تراجع شعبية الرئيس الأميركي باراك أوباما في استطلاعات الرأي عندما يكون على طبيعته، أي عندما يفرط في التعرض للأضواء، ويظهر كيساري متشدداً في مؤتمراته الصحافية، ويتباهى بشأن إنجازاته التشريعية، مثل برنامج "أوباما كير"، الحافز للاقتصاد الأميركي بما يتجاوز تريليون دولار.
وبين انخفاض معدل البطالة وازدياد نسبة الانتاج في الولايات المتحدة ارتفعت شعبية الرئيس الامريكي باراك اوباما لتصل الان الى 45 بالمئة، مقارنة مع 38 بالمئة الخريفَ الماضي، لكن ارتفاع سعر البترول الذي وصل الى 5 دولارات للجالون الواحد في كاليفورنيا هذا الاسبوع قد يهدد كلَ الانجازات التي حققها اوباما.
منذ الخريف الماضي وحتى الان ارتفعت أسعار البترول اكثر من 35 بالمئة، ليصل سعر برميل البترول الواحد إلى 106 دولارات هذا الاسبوع، الامر الذي يهدد بابطاء الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة.
لكن ارتفاع اسعار البترول يشكل قلقا ايضا لحملة اعادة انتخاب اوباما، حيث ان التاريخ الحديث يشير إلى أن الناخبين يعاقبون الحزب الحاكم ورئيسه عندما ترتفع أسعار الوقود.
المرشحون الجمهوريون وجدوا الفرصة سانحة لالقاء اللوم على اوباما بسبب ارتفاع الأسعار.
ريك سانتورام و الذي يسعى للحصول على الترشيح الجمهوري قال "هكذا، و مرة واحدة سيشعر الشعب الاميركي باسعار البترول المرتفعة كما حصل عام 2008، كل هذا بسبب سياسيات الرئيس البيئية الراديكالية."
اما منافسه ميت رومني فقال "هذا رئيس لم يستغل ثروات الطاقة هنا، وافظع قراراته هي رفضه بناء انبوب نفط كيستون الجديد".
و"كيستون" هو مشروع مثير للجدل لبناء خط نفطي يصل بين كندا و المسكيك عبر الولايات المتحدة، و لكنه مثير للجدل لما قد يسببه من ضرر بيئي. اوباما قرر تجميد اتخاذ قرار في القضية.
لكن خبراء الطاقة يقولون ان سبب ارتفاع أسعار البترول يعود الى التوتر في الخليج والى زيادة الطلب عالميا و الناتج عن خروج البلاد من الازمة الاقتصادية، بالاضافة الى تكهنات المضاربين الذين يعتقدون أن الازمة مع ايران تزدادُ سوء، مضيفين أن اي استثمار نفطي اميركي جديد مثل انبوب "كيستون" لن يؤثر على الاسعار في المدى القريب.
وتنتج الولايات المتحدة كميات أعلى من البترول الآن عما انتجته خلال الخمسة عشر عاما الماضية كما يقول خبير الطاقة دان وايز و الذي يعمل في مركز التقدم الاميركي، و هو مركز ليبرالي. "عدد منصات الغاز و النفط في اميركا اعلى من كل الدول الاخرى مجموعة، و هي تعمل باعلى نسب انتاج، وحتى لو قمنا بالتنقيب عن النفط في المحميات -كما يريد الجمهوريون-فهذا سيستغرق على الاقل سبع سنوات اخرى".