طه زيادة.
القاهرة/مدريد، 20 ديسمبر/كانون أول (إفي): شهد عام 2011 عودة عدد من كبار المخرجين العالميين للساحة الفنية أمثال ترينس مالك وبدرو ألمودوبار وستيفن سبيلبيرج والمثير للجدل رومان بولانسكي، ليقدموا إبداعاتهم التي يتطلع إليها عشاق الفن السابع، بينما يحبسون أنفاسهم تحسبا لتبعات الأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها على الأحداث خلال العام المنصرم.
يعتبر فيلم المخرج البولندي الفرنسي المثير للجدل رومان بولانسكي "المذبحة" أو "Carnage" الذي عرض في افتتاح، الدورة الـ49 من مهرجان نيويورك السينمائي، في أكتوبر/تشرين أول من أبرز الأعمال السينمائية التي ظهرت خلال 2011 ، بالرغم من أنه ليس من نوعية الأفلام التجارية.
والفيلم مأخوذ عن رواية الأديبة ياسمينا رضا "إله المذبحة"، ويشارك في بطولته كل من جودي فوستر وكيت ونسلت وكريستوف فالتز. وقد صوره بولانسكي أثناء فرض الإقامة الجبرية بحقه في سويسرا بسبب قضية اغتصاب تورط فيها قبل 33 عاما.
على النقيض من ذلك، يأتي على نفس القدر من الأهمية، ولكن تجاريا الجزء الأخير من أفلام الرعب الرومانسية "الشفق: بزوغ الفجر"، والذي حقق إيرادات ضخمة، ولا يزال يحتل مرتبة متقدمة في شباك التذاكر.
ويلعب بطولة الفيلم كل من كريستين ستيوارت في دور (بيلا) وروبرت باتينسون (إدوارد) وتايلور لوتنر (جاكوب) ويدور حول زفاف بيلا وإدوارد وقرب ميلاد أول مولود لها، في إطار الصراع الدائر بين مصاصي الدماء والمستذئبين.
وفي سياق الإيرادات الضخمة أعلنت استوديوهات (وارنر بروس بيكتشرز) في بيان أن فيلم (هاري بوتر ومقدسات الموت ج2)، أصبح أكثر الأعمال السينمائية تحقيقا للإيرادات في 2011.
وأشار بيان من الشركة إلى أن الفيلم، الذي يقوم ببطولته دانييل رادكليف وروبرت جرينت وإيما واطسون ورالف فينيس وآلان ريكمان، أصبح الأكثر تحقيقا للإيرادات هذا العام في السوق الأمريكي وعالميا.
ونجح الفيلم منذ بداية عرضه في منتصف يوليو/تموز حتى الثامن من أغسطس/آب في حصد 344.8 مليون دولار بالولايات المتحدة، و801.5 مليون دولار في باقي أنحاء العالم، ليبلغ إجمالي الإيرادات مليار و146 مليون دولار. ويضع هذا الرقم الفيلم في المرتبة الثالثة ضمن أكثر الأفلام تحقيقا للإيرادات في التاريخ بعد (تيتانك) و(أفاتار).
يشار إلى أن إيرادات سلسلة هاري بوتر على الصعيد العالمي بلغت حوالي سبعة مليارات دولار، وكانت سببا رئيسيا في بزوغ نجم عدد من الممثلين ومنهم دانييل رادكليف وإيما واتسون.
وفي إطار السينما الإسبانية، تعتبر عودة ألمودوبار للوقوف خلف الكاميرا مجددا ليتعاون مع نجمه المفضل أنطونيو بانديراس بعد 21 عاما من الغياب في "الجلد الذي أسكنه"، من أبرز أحداث السينما الإسبانية هذا العام.
يذكر أن "الجلد الذي اسكنه" مقتبس من رواية "Tarantula" أو "العقرب" للكاتب الفرنسي تيري جونكيه التي تدور حول جراح تجميل يدعى ليجارد يسعى إلى اختراع جلد بشري جديد بفضل إنجازات العلاج الخلوي.
ويضم فريق عمل الفيلم كلا من إيلينا أنايا، وبلانكا سواريث وجان كورنيت وماريسا باريديس. وقد عرض الفيلم في العديد من المهرجانات العالمية مثل مهرجان كان، كما رشح للحصول على جائزة الجولدن جلوب، في فئة أفضل فيلم غير ناطق بالانجليزية.
وأجبر الصحفي المغامر تان تان، المخرج العبقري ستيفن سبيلبرج على العودة للوقوف خلف الكاميرا مجددا في تجربة جديدة غير عادية مع عالم التحريك ثلاثي الأبعاد.
ويعد سبيلبيرج من أهم مخرجي هوليوود، وينسب له إخراج نخبة من أضخم انتاجاتها، مثل "شريك"، "حديقة الديناصورات"، و"الفك المفترس" و"قائمة شاندلر" و"إنقاذ الجندي رايان" ونال عن الفيلمين الأخيرين جائزة الأوسكار كأفضل مخرج.
ويحمل إبداع المخرج الأمريكي الجديد "مغامرات تان تان وسر الخرتيت"، وانتاج بيتر جاكسون.
ويدور الفيلم حول الصحفي الشهير تان تان، وكلبه الذي لا ينفصل عنه ميلو وصديقه البحار السكير كابتن هادوك، والعالم برجل، والشرطيان تيك وتاك ، والمغنية بيانكا كاستافيور، في مغامرة كبيرة برا وبحرا وجوا لكشف سر سفينة (الخرتيت)، وفقا للخطوط العامة لهذا الكوميكس الذي أبدعه الفنان هيرجيه، مبدع شخصية تان تان.
