مدريد، 9 يونيو/حزيران (إفي): لا يعتبر الكاتب والصحفي اللبناني أمين معلوف أهم الروائيين في الأدب العربي وحسب، بل إنه أحد أبرز المدافعين عن التنوع الثقافي في مواجهة التعصب.
وتعتبر أحداث الشرق الأوسط الشغل الشاغل للكاتب الكبير والمحور الرئيسي الذي ترتكز عليه رواياته، بجانب قلقه الدائم إزاء العلاقة بين الشرق والغرب.
وكان عمله "اختلال العالم"، الذي قدمه العام الماضي في إسبانيا، أكبر دليل على هذا القلق، حيث افتتحه بعبارة تقول: "يبدو أننا دخلنا هذا القرن الجديد بدون بوصلة".
وأكد وقتها الكاتب الذي يقيم في باريس منذ 1976 ، أن اختلال التوازن في العالم ينجم عندما "تنضب حضاراتنا سواء كان الأمر يتعلق بحضارة العالم العربي أو الحضارة الغربية".
ويبرز من بين أعماله رواية (ليون الأفريقي) 1984 التي فاز عنها بجائزة الصداقة الفرنسية العربية بعدها بعامين، و(سمرقند) 1986 ، كما حصل على جائزة الجونكور التي تعد من أرفع الجوائز الأدبية في فرنسا عام 1993 عن روايته (صخرة طانيوس)، بالإضافة إلى جائزة مايسون دي لوبريسيه.
وأضاف معلوف اليوم إلى هذه القائمة من الجوائز، جائزة أمير أستورياس للآداب لعام 2010 التي تمثل أرفع الجوائز في إسبانيا، متفوقا على 27 أديبا ترشحوا لها من 16 دولة.
وأبرزت لجنة تحكيم الجائزة اليوم، الطابع التاريخي والسياسي الذي يحمله النتاج الأدبي لمعلوف مما يجعل القارئ على دراية كبيرة بـ"فسيفساء الثقافة واللغة والدين في منطقة البحر المتوسط، ليخلق مساحة رمزية من التلاقي والتفاهم".
ولد أمين معلوف في بيروت في 25 فبراير/شباط 1949 ، وأسس والده الذي يعمل شاعرا ورساما وصحفيا، جريدتين في العاصمة اللبنانية بيروت.
وبعد انتهائه من دراسة الاقتصاد والعلوم السياسية والاجتماعية في الجامعة الفرنسية ببيروت، عمل معلوف في مهنة الصحافة وتحديدا في جريدة "النهار"، كما قضى 27 عاما من عمره في لبنان، ثم انتقل منها إلى فرنسا.
وفي باريس واصل عمله في الصحافة، حيث ترأس تحرير مجلة (جين أريك)، وخرجت هناك أول أعماله الأدبية للنور في 1983 وهي رواية تحمل عنوان "الحروب الصليبية كما رآها العرب".
ومنذ ذلك الحين تتسم أعمال بالحديث عن الحرب الأهلية في لبنان والهجرة، كما أن أبطال رواياته عبارة عن رحالة يتنقلون من بلد إلى آخر بين لغات وأديان مختلفة.
وكانت أكثر رواية ناجحة له "ليون الأفريقي" التي تغوص في عوالم حسن الوزان، وهو الرحالة والمؤرخ والشاعر والفيلسوف والمغامر والمسافر الذي ولد في غرناطة من أبوين مغربيين في عام 1493 وتعلم في مدينة فاس.
أما روايته التي كتبها فيما بعد "سمرقند"، فقد استعرض في نصفها الأول حياة العالم الفارسي عمر الخيام ورباعياته المشهورة.
وفي 1991 صدرت له رواية "حدائق النور" التي تعد مزيجا بين الخيال والتاريخ، وفي العام التالي قدم رواية "العام الأول بعد بياتريس" التي شهدت تحولا كبيرا في الأسلوب الذي يتبعه معلوف في الكتابة.
وبعدها بخمسة أعوام قدم معلوف روايته "سلالم الشرق" وبطلها رجل حارب ضد النازية في فرنسا، ولكنه وجد في لبنان نوعا من النزاع المدمر، ومع حلول الألفية الثالثة قدم رواية "رحلة بالدسار" التي تجول بطلها بين ثقافات مختلفة حملته من بيروت إلى لندن.
وبعدها قدم رواية "الهويات القاتلة" التي يندد فيها بالجنون الذي يدفع شخصا على اغتيال شخص آخر باسم الدين أو العرق أو اللغة، ثم "بدايات"، وكانت أحدث رواية صدرت له "اختلال العالم" في 2009.
قدم معلوف مسرحيتين شعريتين خلال مسيرته الأدبية، هما "الحب عن بعد" التي تم عرضها في أغسطس/آب 2000 في إطار مهرجان سالزبورج، ثم الأم أدريانا في 2006.(إفي)