صدر اليوم عن الاقتصاد الأمريكي عزيزي القارئ تقرير ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص عن شهر كانون الثاني/يناير، ليشير إلى أن قطاع العمل الأمريكي لا يزال يواجه التحديات التي تقف في طريق تعافيه، الأمر الذي يؤكد على اعتدال وتيرة الانتعاش والتعافي في الاقتصاد الأمريكي بشكل عام، وفي قطاع العمل بشكل خاص.
وقد صدر مؤشر ADP للتغير في للوظائف في الولايات المتحدة الامريكية ليسبق التقرير الأهم نسبياً، وهو تقرير الوظائف الأمريكي، والذي سيصدر يوم الجمعة المقبل، ليشير التقرير الصادر اليوم إلى أن القطاع الخاص نجح في خلق حوالي 170 ألف وظيفة خلال كانون الثاني/يناير، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي تم تعديلها إلى 292 ألف وظيفة مضافة، وبأسوأ من التوقعات التي بلغت 182 ألف وظيفة مضافة.
وكما أسلفنا أعلاه فإن أهمية تقرير ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص تنبع من كونه يصدر قبل يومين من تقرير الوظائف، والذي من المتوقع أن يظهر تباطؤ أو "اعتدال" وتيرة توظيف أعداد جديدة من الأمريكيين، في حين من المحتمل أن تستقر معدلات البطالة خلال شهر كانون الثاني/يناير عند 8.5%.
وهنا نشير إلى أن ارتفاع معدلات البطالة لا يزال المعضلة الكبرى التي تواجه الاقتصاد الأمريكي، حيث أن هذه المعضلة تحد من مستويات الدخل وبالتالي تنعكس على مستويات الإنفاق لدى المستهلكين، الأمر الذي يؤثر سلباً على نمو الاقتصاد الأمريكي، وذلك باعتبار أن إنفاق المستهلكين يمثل حوالي ثلثي الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، وبذلك فإن نمو الاقتصاد الأمريكي لا يزال معتدل.
هذا وقد وأظهرت المؤشرات الفرعية داخل التقرير الصادر اليوم أن الشركات الصغيرة خلقت 95 ألف وظيفة خلال كانون الأول/يناير، في حين خلقت الشركات المتوسطة حوالي 72 ألف وظيفة جديدة، إلا أن الشركات الكبرى أضافت ثلاثة آلاف وظيفة فقط، بينما أشار التقرير إلى أن المصنّعين خلقوا 10 آلاف وظيفة، إلا أن شركات إنتاج السلع خلقت 18 ألف وظيفة، لتخلق شركات الخدمات حوالي 152 ألف وظيفة خلال الشهر ذاته.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن الأوضاع في قطاع العمل الأمريكي لا تزال ضعيفة نوعاً ما، وذلك وسط "الاعتدال" الجاري في الأنشطة الاقتصادية وفي محتلف القطاعات الرئيسية في الولايات المتحدة، الأمر الذي يجبر الشركات على التريث قبيل خلق فرص عمل حقيقية.
وكان البنك الفدرالي الأمريكي قد أطلق في آخر اجتماعاته توقعات جديدة حيال معدلات البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث توقع الفدرالي الأمريكي ان معدلات البطالة قد تنحصر بين 8.2 – 8.5% مقابل 8.5 – 8.7% خلال العام 2012، في حين قد تنخفض معدلات البطالة خلال العام 2013 لتنحصر بين 7.4 – 8.1% مقابل التوقعات السابقة والتي بلغت 7.8 – 8.2%، وأخيراً توقع الفدرالي بأن معدلات البطالة خلال العام 2014 ستنحصر بين 6.7 – 7.6% مقابل التوقعات السابقة والتي بلغت 6.8 – 7.7%.
وفي حال لم تتراجع معدلات البطالة ضمن وتيرة ملحوظة وقوية فإننا لا نعتقد بأن مرحلة التعافي سيكون لها المكان والسرعة للتشكل على الساحة الاقتصادية، علماً بأن معدلات البطالة تقف في الوقت الحالي عند مستويات 8.5 بالمئة، وتلك المستويات لا تزال تعد مرتفعة، في حين لا تزال وتيرة الأنشطة الاقتصادية في قطاع العمل "معتدلة".
وعقب صدور هذه البيانات تأثرت تداولات المستثمرين خصوصاً في التعاملات الآجلة للمؤشرات الأمريكية، وذلك بعد خيبة الأمل الذي ارتسمت على وجوه المستثمرين، لتقلص مؤشرات الأسهم الأمريكية أرباحها المحققة في وقت مبكر من اليوم، في حين يترقب المستثمرون صدور تقارير أرباح عن شركات أمريكية كبرى، على رأسها شركة كوالكوم.