مدريد، 13 ديسمبر/كانون أول (إفي): طالب الباقون على قيد الحياة من مقاتلي سيدي إفني - أغلبهم تجاوز الـ70 عاما-، والبالغ عددهم 4000 شخص، الحكومة والبرلمان الإسبانيين بتذكر وعودهما بصرف تعويضات ومعاشات لهم عن الحرب التي أجبروا على خوضها تحت قيادة الجنرال فرانكو، أثناء احتلال إسبانيا لبلادهم خلال القرن الماضي.
وكانت مدينة سيدي إفني المطلة على المحيط الأطلسي (جنوب المغرب) قد شهدت اندلاع ثورة تمرد ضد الاحتلال الإسباني عام 1957 ، قادتها قوات المقاومة المغربية، مما كبد القوات الإسبانية مئات من القتلى والجرحى.
ورجح كفة المقاومة خبرة ودراية الكثير من عناصرها الذين كانوا قد أرغموا على القتال في صفوف جيش فرانكو أثناء الحرب الأهلية بخطط وأسلوب الجيش الإسباني.
ومن المقرر أن يشارك في هذا المسعى ممثلون عنهم في بالنسيا وبرشلونة ومدريد، لمطالبة الحكومة بالوفاء بتعهداتها بصرف معاشات ومكافآت لهم في إطار قانون القوات المسلحة، الذي أقر منذ عامين، اعترافا من مدريد بدورهم في الخدمة العسكرية التي تم تطبيقها إجباريا عليهم خلال الفترة بين 1957 و 1959.
وأشار ممثل المحاربين القدماء من مقاتل سيدي إفني، بيثنتي برينس، في تصريحات لوكالة (إفي) اليوم أن وزارة الدفاع أفادتهم أنها بصدد إجراء حصر للمحاربين القدماء وتحديد قوائم تحمل ضمانات بمشاركتهم فعليا في المعركة، ليتم بعد ذلك تحديد قيمة المعاش.
ولكن برينس يرى أن الحكومة "تسوف وتماطل" وليس لديها نية حقيقة لدفع هذه التعويضات، حيث رأي أنه ليس من الصعب عمل قائمة بحصر عدد الباقين على قيد الحياة من المحاربين الذين شاركوا في هذه الموقعة، خاصة إذا توجهوا بالسؤال لجمعية المحاربين القدماء، أو العودة إلى سجلات قيد المجندين في مدن أبيلا وجوادالاخارا.
وقال "نطالب بقليل من الاهتمام والتقدير لهؤلاء الجنود" الذين شاركوا في حرب قتل فيها ما يزيد عن 300 بخلاف 500 جريح، وقد أنصفهم قانون الذاكرة التاريخية الذي صدر في عهد الحكومة الحالية، ولكنهم لم يحصلوا بعد على التعويضات المناسبة.
وكانت الحكومة قد رصدت مبلغ مليون يورو كتعويضات لهؤلاء المحاربين القدماء، غير أنها لم تصرف حتى الآن. (إفي)