استقبلت الأسواق المالية صباح اليوم نبأ عودة القطاع الصناعي في الصين إلى دائرة النمو الاقتصادي مجددا، و هذا ما يعطي الاقتصاديات العالمية دفعة للامام، خاصة و أننا اليوم على موعد مع بيانات القطاع الصناعي من القارة الأوروبية التي شهد فيها قطاع الصناعة انكماشاً حاداً خلال الأشهر الماضية وسط تفاقم أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو.
تسيطر موجه من الآمال على الأسواق الأوروبية بعد تصريح رئيس الوزراء اليوناني لوكاس باباديموس أمس بأن المحادثات بين الحكومة اليونانية و القطاع الخاص قد حققت "تقدما مهما" بشأن صفقة مبادلة السندات الحكومية، و أنه من المتوقع ان يصبح الاتفاق جاهزا للعيان بحلول نهاية الاسبوع.
فاليونان لا تزال تكافح جاهدة للتوصل لاتفاق بشأن صفقة مبادلة السندات بنهاية الأسبوع الجاري، و بعدم التوصل لحل للصفقة فأن خطر وقوع اليونان في عدم القدرة على سداد الديون قد يرتفع خاصة و أن موعد الديون المستحقة قد اقترب في شهر آذار القادم.
يشهد القطاع الصناعي موجه من الانكماش وسط تفاقم أزمة الديون السيادية خلال الأشهر الثلاثة الماضية, متأثرا بشكل مباشرا من الأثر السلبي للتخفيضات العميقة في الإنفاق العام التي أقرتها الحكومات الأوروبية للسيطرة على أزمة الديون السيادية، الأمر الذي انعكس سلبيا على مستويات الطلب المحلي للمنتجات الأوروبية.
أما عن الطلب الخارجي على المنتجات فقد شهد تراجعا حادا بتأثير من ضعف مستويات الطلب العالمي على البضائع الأوروبية، فالاقتصاديات العالمية بدأت تفقد الزخم الكافي لمواصلة مسيرة الانتعاش الاقتصادي بنفس الوتيرة السابقة، و تأثرت الصادرات الأوروبية بعامل أخر وهو ارتفاع قيمة اليورو الذي سلب من المنتجات الأوروبية الميزة التنافسية مقابل البضائع العالمية الأخرى.
يتوقع اليوم أن تسجل القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي في ألمانيا خلال كانون الثاني ثباتا عند مستويات 50.9, و في منطقة اليورو يتوقع أن تسجل القراءة ثباتا عند المستويات السابقة بقيمة 48.7، أما عن القراءة الفعلية لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي في المملكة المتحدة خلال الشهر الماضي فمن المتوقع أن ينمو 50.00 من السابق 49.6 ، علما بان الحد الفاصل للنمو و الانكماش هو 50.
يترقب المستثمرين اليوم مزاد لكلا من الحكومة الألمانية و البرتغالية ، إذ من المتوقع أن تقوم الأخيرة ببيع ما قيمته مليار يورو من السندات ذات أمد استحقاق ثلاثة شهور ، و يليه المزاد الألماني لبيع سندات ذات أمد استحقاق 10 أعوام بقيمة 5 مليار يورو.
تشير بعض التقارير بأن البرتغال سوف تتبع مثيلتها اليونان و سوف تقوم بطلب خطة إنقاذ ثانية ، و قامت مؤسسة ستاندرد اند بورز بزيادة عدد البنوك البرتغالية التي تحت المراجعة السلبية و هذا بعد أن قامت بتخفيض التصنيف الائتماني للديون السيادية للدولة، و هذا بدوره ما دفع العائد على السندات البرتغالية ذات أمد عامين للارتفاع لأعلى مستوى تاريخي ضمن تعاملات أمس.
هبط اليورو مقابل الدولار الأمريكي لليوم الثالث على التوالي ليتداول حاليا حول مستويات 1,3048 و سجل الأعلى عند مستويات 1,3090 و الادنى عند 1,3043 مقارنة بسعر الافتتاح عند 1,3083، من الصعب في ضوء الأوضاع الاقتصادية الغير مؤكدة أن يواصل اليورو ارتفاعه مخترقا مستويات 1,3200 من جديد، فلكي يستطيع الزوج إكمال الارتفاع لابد و بشكل مبدئي التوصل لاتفاق بشأن صفقة مبادلة السندات اليونانية.