Investing.com - لم يشعر المستهلك الأمريكي بهذا القدر من التشاؤم تجاه الاقتصاد منذ نوفمبر 2022، وذلك وفقًا لمسح أجرته جامعة ميشيغان (University of Michigan). في ذلك الوقت، كان معدل التضخم السنوي قد بلغ 7.1%، وأقرّ رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بأن فرص تحقيق هبوط اقتصادي سلس – أي السيطرة على التضخم دون إدخال الاقتصاد في حالة ركود – أصبحت أقل احتمالًا.
ومع وصول معدل التضخم في الولايات المتحدة إلى 2.9% في ديسمبر، إلى جانب تسجيل نمو في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.3% على أساس سنوي خلال الربع الأخير من العام الماضي، بدا أن الاحتياطي الفيدرالي يسير بالاقتصاد نحو استقرار نسبي.
ولكن في عام 2025، بدأت الاضطرابات الاقتصادية بالظهور مجددًا، مدفوعة بقرارات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، مما أدى إلى اهتزاز الأسواق. ووفقًا للمسح ذاته، أصبح المستهلكون الآن يتوقعون ارتفاع معدل التضخم السنوي إلى 4.9%. وقد زاد الأمر سوءًا تصريح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، يوم الأحد، حيث قال: "لا توجد ضمانات" بأن الركود لن يحدث.
وعلى الرغم من أن الأسهم سجلت ارتفاعًا يوم الجمعة، إلا أن هذا الصعود يبدو ناتجًا عن ارتياح المستثمرين لعدم وجود أخبار جديدة عن الرسوم الجمركية، وليس بسبب تفاؤلهم بأداء الأسواق. وفي ظل هذه الأوضاع، لا تزال المعنويات في وول ستريت تتسم بالتشاؤم الشديد.
ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.13%، وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.65%، وقفز مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2.61%. ومع ذلك، سجلت المؤشرات الثلاثة خسائر أسبوعية، حيث خسر مؤشر ستاندرد آند بورز 5.28 تريليون دولار في حوالي ثلاثة أسابيع. وارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 1.15%، لكنه أنهى أسبوعه الثاني على التوالي متراجعًا.
مع بداية الزخم الإيجابي في وول ستريت والارتفاع الملحوظ في الأسهم الأمريكية، يرى بعض المستثمرين أن هذه المكاسب توفر فرصًا واعدة لتعزيز محافظهم الاستثمارية، بينما يسعى آخرون لفهم الاتجاهات القادمة للاستفادة من هذا النمو. يمكن للمستثمرين الذين يرغبون في استغلال هذه التحركات الصاعدة بذكاء الاستفادة من InvestingPro، الذي يقدم توصيات شهرية لأكثر من 100 سهم، مدعومة بتحليلات متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لمساعدتك على تحديد نقاط الدخول والخروج المثلى في السوق. اضغط هنا لاكتشاف المزيد من الفرص الاستثمارية!
وقد أكدت البيانات الصادرة عن جامعة ميشيغان يوم الجمعة أن ثقة المستهلك قد تراجعت بشكل حاد، وذلك بسبب استمرار حالة عدم اليقين المرتبطة بالسياسة التجارية، وهو ما كان أحد العوامل الأساسية في التراجع المستمر للأسواق على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية.
تراجع ثقة المستهلك وارتفاع توقعات التضخم
-
سجل مؤشر ثقة المستهلك بجامعة ميشيغان 57.9 نقطة في مارس، وهو مستوى أقل من توقعات المحللين البالغة 63.1 نقطة، كما أنه أقل من القراءة السابقة التي سجلت 64.7 نقطة.
-
أظهر مؤشر ميشيغان لتوقعات التضخم لشهر مارس ارتفاعًا إلى 4.9%، متجاوزًا القراءة السابقة البالغة 4.3%.
-
كشفت البيانات أن توقعات التضخم على مدى السنوات 5 المقبلة سجلت 3.9%، مقارنةً بالقراءة السابقة التي سجلت 3.5%.
-
سجل مؤشر ميشيغان لتوقعات المستهلك 54.2 نقطة في مارس، متراجعًا عن المستوى السابق البالغ 64 نقطة.
-
أما مؤشر ميشيغان للظروف الراهنة، فقد سجل 63.5 نقطة، مقارنةً بالقراءة السابقة التي بلغت 65.7 نقطة.
وفي سياق آخر، يستعد المستثمرون حاليًا لاجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقرر الأسبوع المقبل. وتشير بيانات أداة متابعة الفائدة الأمريكية، المتاحة على Investing السعودية، إلى أن العقود الآجلة لأسعار الفائدة تعكس احتمالًا بنسبة 97% بأن المجلس سيبقي أسعار الفائدة دون تغيير.