من اوليفر هولمز
بغداد (رويترز) - أعرب أياد علاوي نائب الرئيس العراقي يوم الاحد عن تأييده لرئيس الوزراء حيدر العبادي وهو تحرك ينظر اليه باعتباره خطوة نحو المصالحة في نظام سياسي هو في أمس الحاجة لإعادة البناء حتي يتيح لحكومة بغداد محاربة تنظيم الدولة الاسلامية.
وظل علاوي وهو شيعي يجاهر منذ سنوات بانتقاده لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي متهما إياه بأنه يتصرف مثل صدام حسين في سعيه لإسكات خصومه.
ومن شأن تأييد علاوي ان يضيف رصيدا سياسيا للعبادي الذي ينتمي لحزب الدعوة مثل المالكي إلا انه يعتبر أكثر ميلا لتشكيل حكومة لا تقصي أحدا.
وقال علاوي في مقابلة مع رويترز بمنزله في بغداد "لدي اعتقاد جازم في واقع الأمر بأن العبادي يعي المشاكل وهو حسن النية. نأمل بأن نساعده."
وعلاوي -وهو رئيس سابق للوزراء بالعراق- من الشخصيات الرئيسية التي تسعى للتواصل مع السنة الغاضبين في العراق ممن يأمل العبادي في أن يتمكن من إعادتهم إلى صف الحكومة لمحاربة الدولة الاسلامية.
واستولى تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات واسعة من الاراضي في شمال العراق وغربه هذا العام. ويلقى تنظيم الدولة الاسلامية قبولا لدى بعض أفراد الاقلية السنية ممن يتهمون حكومة بغداد التي يقودها الشيعة بتهميش طائفتهم.
وكان لجوء المالكي لاستخدام القوة ضد المحتجين قد عمق من كراهية السنة للحكومة وأدى الى اضفاء الصبغة النضالية على هذه الطائفة وفجر تمردا مسلحا ما أتاح لتنظيم الدولة الاسلامية باستغلال معاناتهم.
وحتى الآن انحاز كثير من المقاتلين العشائريين السنة واعضاء الفصائل المسلحة إلى جانب الدولة الإسلامية اقتناعا منهم بأن الحكومة هي أشد الضررين.
وتجلى مدى نفوذ علاوي على السنة في انتخابات عام 2010 التي فاز فيها ائتلافه -الذي ضم ساسة بارزين من السنة- في جميع محافظات البلاد التي تخوض فيها الدولة الاسلامية معارك الآن.
ووعد العبادي باصدار أوامر بالعفو ووقف قصف المدن وهي خطوة قال علاوي إنها اقنعته بمدى حزم العبادي.
وقال علاوي "قلت للعبادي إننا سنقف في صفه طوال الوقت إذا سار على النهج السليم نحو التعافي."
وأضاف "ما نحتاجه هو ايجاد جغرافيا سياسية جديدة لا نفرق فيها بين الناس. نحن لا نحرم الناس من حقوقهم المشروعة على أساس المذهب أو الدين أو المعتقد."
* الحوار
وتأمل الولايات المتحدة ايضا بإقناع المتشددين السنة وقوى العشائر في مناطق تهيمن عليها الدولة الاسلامية بمؤازرة المهام الجوية الأمريكية في معركتها لتقويض التنظيم.
ومع عزوف الرئيس الأمريكي باراك اوباما عن المشاركة بقوات برية في أعقاب انتهاء الاحتلال الامريكي للعراق إلا انه يتعشم في تشكيل شراكة تضاهي تلك التي ابرمت مع عشائر سنية بين عامي 2007 و2009 متمثلة في مجالس الصحوة العراقية التي حاربت تنظيم القاعدة في غرب العراق ووسطه.
ورغم تأكيد علاوي انه لا يجري محادثات مع واشنطن إلا انه أضاف انه تحدث الى الكثيرين من الزعماء في المناطق السنية.
وقال "لدي علاقات طيبة كثيرة مع الكثير من هذه الجماعات في المحافظات التي تعرضت لقصف وحصار من الحكومة السابقة."
واضاف "إنني أجري حوارا بالفعل مع بعضهم وهو حوار متصل. وأرسلت مجموعة منهم برسالة إلى رئيس الوزراء توضح أنهم سيكونون جزءا لا يتجزأ من العملية السياسية."
وقال إنه يتعين على الحكومة الآن العمل على ان تؤول السلطة للمحافظات والمعارضة السنية التي قادت احتجاجات سلمية عام 2013 والتي تسببت في شن حملة صارمة على قوات الأمن الخاصة بالمالكي.
وقال علاوي "كان يتعين علينا دمج بعض الناس ممن كانوا يسعون بصورة سلمية ودستورية الى عرض مواقفهم في مظاهرات سابقة."
وتابع "أرى انه يتعين ان نبذل قصارى الجهد كي ننفتح عليهم وان نلبي لهم بعضا من مطالبهم. مطالب بسيطة. وهي بصراحة مطالب عادلة للغاية. القضية الاساسية هي ان هؤلاء الناس يجب ان يعاملوا على قدم المساواة مع المواطنين الآخرين."
(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)