Investing.com - تقدمت شركة نيكولا ( Nikola Corp (NASDAQ:NKLA))، وهي شركة ناشئة في قطاع السيارات كانت تحظى بشعبية بين محللي وول ستريت والمستثمرين الأفراد، بطلب للحماية من الإفلاس بعد فشلها في العثور على مشترٍ أو تأمين تمويل إضافي للحفاظ على عملياتها.
وقالت الشركة، يوم الأربعاء، إنها تعتزم متابعة عملية بيع مزاد لأصولها، وذلك بعد الحصول على موافقة المحكمة. وأشارت إلى أن لديها نحو 47 مليون دولار نقدًا لتمويل أنشطة الإفلاس وتنفيذ عملية البيع والخروج من الفصل 11 من قانون الإفلاس الأمريكي.
وعلى وقع هذه الأنباء، تراجع سهم الشركة بحوالي 50% فور افتتاح السوق الأمريكية منذ قليل.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نيكولا، ستيف جيرسكي، في بيان: "مثل العديد من الشركات في صناعة السيارات الكهربائية، واجهنا عوامل سوقية واقتصادية كلية مختلفة أثرت على قدرتنا على العمل. للأسف، لم تكن جهودنا الجادة كافية لتجاوز هذه التحديات الكبيرة، وقرر مجلس الإدارة أن الإفلاس يمثل أفضل مسار ممكن للشركة وأصحاب المصلحة في ظل هذه الظروف."
إذا وافقت المحكمة على إجراءات المزايدة المقترحة، فسيُسمح للأطراف المهتمة بتقديم عروض ملزمة للاستحواذ على أصول نيكولا، على أن تكون هذه الأصول خالية من الديون والالتزامات الخاصة بالشركة.
لمدة 48 ساعة فقط..اشترك في أفضل خدمة تحليل أسهم وقوائم استثمار بالذكاء الاصطناعي في السوق السعودي والأمريكي..بخصم 50%
سقوط نيكولا: من قمة النجاح إلى الإفلاس
يمثل هذا الإعلان نهاية الانهيار الذي استمر لسنوات لشركة نيكولا، التي يقع مقرها في فينيكس. في ذروتها عام 2020، بلغت قيمة الشركة 30 مليار دولار، متجاوزة قيمة فورد (NYSE:F) موتور، كما أبرمت صفقة بمليارات الدولارات مع جنرال موتورز، وكانت تُعتبر واحدة من أنجح شركات السيارات الناشئة.
لكن الشركة انهارت تدريجيًا على مدى سنوات، متأثرةً بفضائح وخداع تورط فيها مؤسسها ورئيسها التنفيذي السابق، تريفور ميلتون. هذا المدير التنفيذي، المعروف بأسلوبه الخطابي النشط، أُدين في 2022 بتهم الاحتيال الإلكتروني والاحتيال في الأوراق المالية بعد تضليله المستثمرين بشأن عمليات نيكولا وتقنياتها الخاصة بانعدام الانبعاثات.
وتم الكشف عن هذه الفضيحة لأول مرة من قبل شركة البيع على المكشوف هيندنبورغ ريسيرش، وذلك بعد إعلان صفقة نيكولا مع جنرال موتورز، التي تضمنت استحواذ الشركة العملاقة في ديترويت على حصة بقيمة 2 مليار دولار في الشركة الناشئة.
الإنتاج والتحديات المالية
تتمثل المنتجات الرئيسية لشركة نيكولا في الشاحنات الكهربائية بالكامل وشاحنات خلية وقود الهيدروجين، والتي بدأت إنتاجها عام 2022. ولكن بحلول الربع الثالث من العام الماضي، لم تنتج الشركة سوى 600 شاحنة فقط منذ بدء الإنتاج، وتعرض العديد منها لعمليات سحب بسبب عيوب تصنيعية، مما كلف الشركة عشرات الملايين من الدولارات.
ومنذ انتقال جيرسكي من منصب رئيس مجلس الإدارة إلى الرئيس التنفيذي في عام 2023، حاول إبقاء الشركة قيد التشغيل، بما في ذلك استمرار إنتاج الشاحنات عديمة الانبعاثات، لكن رأس مال الشركة كان في تراجع مستمر.
حذرت نيكولا المستثمرين، خلال مكالمة إعلان الأرباح للربع الثالث، من أن الشركة لديها سيولة كافية لتشغيل عملياتها حتى الربع الأول من عام 2025 فقط، لكنها لن تتمكن من الاستمرار بعدها. وقد أنهت نيكولا الربع الثالث برصيد نقدي قدره 198 مليون دولار.
وفي تلك المكالمة، قال جيرسكي إن الشركة كانت "تتحدث بنشاط مع العديد من الشركاء المحتملين الذين يقدّرون ما نقوم به وما بنيناه."
صعود وهبوط شركات السيارات الكهربائية الناشئة
يُذكر أن جيرسكي، وهو محلل مصرفي سابق ومدير تنفيذي سابق في جنرال موتورز، قاد شركة نيكولا إلى الاكتتاب العام عبر شركته ذات الأغراض الخاصة للاستحواذ (SPAC) في يونيو 2020، مما شجّع المزيد من شركات السيارات الكهربائية الناشئة على اتباع نفس النهج.
لكن، على غرار نيكولا، فشلت معظم، إن لم يكن جميع، هذه الشركات في تحقيق التوقعات الأولية، حيث واجهت العديد منها تحقيقات فدرالية وفضائح وصراعات إدارية.
وقد تداول سهم نيكولا بسعر أقل من 2 دولار منذ أوائل ديسمبر، بينما كان أعلى سعر إغلاق له، قبل تعديل القيمة بسبب تجزئة الأسهم، ما يقرب من 80 دولارًا في يونيو 2020، وفقًا لبيانات FactSet.
استفد من البيانات الحصرية المتاحة عبر إنفستنغ برو وقيم استثماراتك المختلفة سواء في الأسواق العربية أو العالمية. اشترك الآن من هنا