بقلم جيفري سميث
Investing.com – تباين أداء الأسهم الأمريكية خلال جلسة اليوم الأربعاء، وسط مؤشرات على أن الحزب الديمقراطي يقترب من كسر سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ والتي استمرت لـ 6 سنوات، ليستكمل الاستحواذ على الكونجرس بالإضافة إلى البيت الأبيض الذي فازوا به في نوفمبر.
وتشير التوقعات الأولية إلى أن المرشحين الديمقراطيين يتقدمان في الانتخابات المعادة لاختيار ممثلي جورجيا في مجلس الشيوخ. وإذا تم تأكيد هذه النتائج، فإنها ستقسم مجلس الشيوخ بين الجمهوريين والديمقراطيين بالتساوي، وبـ 50 مقعد لكل حزب. وبحسب قانون المجلس، فإنه في حال تعادل الأصوات في أي تصويت فيه، فإن نائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس (NYSE:LHX) ستمتلك حق فض التعادل بالإدلاء بصوتها، الذي سيكون حاسماً في تلك الحالة. وقد يشير ذلك إلى أن الرئيس القادم جو بايدن سيجد أنه من السهل تأكيد قرارات إدارته الرئاسية، والموافقة على خطط سياسته المالية.
وتفاعلت الأسهم العالمية بطريقة متباينة مع الأخبار الواردة من جورجيا، حيث ارتفعت الأسهم الأوروبية والصينية تحسباً لسياسة تجارية أقل تصادمية وسياسة مالية أكثر توسعا من الإدارة الأمريكية المقبلة.
ولكن في الولايات المتحدة، أختلف الوضع، وذلك لأن خطة الرئيس المنتخب جوزيف بايدن لزيادة الضرائب وإعادة فرض بعض القوانين والتشريعات المعيقة للأعمال، والتي ألغاها الرئيس دونالد ترامب عن اللوائح، ستكون حملاً ثقيلاً على الاقتصاد الأمريكي، قد يطفئ السياسات الديمقراطية التحفيزية التي تعتبر إيجابية للنمو الاقتصادي.
وعند الساعة 9:40 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (1:40 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، تقدم مؤشر داو جونز بـ 57 نقطة، أو ما يعادل 0.2٪، ليشير إلى 30,449 نقطة. كما تراجع مؤشر إس إن بي 500 بنسبة 0.1٪ ومؤشر نازداك بنسبة 0.9٪.
ومع تقدم الجلسة ارتفع داو جونز بـ 500 نقطة.
وكانت الأسهم التي حققت أفضل أداء هي تلك التي من المرجح أن تتأثر أكثر من غيرها بفقدان السيطرة الجمهورية على التشريعات الجديدة. كان هذا ينطبق بشكل خاص على أسهم القنب، حيث قفزت أسهم كانوبي (NASDAQ:CGC) (TSX:WEED) بنسبة 16٪ وأرورا (NYSE:ACB) بنسبة 14٪.
كما تقدمت أسهم البنوك على نطاق واسع، حيث يتوقع السوق مزيداً من الاقتراض الحكومي الفيدرالي، مما أدى إلى ارتفاع عائد سندات الـ 10 سنوات التي تصدرها الخزينة الأمريكية إلى 1٪ لأول مرة منذ مارس الماضي (منذ انتشار وباء كورونا في البلاد). وتساعد عائدات السندات المرتفعة على ربحية البنوك من خلال توسيع هامش معدلات الإقراض قصيرة الأجل وطويلة الأجل. وفي هذا القطاع، ارتفعت أسهم كل من ويلز فارغو (NYSE:WFC) وستي (NYSE:C) وبانك أوف أميريكا (NYSE:BAC) بنسب تزيد عن 5٪.
وعلى النقيض من ذلك، سقطت أسهم عمالقة التكنولوجيا، آبل (NASDAQ:AAPL)، ومايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) وفيسبوك (NASDAQ:FB) بنسب تزيد عن 2٪ وسط مخاوف من أن يقوم الكونغرس الديمقراطي جنباً إلى جنب مع الإدارة الرئاسية الديمقراطية بفرض تشريعا ضارة بالقطاع، لا سيما فيما يتعلق بقضايا مكافحة الاحتكار.
كما أن أسهم قطاع التكنولوجيا بشكل عام تُعتبر معرضة بشكل كبير لجني الأرباح المدفوع بالمخاوف من قيام الكونغرس الديمقراطي برفع الضرائب على الأرباح الرأسمالية، والتي تراكم معظمها في عدد صغير نسبياً من شركات التكنولوجيا العملاقة على مدى السنوات القليلة الماضية. ووسط هذه المخاوف انخفض سهم نتفلكس (NASDAQ:NFLX) بنسبة 2.9٪، وسهم زووم (NASDAQ:ZM) بنسبة 4.6٪ وسهم بنترست (NYSE:PINS) بنسبة 4.0٪.
وعلى صعيد البيانات، أظهر تقرير شركة أيه دي بي لمعالجة الرواتب أن عدد الوظائف في القطاع الخاص قد ارتفع بواقع 123 ألف وظيفة في ديسمبر، مما مهد الطريق لمفاجأة سلبية كبيرة في تقرير الوظائف الشهري الرسمي، الذي ستصدره وزارة العمل الأمريكية يوم الجمعة، والذي يتضمن أيضاً معدل البطالة.
وارتفعت طلبيات المصانع الأمريكية اليوم بقوة أعلى التوقعات، بما زاد من شهية المخاطرة في السوق. ويعاني الذهب من هبوطًا هائلًا، ليفقد ما يزيد عن 50 دولار في ساعات قليلة.
بينما ترتفع العملة الرقمية بتكوين بنسبة أكثر من 6%، فوق 34,800 دولار للعملة الواحدة. ويحلق نفط برنت قويًا بعد قرار السعودية بخفض الإنتاج مليون برميل طواعية، وتراجع المخزون الأمريكي بأكثر كثيرًا من المتوقع.