وقد ترشح الفيلم للحصول على جائزة "الجولدن جلوب" كأفضل فيلم رسوم متحركة، ويتنافس في هذه الفئة مع كل من "القط ذو الحذاء" و"آرثر والكريسماس" سيناريو وحوار وإخراج سارة سميث، والجزء الثاني من "السيارات" لجون لاستر و"رانجو" لجور فيربنسكي.
وتكريما للسينما الكلاسيكية الصامتة بـ"الأبيض والأسود"، في وقت تتزايد فيه حدة طوفان "أعمال الأبعاد الثلاثية" التي تحتاج نظارت خاصة لمشاهدتها، يأتي فيلم "الفنان"، للمخرج الفرنسي مايكل هازنفيشوس، الذي اشتهر بأفلام "القاهرة عش الجواسيس" و"مفقود في ريو". وتدور أحداث الفيلم في فترة العشرينيات.
وقد نجح الفيلم الذي يتناول قصة حب، ورشح لنيل عدد من جوائز الجولدن جلوب، في المنافسة في شباك التذاكر مع أفلام تجارية ذات ميزانيات ضخمة وانتزاع إعجاب النقاد والجمهور في العديد من دول العالم.
أما المخرج الأمريكي من أصل لبناني ترينس ماليك (67 عاما)، والمقل في أعماله فقد نجح فيلمه الروائي الخامس خلال مسيرته الممتدة "شجرة الحياة"، في انتزاع سعفة كان الذهبية في نسخته الـ64 ، ويجمع فيه بين قمتين من نجوم هوليوود هما براد بيت وشون بين.
تدور قصة الفيلم حول أب ترك أسرته لعقود، وبعد ذلك قرر العودة والبحث في المعنى الحقيقي للعلاقة بينهم، في إشارة فلسفية لفكرة "وصول الإنسان إلى لحظة الصفاء المطلق، والخلود" وهو المعنى الذي يسعى إلى تحقيقه بطل الفيلم بعد أن فقد براءة طفولته وامتلأت حياته باليأس والمعاناة.
قدم المخرج، والذي يمتد مشواره لأربعة عقود، منذ عام 1973: "الأرض السيئة"، و"أيام الجنة" و"الخيط الأحمر الرفيع" و"العالم الجديد"، ومع ذلك يعد واحدا من المخرجين القلائل الذين يستطيعون بالفعل تسليم أعمالهم إلى المهرجانات الكبرى حتى بعد إغلاق باب الترشيح.
أما الأعمال المثيرة للجدل، فكان من أبرزها "كآبة" للمخرج لارس فون ترير، ليس بسبب موضوعه ولكن بسبب سلوك بدر من مخرجه أثناء مهرجان كان.
فبسبب مزحة عابرة حول التعاطف مع هتلر، تم طرد المخرج الدنماركي، من الدورة الـ64 من مهرجان كان التي شارك فيلمه في مسابقتها الرسمية، بينما كافأه نفس المهرجان في دورته الماضية بمنح فيلمه "المسيح الدجال"، ذو الطابع الإلحادي، بجائزة أفضل ممثلة.
يذكر أن "كآبة" ينقسم إلى جزئين، يحمل كل منهما اسم إحدى بطلتي العمل الأول جستين وتجسده كريستين دنست والثاني كلير (شارلوت جينسبورج).
يدور الأول حول حفل زفاف جستين ومايكل. تجسد دنست دور فتاة ذات شخصية مضطربة ومزاجها متقلب، وحادث اقتراب كوكب ميلانكوليا من الأرض وتأثيره عليها، أما كلير فهي شقيقتها الكبرى، وهما من أسرة ارستقراطية لأب مرح وأم مستبدة.
نجح الممثل الألماني مايكل فيشبندر (34 عاما) بأدائه المتميز في فيلم "العار" في منافسة الكبار على جوائز الجولدن، بعد ان انتزع الأسد الذهبي في النسخة الأخيرة من مهرجان فينيسيا.
بدأ فيشبندر مشواره الفني من التليفزيون في مسلسل تليفزيوني من إنتاج سبيلبرج وتوم هانكس، ثم شارك في أعمال سينمائية قوية مثل "الجوع" 2008 لستيف ماكوين، و"الأوغاد الشائنون" لكوينتين تارانتينو 2009 ، ثم شارك مؤخرا في فيلم الخيال العلمي "الرجال إكس ..الجنس الأول".
وفي تعبير جديد عن حبه للمدن الكبرى مثل نيويورك وبرشلونة، يأتي فيلم وودي آلان الأخير "منتصف الليل في باريس"، وتدور أحداثه في إطار كوميدي رومانسي، ويروي قصة أسرة تسافر إلى العاصمة الفرنسية باريس في رحلة عمل وهو ما يجعل أفرادها يشعرون بأن ثمة حياة أخرى أفضل من حياتهم.
ويشارك في بطولة الفيلم كارلا بروني قرينة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في دور قصير بجانب الممثلة الفرنسية ماريون كوتييار، وكاتي بيتس، وريتشيل ماك أدامز، وأوين ويلسون. وقد حصل الفيلم على عدد كبير من الترشيحات لنيل الجولدن جلوب من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج. (إفي)