موسكو، 7 يناير/كانون ثان (إفي): تترقب سوريا اليوم وصول أسطول روسي، يضم سفينتين حربيتين، إلى شواطئها، في خطوة ستمثل على الأرجح استعراضا للقوة، وتأكيدا على دعم موسكو لحكومة الرئيس بشار الأسد.
وكانت وكالة (إيتار تاس) الروسية قد رجحت وصول السفينتين الحربيتين اليوم السبت إلى ميناء طرطوس، حيث ستبقيان عدة أيام بضيافة القوات البحرية السورية.
فيما أكد رئيس هيئة الأركان العامة بروسيا، الجنرال نيكولاي ماركوف، أن "إرسال وحدة من البحرية إلى البحر المتوسط، هو جزء من تدريبات مقررة مسبقا ولا علاقة له بالوضع في سوريا".
ويعد ميناء طرطوس السوري هو الوحيد لروسيا في البحر المتوسط لتمويل أسطولها البحري العسكري، وفقا للاتفاق الذي وقعته موسكو قبل ثلاث سنوات مع حكومة دمشق لتطوير طرطوس ليكون مرسى بحريا مهما لبوارجها.
وأفاد بيان لقيادة القوات البحرية الروسية، بأن المدمرة "أدميرال تشاباننكو" والفرقاطة "ياروسلاف مودري" سترسوان في منشأة روسية للصيانة والإمداد في ميناء طرطوس السوري.
ولفتت مصادر أمنية إلى أن "إحدى المدمرات متخصصة في تعقب الغواصات البحرية والأخرى متخصصة في الرصد ومراقبة الاتصالات وكشف عمليات التجسس التي تنفذها عادة طائرات من نوع أواكس".
ويشار إلى أن موسكو أعلنت مطلع الشهر الماضي تسليم دمشق أنظمة صاروخية جديدة وصواريخ مضادة للسفن، تنفيذا لعقد مبرم بين الطرفين في عام 2007.
يذكر أن طاقم السفينة الروسية الكبيرة المضادة للغواصات "سيفيرومورسك" التابعة للأسطول سبق وأن زار في 26 سبتمبر/أيلول مركز الدعم التابع للأسطول الحربي الروسي في ميناء طرطوس.
وذكرت وكالة (إنترفاكس) الروسية آنذاك أن السفينة زارت ميناء طرطوس "بعد الانتهاء من مهمتها في مكافحة القراصنة عند شواطئ القرن الأفريقي وتوفير الحماية للملاحة المدنية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن".
وأفادت تقارير إخبارية أن استقبالا رسميا سيجري للأسطول الروسي بحضور قائد القوات البحرية السورية اللواء طالب بري، وسيدخل الميناء على وقع موسيقى فرقة الشرف التابعة للجيش السوري.
وتشهد سوريا احتجاجات شعبية منذ منتصف مارس/آذار الماضي، قتل فيها أكثر من خمسة آلاف شخص برصاص الجيش وعناصر (الشبيحة)، وفقا للبيانات الصادرة عن الأمم المتحدة.
وتعد روسيا من أكثر الدول المؤيدة والداعمة لموقف دمشق، رافضة أي تدخل خارجي في شئون البلد العربي أو أي مشروع قرار يؤدي إلى فرض مزيد من العقوبات عليه، وشددت في أكثر من مناسبة على أهمية التوصل لتسوية بين المعارضة والسلطة لإنهاء الأزمة السورية.
جدير بالذكر أن عدة دول غربية قدمت في شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي مشروع قرار مدعوم من واشنطن إلى مجلس الأمن الدولي يدين ما يجري في سوريا، إلا أنه فشل نتيجة إسقاط كل من روسيا والصين هذا المشروع باستخدام حق النقض (الفيتو). (إفي)