم المالي والحكومي والاجتماعي وكذلك التشريعي لمعالجة مشاكل المياه ووضعها في مقدمة جدول أعمال ونقاشات السياسة العالمية.
ويلقي برنامج المنتدى الضوء على 12 موضوعا تشمل قضايا التنمية الاجتماعية والمحافظة على موارد الأرض الطبيعية من المياه، من أجل ضمان الرفاهية والحياة للجميع، وهو ما يتطلب التركيز على ثلاث نقاط ضرورية تتمثل في الحكم الرشيد والتمويل الجيد وتوفير الظروف الملائمة للتطبيق.
وكما كان الحال في دورات مراكش (1997)، ولاهاي (2000)، وكيوتو (2003)، والمكسيك (2006)، واسطنبول (2009)، من المنتظر ان يمثل المنتدى نقطة التقاء لرؤساء دول وحكومات، ووزراء وخبراء ومتخصصين من القطاعين العام والخاص على المستوى المحلي والدولي، وكذلك ممثلين لمنظمات غير حكومية.
وتشير مصادر قريبة من المنتدى الى حضور 140 وفدا وزاريا، ونحو 80 وزيرا، و800 متحدثا، باجمالي 25 الف مشارك من 180 بلدا حول العالم، إضافة الى 600 من المنظمات الإقليمية والدولية وغير الحكومية، فيما ينتظر ان تشمل فعاليات المؤتمر على 250 اجتماعا و400 ساعة مخصصة للمناقشات وتبادل الخبرات والرؤى.
وعلى المستوى السياسي من المتوقع ان يمثل اجتماع الوزراء المشاركين غدا الثلاثاء النقطة المحورية في المنتدى، حيث من المنتظر ان يصدر عنه بيان حول الرؤية السياسية لمعالجة قضايا المياه.
ورغم ان البيان غير ملزم، إلا ان من شأن اقدام حكومات الدول المختلفة على تطبيقه ان يؤدى الى التحسن في معالجة مسألة المياه بصفة عامة، وهو ما أكد عليه المدير التنفيذي للجنة الدولية للمؤتمر جان مارك لاكاف، خلال تقديمه للمنتدى السادس في فبراير/شباط الماضي بباريس.
ويتزامن انعقاد المنتدى مع فعاليات ونشاطات اخرى تتمثل في مساهمات للمجتمع المدني وافتتاح معرض لدول مختلفة يتم من خلاله التعريف بخبرات وتجارب ناجحة تم تطبيقها في عدة بلدان لمعالجة مشاكل ندرة المياه أو الاستخدام الرشيد لها، من بينها دول عربية برعت في تطبيق تكنولوجيا تحلية المياه.
ومن المقرر ان يقوم الرئيس الفرنسي بافتتاح المنتدى، الذي يحضر جلساته العديد من الزعماء من مختلف قارات العالم، من بينهم رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو، ومديرة منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (يونسكو) ايرينا بوكوفا، كما ينتظر حضور العاهل المغربي الملك محمد السادس، وولي عهد اليابان الامير ناروهيتو، ورئيس الاتحاد السوفييتي السابق ميخائيل جورباتشوف. (إفي).