صلاح سيد.
القاهرة، 2 يونيو/حزيران (إفي): يبدو الهاجس الأول لدى المنتخب الإيطالي لكرة القدم خلال مشاركته في بطولة "يورو2012" هو إيقاف مشوار الرجوع للخلف للفريق العريق، الذي يعد دون شك إحدى القوى الكروية الأهم في العالم.
وفي مشاركته الثامنة في البطولة الأوروبية، يعرف منتخب "الآتسوري" أن نتائجه القارية لم تعد ترضي طموحات جماهيره، فبعد خسارته الدرامية لنهائي البطولة عام 2000 أمام فرنسا، رحل الفريق من الدور الأول عام 2004 كما خرج بصورة باهتة من نقطة الجزاء في دور الثمانية قبل أربعة أعوام على يد إسبانيا التي واصلت طريقها نحو اللقب.
لكن الإخفاق الأكبر والأقرب إلى ذاكرة الجماهير الإيطالية يتمثل في الخروج من الدور الأول لمونديال جنوب أفريقيا وقبلها في كأس القارات، ليفشل الفريق بصورة مخزية في الدفاع عن رابع ألقابه في كأس العالم، رغم إعادة المدرب المخضرم مارتشيللو ليبي صاحب إنجاز ألمانيا 2006.
ورحل ليبي مجددا بعد العودة من جنوب أفريقيا، حيث أسندت مهمة تجديد دماء الفريق العجوز إلى تشيزاري برانديللي، الذي بدا أنه قد نجح في الجزء الأول من مهمته خلال التصفيات، لكن المحك الأكبر بالنسبة له سيكون على الملاعب البولندية والأوكرانية.
ورغم الألقاب المونديالية الأربعة، لم ينجح "الآتسوري" قاريا سوى في حصد اللقب الأوروبي مرة واحدة في مشاركته الأولى على أرضه عام 1968 ، علما بأنه لم يبلغ النهائي مجددا سوى عام 2000 ، والدور قبل النهائي سوى في نسختين أخريين.
ويبدو برانديللي (54 عاما) الرجل الأفضل للقيام بمهمة إعادة ثاني أكثر منتخبات الأرض فوزا بكأس العالم إلى الإخافة من جديد. فلاعب الوسط المدافع السابق توج لاعبا بلقب الدوري الإيطالي ثلاث مرات، فضلا عن كأس إيطاليا ودوري أبطال أوروبا مع يوفنتوس، الذي لم يلعب سوى له وأتالانتا بين أندية الدرجة الأولى.
وعلى مستوى التدريب نجح مع العديد من الأندية الصغيرة، حتى وصل إلى تدريب روما لكنه اضطر للاعتذار بعد أيام من توقيع العقد مطلع موسم 2004/2005 بسبب مرض زوجته.
بعدها بعام تولى تدريب فيورنتينا وظل معه إلى 2010 عندما رحل لتدريب "الأتسوري"، لكنه كان قد تحول إلى المدرب الأطول عمرا مع "الفيولا"، ونجح معه إلى حد بعيد حيث قاده إلى دوري أبطال أوروبا أكثر من مرة، فضلا عن بلوغه نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي (ويفا).
وقبل انطلاق بطولة الأمم الأوروبية، لم يغفل المدرب دور جميع عناصر الخبرة بل أبقى على بعضها في مختلف الخطوط، وفي مقدمتها الحارس العجوز جانلويجي بوفون (34 عاما) الذي قاد يوفنتوس مؤخرا نحو استعادة مكانته المحلية والفوز بلقب الدوري الإيطالي.
وبعد سنوات طويلة من الاعتماد على المخضرمين في خط الدفاع، الجبهة الأهم في طريقة لعب إيطاليا على مر تاريخها، يبدو عناصر هذا الجانب وهم يتحلون بالشباب هذه المرة مثل جورجو كيليني (27 عاما) وزميله في يوفنتوس ليوناردو بونوتشي (25 عاما) فضلا عن لاعب إنتر أندريا رانوكيا (24 عاما).
وفي الوسط هناك المتألق دوما أندريا بيرلو (33 عاما) الذي حمل معه لقب الدوري عندما رحل من ميلان إلى يوفنتوس، ودانييلي دي روسي رمانة ميزان روما (28 عاما) إلى جانب ثنائي ميلان ريكاردو مونتوليفو وأنطونيو نوتشيرينو (27 عاما).
ويستمر هذا المزج في الهجوم الذي يضم أنطونيو دي ناتالي هداف أودينيزي (34 عاما) وأنطونيو كاسانو نجم ميلان العائد من مرض طويل (29 عاما) إلى جانب المشاغب ماريو بالوتيللي لاعب مانشستر سيتي (21 عاما) وسباستيان جوفينكو لاعب بارما (25 عاما).
ويدرك برانديللي صعوبة مجموعة تضم معه أبطال العالم وأوروبا الإسبان، فضلا عن أيرلندا التي يدربها مواطنه وسلفه المخضرم جيوفاني تراباتوني وكرواتيا، لكنه يعي كذلك أن أي نتيجة جيدة قد يحققها أمام حامل اللقب في مباراته الأولى قد تسهل له مهمة بلوغ دور الثمانية لاحقا. (إفي)