من كانوبريا كابور وجوناثان ثاتشر
جاكرتا (رويترز) - بعد مضي عقد أنفق خلاله جزءا من ثروة العائلة على مساعيه للوصول إلى سدة الرئاسة في إندونيسيا راقب الجنرال السابق برابو سوبيانتو بحنق تطورات العملية الانتخابية هذا الأسبوع بينما كانت احتمالات قيادته لثالث اكبر ديمقراطية في العالم تنساب من بين أصابعه.
والسؤال الذي يطرح نفسه حاليا هو ما اذا كان قائد القوات الخاصة السابق الذي يتمتع بسجل غامض في مجال حقوق الإنسان لا يزال لديه النفوذ السياسي الكافي ليحاول التأثير على الوجهة التي سيسلكها أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا.
ويعتزم برابو (62 عاما) التوجه إلى المحكمة الدستورية بسبب زعمه حصول عملية غش واسعة خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في 9 يوليو تموز والتي فاز فيها منافسه حاكم جاكرتا جوكو (جوكوي) ويدودو بهامش ضئيل.
ولكن عملية الطعن في نتائج الانتخابات تبدو وكأنها خطوة لانقاذ ماء الوجه إذ يرى القليل أن أمامها أي فرصة لتغيير النتيجة الرسمية للانتخابات التي جاءت بجيل جديد من السياسين على حساب أعضاء في النخبة العسكرية والسياسية التي سيطرت تقليديا على مقاليد الحكم في إندونيسيا.
وفي هذه الفترة يستشرف برابو الذي يتحدر من إحدى أشهر العائلات وأكثرها ثراء في البلاد مستقبلا غير أكيد في صفوف المعارضة مع احتمال أن يجذب الرجل الذي تفوق عليه الحلفاء الذين تحلقوا حوله.
وقال أشمد سكارسونو من مركز ابحاث الحبيبي "بالنسبة إلى برابو لا شيء يبدو جيدا في الوقت الحالي. برابو ليس عضوا في البرلمان وبالتالي لم يعد لديه أي عمل سياسي بعد أن خسر الانتخابات."
حزب برابو
وأشرف برابو -الذي سرح من الجيش عام 1998 بسبب خطف الناشطين المؤيدين للديمقراطية- على حملة انتخابية هجومية وعالية التنظيم قلصت الفارق الكبير بينه وبين منافسه وجعلته على بعد شعرة من الجلوس على كرسي الرئاسة.
ولم توجه أي محكمة لبرابو تهما بانتهاكات لحقوق الانسان أو وجهت إليه أي مزاعم بهذ الخصوص.
ولكن برابو لا يزال لديه حزب جريندرا-الذي ينتمي إليه- أو حركة اندونيسيا العظمى والتي باتت تحت قيادته ثالث أكبر كتلة في البرلمان.
وقال اعضاء في دائرة المقربين من برابو إنهم ينوون أن يصبحوا ثقلا قويا في مواجهة ويدودو.
ومع حصوله على دعم ائتلاف من ستة احزاب حاليا يسيطر برابو فعليا على ثلثي البرلمان المقبل وهو أمر يعتبره محللون أنه سيشكل تحديا لبرنامج ويدودو الاصلاحي.
وقال هاشم جوجوهاديكوسومو مساعد برابو وأخوه الاصغر -وهو احد ملوك المال في البلاد- لرويترز "لو كان الامر يعود إلي لقلت أنني سأكون حزبا معارضا شرسا."
ولكن هاشم اعترف في الوقت عينه بأن هذا الائتلاف الانتخابي الدائم قد لا يصمد خصوصا بعد ان ألمح عدد من الشخصيات البارزة في هذه الاحزاب وبينها جولكار ثاني أكبر حزب في البلاد إلى أنها تنوي الانتقال لدعم ويدودو.
وارتبط اسم برابو على الدوام بالنخبة في البلاد. إذ أسس جده المصرف المركزي في البلاد وكان والده وزيرا وأحد رجال الاقتصاد الاكثر احتراما في اندونيسيا كما أن حماه السابق كان سوهارتو الديكتاتور الذي حكم البلاد لفترة طويلة.
وقال أريو جوجوهاديكوسومو وهو احد النواب المستقبليين في العائلة وابن اخو برابو إن مدى صعوبة السنوات المقبلة سيعتمد على العلاقة الشخصية بين برابو والرجل الذي هزمه.
وقال أريو "يعود القرار إلى جوكوي وما إذا كان يريد أن يفي بوعده في المصالحة. إذا كان جوكوي قرر تقبل برابو على أنه رجل الدولة الأطول باعا في إدارة البلاد فحينها برابو سيقبل بهذا الأمر."
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)