لوس أنجليس (رويترز) - أبدى روبرت كنيدي جونيور المرشح المستقل لانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة دعما قويا لإسرائيل في مقابلة مع رويترز ووصفها بأنها "أمة أخلاقية" ترد بشكل عادل على استفزازات حماس بشن هجماتها على قطاع غزة.
وشكك في الحاجة إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع الذي يدعمه الرئيس جو بايدن.
وكان بايدن أيضا مدافعا قويا عن إسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي شنته حماس، لكنه مارس ضغوطا عليها في الآونة الأخيرة لوقف الأزمة الإنسانية في غزة والمضي قدما نحو وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع لإطلاق سراح الرهائن وتوصيل المساعدات.
وردا على سؤال عما إذا كان يؤيد وقفا مؤقتا لإطلاق النار في غزة قال كنيدي لرويترز "لا أعرف حتى ماذا يعني ذلك الآن".
وقال كنيدي إن كل وقف سابق لإطلاق النار "استخدمته حماس لإعادة التسلح وإعادة البناء ثم شن هجوم مفاجئ آخر. فما الذي سيكون مختلفا هذه المرة؟"
وتحدث كنيدي (70 عاما) مع رويترز في مقابلة شاملة يوم الاثنين من مكتبه بلوس انجليس.
وتحول الدعم لإسرائيل إلى قضية مثيرة للانقسام السياسي داخل الحزب الديمقراطي، مع تجاوز عدد القتلى في غزة 30 ألفا، وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باجتياح رفح.
ويحظى كنيدي بدعم 15 بالمئة من الناخبين المسجلين، مقابل 39 بالمئة لبايدن و38 بالمئة لترامب، وفقا لاستطلاع أجرته رويترز/إبسوس مؤخرا.
ويعني هذا المستوى من الدعم أن كنيدي يمكن أن يكون له تأثير كبير على الانتخابات في نوفمبر تشرين الثاني، إذ يزعم المحللون الاستراتيجيون أنه يمكن أن يساعد ترامب من خلال سحب المزيد من الأصوات من بايدن. وسيعلن عن نائبه في 26 مارس آذار.
ومن بين الأسماء المطروحة في هذا الصدد لاعب كرة القدم الأمريكية آرون رودجرز، الذي رفض لقاح كوفيد، والمحامية نيكول شاناهان، والسناتور الأمريكي راند بول.
وقد يتعارض رفضه لوقف إطلاق النار ودعمه الكامل لإسرائيل مع العديد من الناخبين الشباب، الذين يعتبرهم من أقوى ناخبيه.
وقال كنيدي لرويترز إنه يرى الحروب "إما حملات صليبية أخلاقية" يجب مواصلتها أو حروب اختيار يجب تجنبها.
وقال "الحرب العالمية الأولى كانت حربا غير أخلاقية. لقد كانت حرب اختيار. ما كان ينبغي لنا أن نذهب إليها أبدا".
وأضاف أن إسرائيل لم تختر هذه الحرب، مشبها إياها بمشاركة الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية بعد الهجوم على بيرل هاربور.
وقال كنيدي إن حماس هي المسؤولة عن تدمير غزة بسبب فشلها في تبني حل الدولتين وإطلاق آلاف الصواريخ على مدن إسرائيلية مثل تل أبيب.
وأضاف "أي دولة أخرى مجاورة لدولة تقصفها بالصواريخ، وترسل قوات خاصة لقتل مواطنيها، وتتعهد بقتل كل شخص في تلك الدولة وإبادتها، ستذهب وتدمرها بالقصف الجوي".
ومضى قائلا "لكن إسرائيل دولة أخلاقية. لذا فهي لم تفعل ذلك. وبدلا من ذلك، قامت ببناء قبة حديدية لحماية نفسها حتى لا تضطر إلى الذهاب إلى غزة".
وأضاف أن حماس لم تترك للزعماء الإسرائيليين خيارا بعد أن اقتحم مقاتلوها إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وقتلوا 1200 شخص واحتجزوا 253 رهينة وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
وأضاف كينيدي أنه يعتقد أن الرئيس الأمريكي يجب أن يتصل بقادة من روسيا وتركيا ومصر لوضع نهاية لحماس.
ومنذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول، تأكد مقتل ما يقرب من 32 ألف شخص في الهجوم الإسرائيلي، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، مع مخاوف من أن يكون هناك آلاف آخرون تحت الأنقاض.
وقال تقرير مدعوم من الأمم المتحدة يوم الاثنين إن المجاعة ستحدث في غزة على الأرجح بحلول شهر مايو أيار إذا لم توضع نهاية للقتال في الحرب المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر بين إسرائيل وحماس في القطاع الفلسطيني الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.
(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)