الرباط، 11 سبتمبر/أيلول (إفي): ربط المفوض الأعلى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، أنطونيو جوتيريس اليوم رفع قيمة المساعدات الانسانية المخصصة لمخيمات اللاجئين في تندوف بسماح السلطات الجزائرية للمفوضية باحصاء اللاجئين الصحراويين بالمخيمات.
وأشار جوتيريس، في مؤتمر صحفي عقده اليوم عقب لقائه بوزير الخارجية المغربي طيب فاسي فهري، الى أن الاحصاء "لا أهداف سياسية من ورائه"، وانما يمثل "أداة للمساعدات الانسانية".
وأضاف جوتيريس أن الجزائر أكدت أن المساعدات التي تقدمت بها المفوضية "غير كافية"، وهو الأمر الذي دفع جوتيريس الى الربط بين رفع قيمة المساعدات الموجهة الى المخيم باجراء احصاء للاجئين الصحراويين، وهو ما ترفضه الجزائر "لذا فاننا أعدنا تقديراتنا".
وأوضح جوتيريس، عقب لقائه وفهري، أن كافة الأطراف المعنية "تقبلت" المقترح الذي تقدمت به المفوضية فيما يتعلق بلم شمل العائلات الصحراوية المشتتة، على أن يتم ذلك من خلال البر عبر طريقي تندوف والعيون، بعد أن كانت تتم جوا.
ومن المقرر أن ينتقل جوتيريس الى العيون، عاصمة جمهورية الصحراء، حيث يعتزم الاشراف على عمليات لم شمل العائلات وخطط شق طريق بري لتسهيل مثل هذه العمليات.
وكان جوتيريس قد أعلن الخميس عزم المفوضية منح اللاجئين الصحراويين 12 مليون دولار، مطالبا المجتمع الدولي بتضامن "نشط" مع اللاجئين الصحراويين جنوب الجزائر، خلال زيارته الى مخيماتهم في البلاد.
يذكر أن جوتيريس كان قد بدأ زيارته الى المخيم ظهر الأربعاء، حيث كان في استقباله رئيس وزراء جمهورية الصحراء عبد القادر طالب عمر، في اطار الجولة التضامنية التي يقوم بها.
وأقر جوتيريس بوجود تقصير بحق الصحراويين الذين "تجاهلهم" المجتمع الدولي والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين منذ وقت طويل، حيث تعتبر هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها مسئول رفيع المستوى بالمفوضية منذ عام 1976 بعد سيطرة القوات المغربية على الصحراء الغربية.
الجدير بالذكر أن النزاع في إقليم الصحراء يعود إلى عام 1976 عندما انسحبت القوات الإسبانية من الإقليم، وبعدها قام المغرب بضم أراضيه على الرغم من معارضة جبهة البوليساريو التي تطالب بحق تقرير المصير عن طريق إجراء استفتاء شعبي، فيما تتمسك المغرب بخطة للحكم الذاتي في إطار سيادتها. (إفي)