من اندرياس رينكه و بتينا بورجفيلد
برلين/جرايفسفالت(ألمانيا) (رويترز) - تستعد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للفوز بفترة رابعة في الانتخابات التي تجرى الأحد كما حث منافسها مارتن شولتس الذي يمثل يسار الوسط أنصاره يوم السبت على مواصلة النضال من أجل كسب أصوات في الوقت الذي لم يحسم فيه ثلث الناخبين موقفهم.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يعاد انتخاب ميركل وأن يأتي الحزب الديمقراطي الاشتراكي بزعامة شولتس في المركز الثاني ولكن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف قد يصبح ثالث أكبر حزب في البلاد مما يعقد الموقف بالنسبة لحكومتها الائتلافية المقبلة.
وأظهر استطلاع لمؤسسة(آي.إن.إس.أيه) نشرته صحيفة بيلد تراجع تأييد التيار المحافظ الذي تنتمي إليه ميركل نقطتين مئويتين إلى 34 في المئة وتراجع التأييد للحزب الديمقراطي الاشتراكي نقطة واحدة إلى 21 في المئة .
في الوقت نفسه ارتفع التأييد لحزب البديل من أجل ألمانيا نقطتين مئويتين إلى 13 في المئة معززا محاولته لأن يكون أول حزب يميني متطرف يدخل البرلمان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وحثت ميركل أنصارها على حشد الأصوات من خلال التركيز على جهود المحافظين لدعم الأسر والتعهد بتفادي زيادة الضرائب والتشديد على زيادة الأمن في ألمانيا.
ومازالت ميركل التي انتُخبت في 2005 تحظى بشعبية في ألمانيا ولكنها تواجه عادة صيحات استهجان من متظاهرين يساريين ويمينيين خلال تجمعات حملتها الانتخابية.
ودافعت ميركل يوم الجمعة في ميونيخ عن القرار الذي اتخذته في 2015 بقبول أكثر من مليون من طالبي اللجوء لأسباب إنسانية ولكنها تعهدت بمنع تكرار هذه الأزمة.
وتعهد شولتس في مدينة آخن الواقعة بغرب ألمانيا بالنضال للفوز بكل صوت إلى أن تغلق اللجان الانتخابية أبوابها في الساعة السادسة مساء يوم الأحد . وقال إن زيادة إقبال الناخبين مهم لتعويض التأييد المتصاعد لحزب البديل من أجل ألمانيا الذي وصفه بأنه"مجموعة من الحاقدين".
وأكد شولتس أن ميركل "بطلة للعالم في عدم اتخاذ قرار" وتردد ببساطة أفكار الآخرين.
وتعهد شولتس بالدفع من أجل إجراء مزيد من الإصلاحات بما في ذلك تحسين منشآت رعاية كبار السن وتوفير مساكن بأسعار معقولة وإنهاء السياسات التمييزية التي تلحق الضرر بأطفال المهاجرين ورعاية الأطفال مجانا.
وتأسس حزب البديل من أجل ألمانيا في 2013 بهدف أساسي هو معارضة برامج الإنقاذ المالي الضخمة للدول المفلسة ماليا في منطقة اليورو ولكن اعتبارا من 2015 بدأ يركز على الهجرة.
وتقول الجماعات اليهودية والإسلامية إن لهجة حزب البديل من أجل ألمانيا فتحت الطريق أمام مزيد من خطابات الكراهية ومعاداة السامية.
وقال جوزيف شوستر رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا لرويترز إنه يخشى أن يؤدي دخول حزب البديل من أجل ألمانيا البرلمان إلى تغيير في المناخ العام في ألمانيا. وأضاف "أشعر بقلق من أن يعمق حزب البديل من أجل ألمانيا الانقسامات في بلدنا بشكل كبير".
ولكن الحسابات الانتخابية قد تدفع ميركل لتجديد ائتلافها مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي أو قد تختار الدخول في تحالف ثلاثي مع الحزب الديمقراطي الحر المؤيد لقطاع الأعمال وحزب الخضر.وقال كريستيان ليندنر زعيم الحزب الديمقراطي الحر في تجمع حاشد في دوسلدورف إن حزبه يأمل بأن يصبح ثالث أكبر حزب في البرلمان ولكنه لن يشارك في الحكم إلا إذا لُبيت مطالبه وشروطه.
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)