في حين لا يبدو أن هناك علاج سريع لمشاكل الديون في أوروبا، بينما قامت وكالة ستاندرد وبورز بتخفيض تصنيفها الائتماني 15 مؤسسة مصرفية معظمها في أوروبا و الولايات المتحدة، اتسعت الخسائر في آسيا بسبب القلق من انتشار أزمة الديون الأوروبية و زيادة الضغوطات السلبية على النمو العالمي، خاصة أن نتائج اجتماع وزراء مالية المنطقة الأوروبية الذي عقد يوم أمس في مدينة بروكسل لا يعتبر كافياً لإنهاء الضغوطات المفروضة على الاقتصاد العالمي.
اتفق وزراء المالية يوم أمس على تمديد برنامج تسهيلات الاستقرار المالي الأوروبي والتمسوا دوراً أكبر لصندوق النقد الدولي في مكافحة أزمة الديون. كما اتفقوا أيضاً على تزويد اليونان وإيرلندا بالدفعات التالية من المساعدات المالية السابقة. لوحظ بعض التفاؤل في جميع المجالات نتيجة تكثيف القادة الأوروبيين لجهودهم من أجل إنهاء المشاكل المالية في المنطقة.
لكن الاختلالات التي حدثت في أنحاء أوروبا والولايات المتحدة انتهت بأن قامت وكالة ستاندرد وبورز بخفض تصنيفها الائتماني لخمسة عشر مؤسسة مصرفية وهو أمر نشر الخوف في أسواق الأسهم. من بين البنوك التي خفضت درجة واحدة كانت هناك: JPMorgan Chase & Co، Bank of America Corp، Citigroup Inc، Wells Fargo & Co، Goldman Sachs Group Inc، Morgan Stanley، Barclays Plc، HSBC Holdings Plc، Royal Bank of Scotland، وكذلك بنك UBS AG.
نرى الحذر منتشراً في أنحاء آسيا اليوم، حيث الأوضاع لا زالت غير مستقرة، في حين ارتفعت العائدات على السندات الإيطالية إلى مستويات مرتفعة جديدة. انخفض مؤشر MSCI الآسيوي بنسبة 0.4% في الساعة 15:05 في طوكيو. ستتجه الأنظار اليوم إلى معدل البطالة الصادر من ألمانيا، ومؤشر أسعار المستهلكين ومعدل البطالة للمنطقة الأوروبية، ومؤشر ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص للولايات المتحدة، بالإضافة إلى مؤشر شيكاغو لمدراء المشتريات ومبيعات المنازل قيد الانتظار الأمريكية، وكذلك الناتج المحلي الإجمالي لكندا.
انخفضت المبيعات في تايلاند بنسبة 91% إلى 2.15 بليون بات حيث يميل الناس إلى المحافظة على أموالهم لحالات الطوارئ بعد أن شهدت البلاد أسوأ فيضانات لها منذ 70 عاماً والتي قتل فيها أكثر من 600 شخص منذ شهر يوليو، وهو ما أدى إلى تباطؤ النمو وخفض الطلب على المنازل. وأشار البنك التايلاندي إلى أنه قد يخفض سعر الفائدة للحفاظ على معدلات النمو ومواجهة التهديدات القادمة من أزمة الديون الأوروبية.
ارتفع الإنتاج الصناعي في اليابان أكثر من المتوقع في شهر أكتوبر بنسبة 2.4% من النسبة السابقة -3.3% لشهر سبتمبر الأمر الذي يظهر بعض التعافي منذ وقوع الزلزال، لكن الشركات المصنعة لا زالت تواجه صعوبات يفرضها ارتفاع الين إلى أعلى مستوياته مما يؤدي إلى تآكل أرباح الشركات، والتباطؤ في تايلاند بسبب الفيضانات، وارتفاع معدلات البطالة في اليابان، بالإضافة إلى التباطؤ العالمي الناتج عن أوروبا.
كما أعرب صناع السياسة في اليابان عن قلقهم المتزايد حول الضرر المتأصل بسبب أزمة الديون. انخفض مؤشر Nikkei 225 اليوم بنسبة 0.51% أو 43.21 نقطة ليغلق عند مستوى 8434.61. أغلق مؤشر Topix Index الأوسع نطاقاً على ارنخفاض بنسبة 0.17% لينهي جلسة التداول عند مستوى 728.46. قاد القطاع الصناعي الهبوط بخسارة 41.36 نقطة. الشركة الأكثر خسارة كانت Fanuc Corp بمقدار 12.82 نقطة لتغلق عند 12270 ين ياباني.
في كوريا الجنوبية انخفض الانتاج الصناعي لشهر أكتوبر، حيث انخفض الطلب على الصادرات من أوروبا، وهو دليل إضافي على أن أزمة الديون في أوروبا ترخي بثقلهه على النمو في آسيا. من ناحية أخرى فازت شركة سامسونج الكورية الجنوبية في إحدى معاركها مع شركة أبل وذلك بعد أن أنهت محكمة أسترالية الحظر المفروض على أقراص غالاكسي سامسونج بعد أن كانت شركة أبل قد طلبت هذا الحظر.
انخفض مؤشر Kospi في كوريا الجنوبية بنسبة 0.49% أو 9.01 نقطة ليغلق عند 1847.51 مع قطاع المواد الأساسية كأسوأ أداء. في أستراليا ارتفع مؤشر S&P/ASX 200 بنسبة 0.43% أو 17.07 نقطة ليغلق عند 4119.80 حيث الأفضل أداء فيه كان للقطاع المالي الذي حقق 14.15 نقطة. الشركة الأكثر ارتفاعاً كانت Cochlear Ltd التي أغلقت على سعر 55.50 دولار أسترالي.
في حين قامت وكالة ستاندرد وبورز بخفض التصنيف الائتماني لعدة بنوك، قامت أيضاً برفع تصنيفها لكل من Bank of China Ltd وبنك China Construction Bank Corp من تصنيف (-A) إلى (A).، بينما أبقت على التصنيف الائتماني لبنك Industrial & Commercial Bank of China Ltd عند درجة (A). ومع ذلك فقد انخفضت الأسهم في الصين بسبب الخوف من تباطؤ محتمل والذي أشار له مستشار البنك المركزي الصيني الذي ثبط الآمال في تخفيف السياسة النقدية.
انخفض مؤشر CSI 300 اليوم بنسبة 3.34% ليغلق عند مستوى 2521.52. ومؤشر Hans Seng انخفض أيضاً بنسبة 1.46% ليغلق عند 17989.35 نقطة. الأسوأ أداءً في بورصة هونغ كونغ كان القطاع المالي الذي خسر 188.26 نقطة. الأسوأ أداءً كانت HSBC Holdings PLC حيث أغلقت عند مستوى 57.45 دولار هونغ كونغ.