Investing.com - شهدت أسهم تسلا انهيارًا حادًا مؤخرًا حيث توالت تراجعات سهم السيارات الكهربائية لتسعة أسهم متتالية. وفي يوم الاثنين العاشر من مارس وحده انخفضت أسهم صانع السيارات الكهربائية بنسبة 15%، وهو أسوأ يوم لها في السوق منذ سبتمبر 2020.
وحتى الآن لا يزال سعر سهم تسلا (NASDAQ:TSLA) أعلى من القيمة العادلة المحددة له حسب بيانات InvestingPro إلا أنه أقل كثيرًا 36% من متوسط مستهدفات المحللين. حيث قام غالبية المحللين والبنوك المركزية برفع مستهدفات تسلا بعد فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية وبالفعل حقق السهم قمة قياسية قبل أن يغيّر الاتجاه ويشهد موجة بيع عنيفة.
وأهم ما يهدد السهم في نظر المستثمرين هو انغماس الرئيس التنفيذي للشركة في معترك السياسة وخوضه خصومات عنيفة ضد الحزب الجمهوري والعديد من الحكومات الأوروبية والأهم هو الصعود القوي لنجم شركة BYD المنافس الرئيسي لتسلا والتي نجحت في تحقيق عمليات إنتاج ومبيعات عنيفة حول العالم رغم التحديات التي تواجهها في السوق الأمريكي والكندي والأوروبي.
للاشتراك في InvestingPro والحصول على كل خدمات محللي الأسهم والقيم العادلة: اضغط هنا
في يوم الجمعة الماضية، أغلقت تسلا أسبوعها السابع المتتالي من الخسائر، وهو أطول سلسلة خسائر لها منذ ظهورها في ناسداك في عام 2010. انخفضت الأسهم كل أسبوع منذ ذهاب الرئيس التنفيذي إيلون ماسك إلى واشنطن العاصمة لتولي دور رئيسي في البيت الأبيض الثاني لترامب.
منذ وصولها إلى أعلى مستوى بلغ 479.86 دولار في 17 ديسمبر، فقدت أسهم تسلا أكثر من 50% من قيمتها، مما أدى إلى فقدان أكثر من 800 مليار دولار في قيمة السوق. وقد علم الاثنين اليوم السابع الأسوأ للأسهم في التاريخ.
قادت تسلا انخفاضًا أوسع في الأسهم الأمريكية، حيث انخفض ناسداك بنسبة تقترب من 4%، وهو أكبر انخفاض له منذ عام 2022.
كانت الانخفاض في أسهم تسلا يوم الاثنين مرتبطًا بالعدم اليقين حول خطط الرئيس دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية. كندا ومكسيكو هما أسواق رئيسية لموردي السيارات، وستؤثر الرسوم الجمركية المتزايدة، مع احتمالية حدوث حرب تجارية، على الإنتاج وستؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
تواجه تسلا أيضًا تآكل في العلامة التجارية بسبب الخطاب السياسي المثير للجدل لماسك وعمله الواسع مع إدارة ترامب، حيث يقود ما يُسمى بوزارة كفاءة الحكومة. أصبح ماسك، الشخص الأغنى في العالم، الوجه العلني لجهود الإدارة لتقليص عدد العاملين في الحكومة الفيدرالية ونفقاتها وقدراتها بشكل كبير.
في الوقت نفسه، استخدم ماسك شبكته الاجتماعية X لتوجيه اتهامات ضد القضاة الذين لم تعجبه قراراتهم وتعزيز نقاط الحديث الكاذبة التي تصدرها الكرملين حول رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي.
قام الناشطون ومعجبو ماسك السابقون بالاحتجاج في مرافق (TADAWUL:2083) تسلا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وكانت مركبات ومرافق تسلا هدفًا واضحًا للتخريب والمحاولات لإشعال النيران. حدثت محاولات متكررة لإشعال النيران وحالات تخريب في متجر تسلا ومركز خدمة في لوفلاند، كولورادو، وأحدثها في 7 مارس، كما أفادت الشرطة لقناة CNBC.
قال بن كالو، محلل في شركة بيرد، لبرنامج "Squawk on the Street" على قناة CNBC يوم الاثنين إن التقارير الأخيرة حول التخريب قد تؤثر على الطلب.
قال كالو: "عندما تكون سيارات الناس في خطر التخديش أو إشعال النيران هناك، حتى الأشخاص الذين يدعمون ماسك أو يكونون محايدين تجاه ماسك قد يفكرون مرتين قبل شراء تسلا".
كتب محللو بنك أمريكا في تقرير يوم الاثنين أن مبيعات تسلا من المركبات الجديدة انخفضت بنحو 50% في أوروبا في يناير مقارنة بالعام السابق، جزئيًا بسبب زيادة النفور من العلامة التجارية. أشارت الشركة أيضًا إلى أن بعض العملاء المحتملين ينتظرون الإصدار الجديد من موديل Y.
ظل موديل Y من تسلا، وهو سيارة دفع رباعي صغيرة، أكثر المركبات الكهربائية مبيعًا عالميًا في يناير. وتلاه Geely Geome الصيني، الذي تجاوز سيارة تسلا موديل 3 خلال الشهر.
زادت مبيعات المركبات الكهربائية عالميًا، بما في ذلك النماذج الكهربائية الكاملة والهجينة المدمجة، بنسبة 21% في يناير مقارنة بالعام الماضي، على الرغم من انخفاض مبيعات تسلا. كان النمو يرجع إلى الطلب في أوروبا، وفقًا لبنك أمريكا.