سطعت شمس يوم جديد و لا تزال منطقة اليورو تحاول جاهدة احتواء أزمة الديون السيادية، و اليوم تخلو الأجندة الاقتصادية من البيانات الأساسية الأوروبية هامة وسط ترقب المستثمرين للمزاد اليوناني لبيع سندات قصير الأمد و بعد الاجتماع الفرنسي الألماني الذي لم يضيف شيئا للأسواق فالقادة الأوروبيين رائديين في المماطلة في التوصل لاتفاق لحل أزمة الديون السيادية.
أن أهم ما جاء في اجتماع ميركل و ساركوزي أمس تحذير "ميركل" من أن خطة الإنقاذ الثانية الخاصة باليونان لن تر النور ما لم يتم احراز تقدم مع وفد الترويكا بما في ذلك عملية تخفيض قيمة السندات اليونانية لدى القطاع الخاص"، و نوهت "ميركل" إلى انه لا نية معقودة لخروج أى دولة من منطقة اليورو، بينما اعترف "ساركوزي" بتوتر الوضع في أوروبا ودعا إلى اجراء مفاوضات بشأن اتفاق ضريبي خاص بالمعاملات المالية خلال الأيام القادمة.
أكد الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" والمستشارة الألمانية "انجيلا ميركل" انهما قد حققا تقدما في الإتفاق الخاص بتشديد قواعد ضبط الميزانية في منطقة اليورو، وكان الزعيمان الأوروبيان قد التقيا في محاولة لتسوية الخلافات بينهما قبل انعقاد قمة الثلاثين من كانون الثاني الجاري.
لا تزال المملكة المتحدة ضد الدخول في اتفاق الانضباط المالي الجديد، و من هنا فقد صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه سيكون مستعدا لاستخدام حق النقض لمعارضة هذا الاتفاق الجديد ، و في المقابل فقد أكدت ميركل بان ينبغي دول منطقة اليورو المضي قدما في خطط الانضباط المالي حتى لو الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي لا تزال تعارض ذلك.
و من المقرر اليوم أن تجتمع رئيس صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد اليوم مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في تمام الساعة السابعة مساءا بتوقيت لندن، و سيكون الأجتماع متبوعا بعدد من المزادات الأوروبية على رأسها المزاد الهولندي ، و النمساوي و اليوناني و الهنغاري .
هبط الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري أمس بشكل ملحوظ بعد قيام مدير البنك الوطني السويسري فيليب هيلديبراند بتقديم استقالته بعد الاتهامات المُوجهة له بشأن تعاملات مالية شخصية وُصفت باستغلال للمنصب لتحقيق أرباح خاصة، فقيام زوجته بشراء أكثر من 504 مليون دولار في آب قبيل ثلاثة أسابيع من قيام البنك المركزي بيبيع الفرنك اعتبر أمرا مثيرا للريبة.
سيطر التشاؤم على الأسواق المالية بعد أن قامت الحكومة الألمانية بالأمس ببيع سندات عامة ذات أمد ستة أشهر بما قيمته 3.9 مليار يورو و بعائد سجل -0.0122%، و بلغ معدل الطلب إلى العرض 1.82 مرة مقارنة بنسبة الطلب السابقة عند 3.8 مرة، لذلك فقد اعتبر المزاد غير مرضي.
تتسلط الأضواء اليوم على المزاد اليوناني لبيع السندات الحكومية ذات أمد 182 يوما بقيمة 1.25 مليار يورو، فالحكومة اليونانية تسعى للحصول على التمويل الكافي لسد احتياجاتها الداخلية خاصة مع الفشل التي عامت منه خلال العامين الماضين و اضطرارها لطلب المساعدة الخارجية بعد أن ارتفعت الديون العامة لمستويات عالية جدا.
و ستبقى الأضواء مسلطة اليوم على المزادات الأوروبية، حيث من المقرر أن تقوم الحكومة الهولندي ببيع ما يتراوح بين 2.5 إلى 3.5 مليار يورو في السندات بأمد استحقاق 2015، اما عن المزاد النسماوي و سيكون متبوع بالمزاد الهنغاري الذي سوف يصل إلى ما قيمته 185.7 مليون دولار و ذات أمد استحقاق 3 أشهر.
أما عن تطورات أزمة الديون السيادية ، فمن المقرر أن يقوم الاتحاد الاوروبي بإصدار سندات بقيمة ثلاثة مليارات يورو ذات أمد 30 عاما لمساعدة ايرلندا والبرتغال في مواجهة الازمات الاقتصادية و المالية، من خلال ما يعرف بآلية الاستقرار المالي الأوروبي التي تدعم دول الاتحاد الأوروبي لتمويل قروض الإنقاذ.
أكدت المفوضية الاوروبية ان عائدات تلك السندات سيجري تقسيمها بالتساوي بين ايرلندا والبرتغال بحيث تحصل كل منهما على 5ر1 مليار يورو.
واضافت المفوضية الذراع التنفيذية للاتحاد الاوروبي ان هذه العملية تأتي في اطار حزم المساعدات المالية المقدمة الى ايرلندا والبرتغال مشيرة الى انه سيتم صرف الاموال لهما في 16 من الشهر الجاري، يذكر ان هذه هي اول عملية اصدار للسندات يقوم بها الاتحاد الاوروبي خلال العام الحالي.