من أندريه أوزبورن وماريا تسفيتكوفا
موسكو (رويترز) - اتهم معارضون السلطات الروسية يوم الاثنين بالتزوير على نطاق واسع بعد فوز حزب روسيا المتحدة الحاكم، الذي يدعم الرئيس فلاديمير بوتين، بأغلبية أكبر من المتوقع في الانتخابات البرلمانية على الرغم من ضيق المواطنين من ظروف المعيشة.
وبعد فرز ما يزيد على 99 بالمئة من الأصوات، قالت لجنة الانتخابات المركزية إن حزب روسيا المتحدة اقتنص ما يقرب من 50 بالمئة من الأصوات، في حين حصل أقرب منافسيه وهو الحزب الشيوعي على ما يقل قليلا عن 19 بالمئة.
ويعني حجم الانتصار أن حزب روسيا المتحدة سيكون له أكثر من ثلثي النواب في مجلس الدوما المؤلف من 450 مقعدا، مما سيمكنه من الاستمرار في تمرير القوانين دون الحاجة إلى الاعتماد على أطراف أخرى.
وكان فوز روسيا المتحدة، الحزب الذي ساعد بوتين في تأسيسه، أمرا متوقعا تماما إذ مُنع منتقدوه الأكثر صخبا من حلفاء المعارض المسجون أليكسي نافالني من المشاركة بعد أن وصفتهم محكمة بالمتطرفين في يونيو حزيران.
وأشارت استطلاعات رأي قبل التصويت إلى أن السخط على مدى سنوات من تدهور مستويات المعيشة ومزاعم الفساد من شأنهما إضعاف التأييد لحزب روسيا المتحدة. لكن النتائج الرسمية شبه النهائية تظهر أن الحزب حصل على نسبة أصوات أقل بنحو أربعة بالمئة فقط مقارنة بالمرة السابقة التي أجريت فيها انتخابات مماثلة في عام 2016.
ودعا بعض أنصار الحزب الشيوعي المقيمين في موسكو الذين شعروا بالخداع إلى احتجاج في العاصمة الروسية مساء الاثنين. لكن الشرطة سارعت إلى إغلاق الميدان المركزي الذي دعوا للاحتجاج فيه.
كان المرشحون المنافسون لروسيا المتحدة في موسكو متقدمين في أكثر من نصف الدوائر الانتخابية البالغ عددها 15، لكنهم خسروا جميعا بعد إضافة نتائج التصويت الإلكتروني.
وشجع حلفاء نافالني تصويتا تكتيكيا ضد حزب روسيا المتحدة، وحاولت السلطات إلغاءه.
وقالت السلطات الانتخابية إنها ألغت النتائج في أي مركز للاقتراع ظهرت به مخالفات واضحة وإن المنافسة بشكل عام كانت نزيهة.
ووفقا لإيلا بامفيلوفا رئيسة لجنة الانتخابات، كان التصويت نظيفا وشفافا بشكل استثنائي. وقالت لبوتين إنها ستنظر في أي شكاوى قبل إعلان النتائج النهائية يوم الجمعة.
وأدلى بوتين ببيان قصير شكر فيه الناخبين بعد أن أشاد الكرملين بالنتيجة، قائلا إن حزب روسيا المتحدة أكد دوره كحزب قيادي. وقال الكرملين إن الانتخابات كانت تنافسية ومنفتحة وصادقة.
* ’"بوتين! بوتين! بوتين!"
من غير المرجح على ما يبدو أن تغير النتيجة المشهد السياسي مع استمرار هيمنة بوتين، الذي يتولى السلطة كرئيس أو رئيس للوزراء منذ عام 1999، على الأمور قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة التي تجري في عام 2024. ولم يحدد بوتين بعد ما إذا كان سيرشح نفسه.
وما زال بوتين البالغ من العمر 68 عاما شخصية تحظى بشعبية لدى كثيرين من الروس الذين ينسبون إليه فضل التصدي للغرب واستعادة الكبرياء الوطني.
وأظهرت النتائج شبه النهائية احتلال الحزب الشيوعي المركز الثاني، يليه الحزب الديمقراطي الليبرالي القومي وحزب روسيا العادلة بحصول كل منهما على نحو 7.5 بالمئة من الأصوات. وغالبا ما تدعم الأحزاب الثلاثة الكرملين في القضايا الرئيسية.
وفي تجمع احتفالي في مقر حزب روسيا المتحدة بثه التلفزيون الحكومي هتف رئيس بلدية موسكو سيرجي سوبيانين الحليف المقرب للزعيم الروسي: "بوتين! بوتين! بوتين!" أمام حشد كان يلوح بالأعلام.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)