من محمد مخشف
عدن (رويترز) - قال مسؤولون محليون وسكان لرويترز إن الانفصاليين الجنوبيين اشتبكوا يوم الأربعاء مع الحرس الرئاسي في مدينة عدن، مقر الحكومة اليمنية، مما أدى إلى مقتل ثلاثة وإصابة 9 بجروح خطيرة.
وسلطت أحداث العنف يوم الأربعاء الضوء على الانقسام في صفوف التحالف المدعوم من السعودية والذي يقاتل حركة الحوثي المتحالفة مع إيران في حرب مستمرة من أكثر من أربعة أعوام أسفرت عن مقتل عشرات الألوف ودفعت اليمن إلى شفا مجاعة.
ويتفق الانفصاليون مع حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا في حربهما على الحوثيين.
لكن لكل منهما أهدافا مختلفة فيما يتعلق بمستقبل اليمن. وأثار هجوم صاروخي وقع الأسبوع الماضي في عدن، وأسفر عن مقتل عشرات الجنود، انقساما بين الطرفين.
وقبيل اشتباك يوم الأربعاء، كان المئات من أنصار الانفصاليين يحضرون جنازة بعض هؤلاء الجنود وأحد القادة البارزين قرب القصر الرئاسي الواقع على قمة أحد التلال.
وبينما كان الحشد يردد هتافات مناوئة للحكومة، جرى تبادل إطلاق النار مع الحرس الرئاسي.
وبعد الجنازة، دعا هاني علي بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي الأنصار للخروج في مسيرة إلى القصر الرئاسي والإطاحة بالحكومة. ولا توجد مؤشرات حتى الآن على أن هذه المسيرة قد بدأت بعد.
وقال وزير داخلية اليمن أحمد الميسري إن الحكومة مارست الحلم والحكمة والصبر حتى الآن للحفاظ على الاستقرار في عدن لكنها مستعدة تماما للتصدي لأي أفعال تستهدف مؤسسات الدولة.
وأضاف الميسري "نطلب من الجميع ... عدم الاستجابة لمثل هذه الدعوات التي لا تخدم إلا الحوثي وحده".
وعبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن جريفيث يوم الأربعاء عن قلقه من التصعيد العسكري في عدن.
وقال جريفيث على تويتر "أشعر بالقلق من التصعيد العسكري في عدن اليوم، بما في ذلك التقارير عن الاشتباكات في محيط القصر الرئاسي، كما أنني أشعر بقلق عميق من الخطاب السائد في الآونة الأخيرة الذي يشجع على العنف ضد المؤسسات اليمنية".
ودعا أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية يوم الأربعاء إلى التهدئة. وقال على تويتر "التطورات حول قصر المعاشيق مقلقة والدعوة إلى التهدئة ضرورية". وأضاف "لا يمكن للتصعيد أن يكون خيارا مقبولا بعد العملية الإرهابية الدنيئة"، في إشارة إلى هجوم قبل أيام في جنوب اليمن أعلن تنظيما الدولة الإسلامية والقاعدة مسؤوليتهما عنه.
وتدعم الإمارات التحالف ضد الحوثيين لكنها تدعم أيضا الانفصاليين الجنوبيين.
وقال السفير السعودي إلى اليمن إن المنتفع الوحيد من العنف هم الحوثيون.
* الرئيس خارج البلاد
ومدينة عدن بجنوب اليمن مقر مؤقت لحكومة هادي الموجود في السعودية. والقصر الرئاسي خال تقريبا باستثناء وجود جنود فيه.
وجاءت اشتباكات يوم الأربعاء بعدما اتهم الانفصاليون الجنوبيون حزب الإصلاح، وهو حزب إسلامي حليف لهادي، بالتواطؤ في الهجوم الدامي الذي أسفر عن سقوط 36 جنديا من قوات الحزام الأمني التي تنتمي للانفصاليين وذلك خلال عرض عسكري. وأعلنت حركة الحوثي، التي يحاربها التحالف بقيادة السعودية والإمارات منذ 2015، مسؤوليتها عن الهجوم.
وكان القائد الانفصالي العميد منير اليافعي ضمن قتلى الهجوم الصاروخي على العرض العسكري. وقال أحد المشيعين ويدعى عبد الحكيم طبازة "شعب الجنوب كله في الشارع. هذا حراك شعبي لا يمكن إيقافه سوى بسقوط الحكومة".
وشوهدت طائرات حربية تحلق في سماء عدن يوم الأربعاء.
وبعد اتهام حزب الإصلاح بالتورط في هجوم يوم الخميس، طالب بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي يوم الثلاثاء بعدم إلقاء اللوم على أنصار المجلس إذا خرجوا للشوارع مطالبين بإخراج الحكومة من المناطق الجنوبية.
وتغض السعودية الطرف عن حزب الإصلاح الذي يعد حليفا مهما للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي لكن الإمارات تنظر للحزب بعين الشك.
(شاركت في التغطية سمر حسن من القاهرة - إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)