أبو ظبي، 20 أغسطس/آب (إفي): يستقبل العالم الإسلامي شهر رمضان هذا العام بعد بداية الأزمة المالية العالمية وانهيار أسعار النفط وأسواق البورصة في العالم، وهي التداعيات التي ألقت بظلالها على مختلف الأنشطة والقطاعات الاقتصادية.
وفي الإمارات العربية المتحدة والتي تعد واحدة من أغنى الدول العربية فإن شهر رمضان، الذي يعتبر غلاء الأسعار قبله وخلاله هاجسا مشتركا يؤرق كل شعوب الدول العربية والإسلامية، سيحل على المواطنين والأجانب، وهم يتذمرون من أسعار المواد الاستهلاكية بما فيها وقود السيارات، والتي بقيت، رغم انخفاضها الكبير حول العالم، مرتفعة بالتزامن مع ارتفاع الأسعار بشكل عام ومنها ايجارات المساكن التي تضاعفت في السنوات الأخيرة ودفعت أبو ظبي إلى ثاني مرتبة بعد موسكو في فئة أغلى فنادق العالم.
وبالرغم من تحذيرات وزارة الاقتصاد والهيئات المعنية وتأكيدها على بذل جهود لمكافحة ارتفاع الاسعار خلال رمضان، فإن المحلات تشهد عروضا ترويجية هي فقط السبب في تخفيض بعض أسعار السلع ومنها الملابس، وهو ما يعتبره كثير من الزبائن مجرد دعاية لتخفيضات غير حقيقية في معظم الأحوال وتشمل فقط أنواعا محددة من السلع التي ستصبح كاسدة في حالة عدم بيعها في موسمها.
وأعلنت وزارة الاقتصاد عن وضع خطة متكاملة استعدادا لشهر رمضان وتهدف بصورة رئيسية إلى المحافظة على استقرار السوق ومنع الاحتكار والتلاعب بالأسعار.
لكن أسعار المواد الأساسية بقيت كما هي ولم يبق ما يواجه ارتفاعها إلا دعوة المستهلكين إلى تغيير عاداتهم الاستهلاكية خلال هذا الشهر، بالرغم من أن إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد قالت قبل أيام أنها تمكنت من عقد اتفاق مع عدد كبير من متاجر التجزئة في الدولة لتقديم تخفيضات على أكثر من 200 سلعة غذائية تصل إلى 60% من جملة المواد الاستهلاكية خلال الشهر.
وبالرغم من الأزمة العالمية وارتفاع الأسعار فإن تنافس الجمعيات الخيرية والجهات العامة والخاصة والأفراد في الأيام القليلة الماضية على جمع وتقديم التبرعات والوجبات ومشروعات إفطار الصائم وكسوة العيد وتوزيع الصدقات والزكاة للمحتاجين في داخل وخارج البلاد، بدأ على قدم وساق.
وقد أعلنت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان الخيرية عن تسيير قافلة تضم 7 شاحنات تحمل أكثر من 100 طن من المواد الغذائية الى مملكة البحرين ليتم توزيعها من خلال سفارة الدولة في المنامة على المستحقين. كما أعلنت جمعية دار البر عن إطلاق حملة لجمع 5.5 مليون درهما للمشاريع الخيرية التي تستهدف الفقراء والمحتاجين داخل وخارج البلاد.
ومن جانبها أعلنت هيئة الهلال الاحمر الاماراتي، وهي أكبر الهيئات الخيرية في الامارات، عن التبرع بـ 181 سيارة لصالح المؤسسات الصحية والاجتماعية في قطاع غزة. (إفي)