لا يخفى على أحد أن السوق العربية المشتركة دائما ما تكون ماده خصبة للحديث يتقاسمها معظم أبناء و مواطنى العالم العربى, و نحن اذ نلقى الضوء عليها الأن, فليس بغرض الحديث عنها من منظور تحليلى للمراقبين و الخبراء الاقتصاديين .. لا .. بل سنتحدث من واقع رؤية للأراء المتداولة بين المواطنين العاديين أنفسهم و التى تدور فى الشارع العربى بأكمله تقريبا .. تلبك الأراء العامية الشعبية التى ليس شرطا ان تكون مستندة لأسسو أفكار سليمة قابلة التنفيذ أو العكس .. بل هى و فقط رصد لنبض الشارع العربى الحقيقى و الفعلى بدون رتوش أو مونتاج.
عندما تسير فى أى شارع عربى أيا كان و تطرح فكرة السوق العربية المشتركة للنقاش سواء فى متجر تتسوق منه أو حتى فى وسيلة مواصلات أو حتى متنزه او مكان عام, ستجد فى أغلب الأحوال ولا نريد أن نقول كل الأحوال تأييدا شعبيا لتلك الفكرة القديمة المتداولة و التى لم تنفذ حتى الأن .. بل و التى يجول بذهن معظم العرب و خاصة الواقعيين منهم أنها للأسف ستظل حلما بعيد المنال على الأقل فى المستقبل القريب. و ما سيدهشك فعلا هو .. طالما هى مطلب شعبى الى هذه الدرجة, فلما لا يتم تنفيذها على أرض الواقع؟؟ و ما هو دور الحكام و الحكومات العربية فى ذلك؟؟ فان لم تكن مطالب شعوبهم و خاصة ان كانت ايجابية للغاية هى ما يسعون هم كحكام لتنفيذه .. فماذا اذا سيسعون لتنفيذه؟؟ و رغبات من تحركهم ان لم تكن رغبات شعوبهم؟؟
نعم .. تختلف الأراء .. فيرى بعض الناس ان الحكام العرب لا يسعون أبدا بجدية لهذا الهدف السامى لكل عربى يأمل أن يصبح وطنه الأكبر كيانا كبيرا يشعر معه أنه قوة متحدة كمنطقة اليورو و الاتحاد الأوروبى مثلا أو قوة صاعدة بسرعة الصاروخ كالنمور الأسيوية .. و ترى من هو يائس تماما من مجرد اتخاذ و لو خطوة ايجابية فى هذا الاتجاه .. و تجد من يعتقد أن هناك صراعات على الزعامة بين زعماء الدول العربية و رغبة فى احتلال موقع القائد للوطنى العربى بمفرده فلا يلتفت الى اتحادات او خلافه.. و ترى من يقسم الدول العربية اقتصاديا الى دول خليج غنية ليس لها حاجة لمثل تلك الخطوة و الى دول فقيرة هى من تحتاج فعليا لها و بالتالى فالهدف ليس عليه اجماع حقيقى , و ترى من هو مقتنع ان اجماع العرب على شئ أصبح شئ من المستحيلات. و ترى من هو متمسك بالأمل غير مستسلم ليأس مثل هذه الأفكار التى يعتبرها هدامة. و ترى قليل من الواقعيين المعترفين بصعوبة الموضوع و لكنهم يبحثون عن حلول ايجابية و ليس مجرد كلام أو مؤتمرات قمة يراها البعض كلام و فقط .. و هكذا
وما يدفعك للدهشة هو رغم تباين الأراء الشديد .. و رغم تشعب الرؤى الواضح .. الا ان كل شخص عادى تقابله بالشارع العربى, غنى أو فقير, مثقف أم لا, متابع أم غير مهتم .. عندما تطرح عليه الفكرة الشهيرة و تريد معرفة رأيه .. ستجد اجابته بالعامية هى .. أوافق طبعا
www.nuqudy.com/نقودي.كوم