موسكو، 23 يونيو/حزيران (إفي): وصل إدوارد سنودين، الفني السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه)، المتهم بالتجسس في الولايات المتحدة، اليوم الأحد إلى مطار شيريميتييفو الدولي بموسكو، وسط جدل حول وجهته النهائية نظرا لعدم حصوله على تأشيرة دخول للأراضي الروسية.
وأكد مصدر بوكالة الأنباء الروسية (إنترفاكس) أن الطائرة سنودين التابعة لشركة الخطوط الجوية الروسية (إنترفلوت) والتى أقلعت من هونج كونج الساعة 11:04 بالتوقيت المحلي (03:04 بتوقيت جرينتش)، وصلت إلى مطار العاصمة الروسية، وسط حشد من الصحفيين.
وبحسب المصدر، فإنه من المرجح أن يدخل سنودين، التى طالبت الولايات المتحدة أمس السبت هونج كونج بتسليمه، الأراضي الروسية رغم عدم حصوله على تأشيرة دخول، دون المساس به، حيث قد يستقبله موظفو السفارة الفنزويلية بمجرد نزوله من الطائرة في سيارة دبلوماسية ليقضي هذه الليلة بمقر السفارة بموسكو بدلا من الانتظار في صالات "الترانزيت" بمطار موسكو ليتوجه غدا الاثنين إلى العاصمة الفنزويلية كاراكاس، وعليه لن تستطيع السلطات الروسية توقيفه أو اعتقاله.
وأوضح المصدر أن وجود سنودين في السيارة الدبلوماسية الفنزويلية لا يعني دخوله الأراضي الروسية رسميا حيث سيعتبر بالأراضي الفنزويلية، ما سيحول دون قيام السلطات الروسية باعتقاله.
ولم يتم تأكيد وجهة سنودين النهائية بعد ولكن أشارت مصادر تابعة لخطوط (إنترفلوت) إلى أنه يمتلك تذكرة ذهاب غدا إلى العاصمة الكوبية هافانا ومن ثم إلى كاراكاس، وفقا لما افادته إذاعة (صدى موسكو).
بينما أشارت وسائل إعلام أخرى إلى أنه ربما سيتوجه إلى أيسلندا أو الإكوادور.
ومن جانبه، قال ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في تصريحات لإذاعة "روسكايا سلوزهبا نوفوستي" المحلية، إن السلطات الروسية لم يكن لديها علم بسفر سنودين إلى موسكو، وقال "لا أعرف شيئا، أنا أسمع هذا الكلام لأول مرة".
وكان بيسكوف قد أعلن مؤخرا أن روسيا مستعدة لدراسة طلب لجوء من جانب سنودين.
وكانت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" هى التى نشرت نبأ مغادرة سنودين هونج كونج متوجها إلى موسكو.
وكشف موقع "ويكيليكس" في وقت لاحق اليوم أنه ساعد سنودين على مغادرة هونج كونج، حيث كان مختبئا، بـ"شكل آمن".
وقال الموقع الذي أسسه الأسترالي جوليان أسانج، عبر حسابه على شبكة "تويتر"، إنه ساعد سنودين من خلال تقديم "وثائق السفر والخروج الآمن من هونج كونج، باتجاه بلد ديمقراطي"، وذلك بعدما طالبت السلطات الأمريكية أمس السبت هونج كونج بتسليم سنودين المتهم بثلاث تهم خاصة بالتجسس وسرقة ممتلكات حكومية قد تصل مدة عقوبة كل منها إلى السجن 10 سنوات.
وأكد "ويكيليكس" أن الاتهامات الموجهة من قبل الولايات المتحدة "تهدف إلى تخويف أي بلد قد يفكر في الدفاع عن حقوقه".
وعن قضية سنودين، أكد جوليان أسانج، المتواجد في السفارة الإكوادورية بلندن منذ 19 يونيو/حزيران العام الماضي لتفادي تسليمه للسويد لاتهامه بالاعتداء الجنسي، أمس ضرورة "تكثيف" الجهود لايجاد لجوء سياسي للمعاون السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية سنودين.
وقبل مغادرته هونج كونج، كشفت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" اليوم الأحد تسريبات أخرى لسنودين، قال فيها إن جامعة تسينجوا، أحد المراكز البحثية المرموقة في الصين في قطاعات مثل التكنولوجيا، كانت هدفا للتجسس الإلكتروني من قبل الولايات المتحدة.
وذكر أيضا أن شركات الهاتف المحمول الصينية تعرضت للتجسس من قبل الاستخبارات الأمريكية، بقصد الحصول على معلومات من الرسائل النصية، التي تعد واحدة من أكبر وسائل الاتصالات الهاتفية المستخدمة في العملاق الآسيوي.
وصرح سنودين للصحيفة "وكالة الأمن القومي قامت بكل أنواع التجسس مثل القرصنة على شركات المحمول الصينية لسرقة جميع البيانات النصية". (إفي)